مجلس العزاء .. للراحل حسن عطا

> «الأيام» محمد علي محسن:

>
بداية في منتدى الباسويدان الثقافي الفني بدار سعد دشن مجموعة من المبدعين في عدن مجلس العزاء برحيل الفنان القدير التربوي الفاضل حسن عطا الذي وافته المنية والرحمة الإلهية صباح الأحد 2009/1/18م.

في ثنايا صقيع شتاء العاصمة صنعاء بعد معاناة وألم أقعده الفراش منذ سبع سنوات وكذا ملمات وصروف الحياة القاسية التي أقعدته منزله بحوطة لحج وكذا رحيل أم الأولاد. والأمَرُّ من ذلك التجاهل والنسيان لذوي الاختصاص والشأن ولولا رحمة المولى بجلال عزته والتفاف واحتضان ولديه الخلوقين جميل وعبدالحليم والخيرين من الزملاء والمقربين له لما ارتسمت الابتسامة على شفتيه وهو طريح الفراش يغني ويحاور زواره بروحه المرحة الطاهرة وبنقاء السريرة والموهبة الربانية وتجربته التربوية الفذة مخففاً عن نفسه آلامها ومسلماً أمره لقضاء المولى تعالى وقدره سبع سنوات .. رحم الله فقيدنا حسن محمد إبراهيم عطاء الله، وأسكنه فسيح جناته .

رحل أبوجميل عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عاما وهو المولود في العام 1935م تقريباً بحسب ما ورد في كتيب تكريمه من قيادة محافظة لحج واتحاد أدبائها في حوطة لحج المحروسة بحارة الشيخ سعيد .

رحل العزيز مبتسماً رغم الألم قاهراً ومخلفاً وراءه كل الوعود التي طالت سبع سنين عجافاً معلماً أقرانه وتلاميذه معنى الصبر والإيمان والرضاء بحكم الله. ما عاناه شيخنا الصابر رحمه الله - ذكرنا بما نعيشه اليوم ومنذ مايقرب الـ25 يوماً لمعاناة الأطفال والنساء والشيوخ والعزل في غزة العزة والصمود والنصر المؤزر مبتسمين- من تركين ولامبالاة ووعود رسمية كادت أن تفتك به في حينها ولولا الابتسامة كما أسلفنا وحين جاءت اللحظة الحاسمة لعلاجه على حساب الدولة ومبادرة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي، وزير الثقافة رعاه الله، وبفصل الشتاء وجوه القارس بعد أن وهن العظم ونحل الجسد العليل الذي لم يقوَ إلا على سماع العبارات الصادقة ويتشافى عندما يحظى بزيارة للأحبة ويفاجأ بدعوة كريمة لتكريمه من قبل هؤلاء البسطاء وعلى ما تيسر من إمكانات متواضعة مذكرين بذلك القائمين بالشأن الثقافي وأصحاب القرار.

دعوة من القلب إلى القلب، بفقداننا من غنى للجزائر الثورة، لمصر عبدالناصر، ليمن العروبة أجمل وأعذب الأناشيد والألحان وألهب حماس الوطن العربي من المغرب العربي إلى قلبه النابض وشرقه العربي، وبتواضع جم معرضاً حياته وأسرته من بعده لشتى صنوف الويلات من سلطات المستعمر البريطاني لجنوب اليمن معتقلاً مطارداً من جواسيسه واستخباراته منذ منتصف خمسينات القرن الماضي .

دعوتنا بأن يحظى المبدعون بمختلف مشاربهم وتخصصاتهم بالاهتمام والعناية بتحسين معيشتهم والعناية بصحتهم ومساواتهم ببقية خلق الله حتى لا يظل الاستجداء والمناشدة عنواناً بارزاً لحياتهم وكأنهم (شحاذين) لحقوقهم فهم واجهة الوطن وخير من ينقلون ويعكسون ويترجمون حضارة وازدهار ورقي الأوطان، فعطفاً بمن بقي من هؤلاء المناضلين بشرف الكلمة حباً في الأرض الطاهرة .

رحم الله أستاذنا التربوي الفاضل الخالد بنتاجه الفني حسن عطا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى