ونالت «الأيام» قصب السبق في فن الكاريكاتير

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> فن الرسم الساخر، أو الفن المشاغب أو فن الكاريكاتير وهي هذه الكلمة الأخيرة التي اعتدنا في جل بلادنا العربية أن يضمها قاموس لغتنا الدارجة بعد أن كنا استعرناها من أهلها الفرنسيين والإيطاليين.

لسهولة لفظها في كلمة واحدة، وكمصطلح تيسر استخدامه وتعارف الكل على معناه الواحد، يعني التعبير الفني عن طريق الرسم بأسلوب ساخر يكسر حاجز الواقعية، حيث يقوم فنان الكاريكاتير بتركيب رسمه من عنصري التشكيل والكوميديا معتمداً على التضخيم المنطقي لبعض أجزاء الرسمة، أو أن يقلص أجزاء أخرى منها على غير المعتاد للطرفة والدعابة وإثارة السخرية، مع الحفاظ على رؤى الشكل العام.

والكاريكاتير في حد ذاته يعتبر تمرداًَ طريفاً ولطيفاً على الواقع والعقول وفي الوقت ذاته يحمل قيماً فنية رفيعة تنبع من حسن الدعابة الفائقة والسخرية المؤدبة عند الفنان وفي روحه ونفسه، يهدف منها في الغالب إلى التنفيس عند القراء من الأوضاع والظروف غير السوية في مجتمعه، وفي كشف الأنماط السائدة في السلوكيات ليحقق منها قدر الاستطاعة حشد وتكوين مفاهيم عند الرأي العام نحو قبول تلك السلوكيات أو رفضها. وبطبيعة الحال فإن رسَّام الكاريكاتير وهو فرد في المجتمع يعتبر من أكثر الناس حساسية بمحيطه وقضاياه سواء بما لديه من مستوى ثقافي أو خبرات فنية وقدرات بصرية، إضافة إلى ما عنده من رؤى فكرية وسياسية قد لايستطيع التعبير عنها في حديث مسموع أو مقال مكتوب إلا من قدرته عن طريق الرسم والتشكيل بريشته التي لاغنى له عنها.. وهذا هو حال فنان الكاريكاتير المبدع الفنان أحمد يحيى في صحيفتنا الغراء «الأيام»، وتجربته معها.

وهذه التجربة الجميلة بينه وبين الصحيفة، وبهذا التناغم الجميل في مدرستها خلال الأعوام الماضية قد ساعدته في صقل موهبته وتطوير مفاهيمه الثقافية والسياسية والصحفية حتى كان منه في قمة إبداعه ذلك الكاريكاتير الذي نشر في عدد يوم الخميس، 8 يناير 2009 برقم 5601، حول مأساة غزة ومجلس الأمن والجامعة العربية، الذي أزعم أنه قد فاق بعناصره الفنية وفي رسالته الإعلامية ما تنشره كبريات صحف العرب في فن الكاريكاتير وبكل المقاييس.

في آخر المطاف همسة:

أتمنى وهي أمنية ليست بعسيرة وهي..هل نتوقع من الناشرين العزيزين هشام وتمام باشراحيل وهيئة التحرير الموقرة في يوم قريب أن يقام معرض فني عام لكل ذلك الكم من اللوحات الكاريكاتيرية التي نشرتها «الأيام» في جل إصداراتها لتساهم ضمن رسالتها الإعلامية أن يكون لها حضور ثقافي وفني يسهم أيضاً في الدفع بالنشاط الفني التشكيلي- الذي يعيش في بيات شبه دائم- أزعم أنهم لن يبخلوا. وإياهم أقرئ سلامي.

em:amys [email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى