يوميات «الأيام» .. واقع العالم الذي تغيره الشعوب

> أنور قطب:

> اتجاه الشعوب نحو التحرر غير واقع العالم الذي كان يرزح تحت وطأة الحكام الذين كانوا يمتصون دماء شعوبهم.

ومع تطور الشعوب تطورت الشعوب . . واصبح كل فرد له تفكيره وحريته في توجيه وتسيير دفة اموره بنفسه. واصبح الفرد يعي الحكم الديمقراطي الصحيح ويدقق في اختيار ممثليه. واصبحت الامة اليوم هي التي تسير الحكومة. . تضعها على كرسي الحكم ان هي عبثت بمصالح الامة.

والنظام الديمقراطي لا يتضمن فقط قيام انتخاب برلمان ووزراء يحضرون المؤتمرات ويحملون الالقاب.

إن هذا المفهوم للحكم لم يعد يصلح. فالنظام الديمقراطي الصحيح لا يعطي مطلقاً الفرصة للايدي الحاكمة بان تعبث بمصالح الشعب.. فالامة تحرص على مصالحها وتتبع كل عمل بحرص ودقة، وتحاسب الحاكمين حساباً عسيراً. . ولن ينجح النظام الديمقراطي اذا لم يوجد ذلك الشعب الواعي الذي يستطيع ان يميز بين الغث والسمين، بين الصالح والفاسد.

* * *

الحياة هذه كفاح وعمل مستمر، فهي لذة ولذتها في حل مشاكلها، فهي مجرد فرصة اعطيت لنا لنظهر طاقاتنا والتغلب على المشاكل التي تقابلنا بنجاح.

وبعض الناس استطاعوا ان يشقوا طريقهم بعد ان ازاحوا من حولهم كل العراقيل والصعوبات.

إنهم استطاعوا ان يكتسبوا المران والتجربة للتغلب على هذه العراقيل والوقوف امامها اكثر صلابة وقوة.

والثقة عامل مهم في الانتصار على مشاكل الحياة.. وبدون هذه الثقة تصبح الحياة شاقة وعسيرة.

ومهما بلغ الانسان في اطلاعه وعلمه فهو في حاجة الى المزيد. وهويجب ان يتعلم من كل الناس حتى اولئك الذين هم دونه مستوى وفهماً فان لهم ايضاً تجاربهم.

والذين اصبحوا كباراً كانوا صغاراً ذات يوم.. واستطاعوا من حصيلة تجاربهم وتفاعلهم بالحياة.

واحب ان اختتم خاطرتي هذه بقصة كان بطلها العالم المشهور (اديسن) مخترع الكهرباء، وذات يوم جاءه أحد معارفه يطلب منه اختراع آلة صغيرة، فما كان من اديسن الا ان قال له :

حاول وسوف اساعدك.

ولم يكن الرجل سوى تلغرافي في احدى ادارات البرق غير اديسن اعانه ومدة بالمال فماذا كانت النتيجة؟

استطاع هذا الرجل ان يخترع وحصل جائزة عليها خمسة آلاف دولار، واصبح يقينه بانه ليس في الدنيا ما يسمى بالمستحيل.

العدد(16) في 27 / أغسطس/1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى