حلويات القبيطة بين الاكتساب واستيعاب بطالة الشباب

> «الأيام» أنيس منصور

> اشتهر منذ القدم أبناء مديرية القبيطة بصناعة الحلوي محليا, وأصبحت مهنة يتوارثها الأجيال وأصبح اسم القبيطة مرتبطا بالحلويات وأصبحت طريقاً للاكتساب والعيش الكريم، كما ظهرت طرق التنافس التجاري في رفد الأسواق الشعبية والتصدير الخارجي.

وهذه إطلالة بسيطة لمعرفة التفاصيل الدقيقة عن ارتباط القباطي بالحلوى في التحقيق التالي:

البداية والابتكار

لم نجد أي توثيق عن احتراف مهنة صناعة وتحضير الحلوى في القبيطة بعد طول بحث في الأرشيف التأريخي لأبناء القبيطة, كل ما عرفناه من كبار السن أنهم واصلوا طريقا بدأها آباؤهم وأجدادهم السابقون, وتعتبر مدينة الراهدة عاصمة الحلويات ونقطة البداية والانتشار, كما عرفت القبيطة وتميزت بأنها المديرية الأولى في صناعة وتسويق الحلويات خصوصاً أبناء مناطق النويحة والمداكشة فهم الرواد الأوائل الذين استطاعوا تطوير صناعة الحلوى حتى أصبحت ذات مذاق متميز وفريد.

وتوسعت تجارة وصناعة الحلوى في جميع مديريات القبيطة، ويذكر الأخ مصطفى عبدالله القباطي أنه توجد محلات بيع الحلويات في الأردن وسقطرى والسعودية وعمان يمتلكها أشخاص من مديرية القبيطة كما هو مشاهد في جميع أسواق محافظات ومديريات شوارع وأحياء الجمهورية.

أنواعها والمواد المستخدمة

الحلوى القباطية تأريخ عريق وقديم كانت ولازالت ذا طعم ومذاق فريد توزع أثناء الحفلات والخطوبات والأعياد والمناسبات والضيافة كهدايا اجتماعية، يتم تناولها بعد وجبة الغذاء يوميا .

ًوهي صناعة محلية يستخدم فيها المواد السكرية وزيت السمسم واللوز والزبيب والدقيق الخاص وزيوت الأشجار والمادة البيضاء المطحونة من الشجر أيضاً إضافة إلى مادة النشأ.

وأدوات الصناعة كما قال حسن علي سعيد رئيس جميعة منتجي الحلويات هي «معاصر خشبية ووعاء ملفوف محدوب نجمع فيه المواد المصنعة والمادة البيضاء والقصع والقفش واللفة والخيوط على يد خبراء محليين وكوادر من البشر».

وعن أنواع الحلويات يقول رمزي أنعم هي الهريس والجرد والمطاط والوهطي والصوري والعرائسي والخلطة الحمراء والبيضاء والملطوم والألواح والمسمسم والشبح والحلي والمكفوف واللفة وحلاوة اللوز والفستق والجلجل والزبيب، وتطور الأنواع يوما بعد آخر .

ويستخدم المصنعون أشكالا هندسية جميلة لنماذج عروض الحلويات وأصبحت شوارع كما هو في عشش العند والحبيلين الكثير من المواقع الخاصة فقط لبيع وتصدير الحلوى ويتوزع الكادر البشري بتسلسل هرمي لمجموعة مهمتها خلط وعصر الحلويات, وأخرى نقل وترتيب وصف الحلويات, ومجموعة مهمتها البيع والعرض.

واشتهرت محلات رائدة في فنون صناعة الحلويات مثل: حلويات علي سعيد, وبن أنعم, والرماس، كما ظهرت مسميات ومحلات جديدة في عشش العند فيما لازالت أسرار مهنة صناعة الحلوى غامضة حيث يتبادلها أبناء القبيطة سراً فيما بينهم جيل بعد جيل لم يتم الإفصاح عنها للآخرين».

اكتساب واستيعاب البطالة

أصبحت صناعة الحلوى من أهم وأسهل طرق وأساليب الاكتساب المعيشي لها دور في تحسين وضعية اقتصاد أبناء النويحة والمراكشة بالقبيطة, وبحسب إحصائية أولية لعدد الشباب الذين تم استيعابهم حوالي أكثر من عشرين ألف عاطل عن العمل, كما ذكرت مصادر جمعية الحلويات والباحث المتخصص عادل عبدالوهاب ناجي.

ووصلت أعدد المصانع إلى 725 مصنعا محليا ويتم تشغيل من خمسة عشر إلى ثلاثين في المائة من العمالة وشباب مناطق القبيطة. استطاعت تلك المصانع من التخفيف من حجم البطالة المتكدسة في المديرية.

كما برزت ظواهر سلبية خطيرة وهي عمالة الأطفال, لقد انتزعهم الفقر والعوز والوضع الاقتصادي المتردي إلى ترك التعليم والعمل في مصانع الحلويات, بل يكتفي الآباء بتعليم أبنائهم في النويحة والمراكشة إلى الصف التاسع تم ينطلق الطفل نحو عمل تحضير وصناعة الحلويات.

أسئلة تبحث عن جواب

بعد ذلك السرد البسيط عن مملكة الحلويات وحصول أبناء القبيطة من مصنعي الحلويات على جائزة الإيزو في تصنيع الحلويات تلقينا تساؤلات واستفسارات: أين هي جهود الدولة وعوامل تشجيع الصناعات المحلية؟ ولماذا يتم السكوت عن الأتاوات والضرائب والابتزازات التي يتعرض لها مصنعو الحلويات في العند وردفان والراهدة ودمنة خدير؟.

كما أعلنت جمعية القبيطة وقيادة محافظة لحج عن مهرجان حلويات القبيطة الذي لم يكتب له النجاح في إقامته لأسباب مجهولة وخفية, ماذا لو كانت تلك الصناعات على اختلاف أشكالها في الدول المتقدمة والمتحضرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى