«الأيام» تعيد كتابة التاريخ !!

> «الايام الرياضي» رائد عابد :

> تابعت منذ مدة جهدكم الكبير والرائع والمميز المتمثل بتكريم الرواد الذين صنعوا المجد والتاريخ ورسموا ملامح الزمان والمكان وتعرضوا للظلم والقهر والنسيان لفترة زمنية طويلة بقصد أو ربما نتيجة لانشغال الحكومات بالأشياء الكبيرة ذات المصالح (الشخصية) .

نفس المكان (عدن) ونفس الوجوه التي بدأت تظهر عليها علامات التعب , تأثرت قليلا أو كثيرا ظهر عليها أثر (الشيب) وهو الوقار , رغم أنهم جميعا شباب بقلوبهم وابتساماتهم التي مازالت تمنحنا الأمل في الحياة رغم كل عوامل الاحباط المحيطة بهم وبالأجيال التي تستمد منهم القوة والعزيمة والصبر وقهر المستحيل.

تكريم النجوم من قبل «الأيام» (المدرسة) يعني إعادة اعتراف بحق هؤلاء علينا وعلى المجتمع الذي تعرض لنكبات كثيرة ونكسات تقصم الظهر , هم كانوا يوما ما نجوم الرياضة العدنية , ثم تحولوا إلى شخصيات اجتماعية وأصبحوا من رموز المجتمع لأن الرياضة , وكرة القدم تحديدا ليست مجرد ركض خلف جلد مدور مملوء بالهواء , بل هي فن وأخلاق .

الفن هو ما يمكن أن نسميه طريقة اللعب الجماعية أو المهارات الفردية , فنقول , فلان لاعب فنان , وعندما تصبح الروح الجماعية هي الغالبة في أداء الفريق ونتابع تضحيات بعضهم ونلمس روح التعاون من أجل صناعة الأهداف وتحقيق الانتصارات فنقول عن الفريق بأنه يعرف كيف يعزف لحن النصر , هناك لحن فردي ولحن جماعي لفرقة أوركسترا تعتمد على توجيهات مايسترو بالمعنى الكامل والحقيقي للقب .

وعندما نتحدث عن أساس الحياة (الأخلاق) , وهي التي تنعكس بشكل وأضح داخل الملعب عندما يشتد الحماس وتزداد ضربات القلب ويجري الدم بقوة فتصبح بعض التصرفات خارجه عن السيطرة خاصة عند الغضب , تجد أن قرارات الحكام وتدخل أعضاء الإدارة يوقف كل شيء , احتراما للمدرب والإداري ولشعار الفريق , وما إن ينتهي اللقاء حتى تعود الروح الرياضية كما كانت , وتحدث بعض التصرفات لكنها تنتهي إلى غير رجعة , وبعضها يبقى للذكريات التي ربما تجعل من المباريات أشبه بمعارك حربية , وفي حقيقة الأمر هي صورة مرسومة عند الجمهور وليس بين صفوف اللاعبين , وتبقى الأخلاق عملة قوية ترفع من رصيد الإنسان أينما كان .

العالم اليوم مليء بالمشاكل الاقتصادية والسياسية ولكن ليس الرياضية لأنها هي التي تصلح ما تفسده السياسة , نسمع يوميا عن ما يحدث بين الكوريتين الجنوبية والشمالية من استعداد للحرب على الحدود , وتعقد مئات الاجتماعات بين السياسيين , ولا تصل إلى نقطة مشتركة بينما تدخل الكوريتان في طابور واحد في دورة الألعاب الأولمبية.

قد يسأل البعض لماذا نذهب بعيدا؟!..نعم لقد توحد المنتخب اليمني لكرة القدم قبل أن تتحد القيادة السياسية , وشهدت محافظة أبين وتحديدا ملعب الشهداء أولى مباريات المنتخب اليمني الموحد , بينما كانت الملفات السياسية تلف وتدور حول صنعاء وعدن .

إن ما فعلته «الأيام» سيكتب في سجلات التاريخ العدني الرياضي الرائد الذي بدأ قبل قرن من الزمان وأكثر , واليوم لم تنته المهمة حيث لا بد من توثيق اللقاءات التي تمت عبر صحيفة «الأيام الرياضي» , وتحويلها إلى كتاب خاص يحفظ حق (عدن) المدينة أولا , لأن هناك الكثير من العابثين بالتاريخ والجغرافيا والمبادئ والقيم .. ثم حفظ حق أبناء البلد الذين ساهموا في صناعة جزء هام من تاريخ هذه المدينة العظيمة التي أنجبت الأبطال الأفذاذ في مختلف ميادين الحياة , وما زالت حبلى بالمزيد والمزيد والمزيد .

*مقدم ومذيع في قناة الجزيرة الرياضية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى