الناخوذة يروي لـ «الأيام» تعرض القارب (شمسان) لقرصنة قبالة الصومال وإطلاق النار عليه من مروحية على بعد 68 ميلا من المكلا

> «الأيام» صلاح العماري:

>
المصاب محفوظ محمد سعيد
المصاب محفوظ محمد سعيد
تعرض أحد عباري الصيد التابعة لأحد أبناء حضرموت لأعمال قرصنة قرابة الصومال، وبعد ذلك إطلاق نار عشوائي من مروحية أقلعت من بارجتين لاتعرف هويتهما، أصيب على إثرها أحد بحارة العبري ويدعى محفوظ محمد سعيد سليمان من منطقة الشجيرة بمحافظة تعز.

وقد حضر إلى مكتب «الأيام» في المكلا أمس ناخوذة العبري الذي يحمل اسم (شمسان) بمعية وكيل العبري محمد عمر بن دحباج من مدينة القطن بحضرموت، وروى الناخوذة عوض راشد أحمد من رأس العارة بمحافظة لحج قصتهم مع الاختطاف قائلا: «منذ سنوات ونحن نعمل في العبري (شمسان)، وخط سيره المكلا - الصومال في مجال الصيد، وطاقم العبري عدده 8 أشخاص منهم 2 من الصومال و5 يمنيين، وقد غادرنا ميناء المكلا عند الساعة السادسة من صباح يوم 18 يناير باتجاه الصومال، ونحن قبالة منطقة (توحن) في رأس عسير بجمهورية الصومال اعترضنا قراصنة صوماليون في وسط البحر، كانوا على متن قاربين (فيبرجلاس).

وصعدوا يحملون أسلحتهم إلى العبري، وطالبونا بالتحرك في عرض البحر وباتجاه سقطرى للسطو على البواخر والقيام بأعمال قرصنة، ووصلنا إلى رأس مومي في أرخبيل سقطرى ولم يجدوا أي سفن في تلك المسافة، فطلبوا منا العودة إلى جزيرة عبدالكوري بأرخبيل سقطرى، وعلى بعد 40 ميلا من عبدالكوري وجدنا صيادين من الحديدة على متن قاربين خشبيين، وعندها فك القراصنة الصوماليون أسرنا وأخذوا معهم الصيادين من الحديدة مع القاربين الخشبيين، وعلمنا بعد ذلك أن القراصنة بعد ساعات أعادوا الصيادين من الحديدة إلى جزيرة عبدالكوري، وأخذوا القاربين مع 4 محركات، وبعد ذلك وضعنا بلاغا لدى قوات الجيش المرابطة في جزيرة عبدالكوري التي بدورها عممته للواء سقطرى وجمعية العباري في المكلا».

القارب (شمسان) يرسو في ميناء المكلا
القارب (شمسان) يرسو في ميناء المكلا
وواصل الناخوذة حديثه بالقول:«بعد هذه المشكلة التي اعترضتنا وسط البحر من القراصنة تحركنا يوم الأربعاء الماضي 28 يناير 2009 من جزيرة عبدالكوري متجهين صوب المكلا، وعلى بعد 68 ميلا من ميناء المكلا وتحديدا عند الساعة السابعة من صباح الخميس الماضي 29 يناير قابلنا في عرض البحر بارجتين عملاقتين لانعرف هويتهما، لكن يبدو أنهما تابعتان لقوات التحالف الدولية، وفوجئنا بإقلاع طائرة (هليوكابتر) من إحدى البارجتين والقيام بالتحليق فوق العبري، وقامت الطائرة بإطلاق نار كثيف وعشوائي على مقربة من العبري، مما تسبب في إصابة العبري بـ 7 طلقات نارية أصيب على إثرها أحد طاقم العبري ويدعى محفوظ محمد سعيد سليمان من الشجيرة بمحافظة تعز.

إذ تسببت إحدى الطلقات بإصابته بكسر في عظم الفخذ ومايزال يتلقى العلاج حتى الآن في مستشفى ابن سينا بالمكلا، وظلت الطائرة تحلق فوقنا نحو ساعتين ولم تأت أية وسائل إنقاذ لنا ولم يتم التخاطب معنا، والجنود الذين أطلقوا النار من المروحية أشبه بالهنود، وبعد نحو ساعتين من (7 حتى 9) من صباح الخميس 29 يناير هبطت الطائرة على إحدى البارجتين اللتين غادرتا بعد ذلك الموقع، وواصلنا سيرنا إلى المكلا التي وصلناها عند الساعة 5 من عصر اليوم نفسه، واستغربنا إطلاق النار علينا من الطائرة من دون إشعار، فعادة ترسل مثل هذه البوارج زورقا صغيرا يعطينا إشارة ويصعد من فيه للتفتيش والتأكد، ولكن هذه المرة أطلقت المروحية النار علينا بعشوائية، وعلى مسافة ليست ببعيدة من ميناء المكلا».

من اليمين محمد عمر بن دحباج والناخوذة عوض راشد أحمد
من اليمين محمد عمر بن دحباج والناخوذة عوض راشد أحمد
إلى هنا وانتهى حديث الناخوذة حول مأساتهم في عرض البحر، هذه المأساة وغيرها أصبحت حديث الساعة.. الصيادون الأبرياء والطالبون للقمة العيش باتت حياتهم مهددة يوميا بالقتل على أيدي قراصنة لايعرفون للحياة عنوانا، ويقتلون كل من يقف في طريقهم بغية تحقيق مآربهم. ولعل الشيء العجيب في الموضوع أن البوارج البحرية باتت تتصرف كما تشاء في مياهنا الإقليمية وتعتقل وتضرب وتطلق النار على من تشاء من دون التأكد ومن دون التنسيق مع القوات اليمنية.

كنا نسمع عن تقطع الطرق في البر والآن جاءت موضة القرصنة في البحر ومن يدري ربما نسمع عن قرصنة في أجوائنا قريبا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى