> اظهرت التصريحات اليمنية الكويتية أثناء اجتماعات اللجنة المشتركة التي عقدت مساء امس بقصر 22 مايو بعدن ، رغبة البلدين في توطيد عرى العلاقات والتعاون، مؤكدين سعي الجانبين إلى تفعيل دور القطاع الخاص وستسهم في فتح مجالات اوسع للتعاون بين الجهات المختلفة .

جاء ذلك في اجتماعات اللجنة الوزارية اليمنية الكويتية المشتركة التي رأسها كل من جانب الكويت معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، وعن الجانب اليمني الأخ الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية.

و تم التوقيع في الاجتماع على أحد عشر اتفاقا شملها تفاهم ومذكرة تحدد الآليات المستقبلية وتنفيذ مهام اللجنة المشتركة في المجالات الأمنية والسياحية والتجارية والصناعية وكثير من أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، وقعها عن الجانب اليمني د. أبوبكر القربي وزير الخارجية واللواء الركن مطهر رشاد المصري وزير الداخلية، والشيخ محمد عمر بامشموس نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن .

وقد أعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال اجتماع اللجنة المشتركة عن أهمية اجتماعات هذه اللجنة كونها تعزز العلاقة بين البلدين، واعتبر أن اليمن «ليس جارا فقط ولكنه تاريخ وحضارة وامتداد عائلي»، وقال:«إن العم أحمد السقاف أطال الله في عمره يعتبر صرحا ومنارة لكثير من مثقفي وأبناء الكويت الذين تتلمذوا على يديه وما حمله من شهامة وأسس التعاون، ومازال يسكن في قلوب أهل الكويت حكاما وشعبا لما قدمه ليس للكويت بل للأمة العربية».

وأضاف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي في كلمته:«نحن نأتي إلى هذا البلد وقلوبنا مفتوحة حقيقة لأن لنا تاريخا مشتركا مع اليمن. فجزء من أعضاء الوفد الكويتي يريد أن يذهب إلى المدينة ليسترجع ذكر المكاتب الكويتية التي كانت موجودة في عدن منذ قرابة مئة عام، ولهذا لم تكن علاقتنا طارئة أو حديثة وإنما من قلب التاريخ وإن شاء نستمر».

وقال:«ونحن قد استمعنا النصائح من فخامة الأخ الرئيس ولذلك نحن أتينا لنترجم ما تم الاتفاق عليه في القمة الاقتصادية في هذا المجال، وسنذهب غدا (اليوم) إلى جزيرة سقطرى لأننا تحدثنا مع بعض عن موضوع لبناء جزيرة سقطرى ولم يكن الموضوع على ورق ولكن سنذهب هنالك لنرى الموقع وبإذن الله سيتم إقراره من قبل الصندوق الكويتي للتنمية ليترجم هذه الرغبة إلى عمل، وبالفعل يجب أن نضع أجهزتنا موضع الاختبار لما تم إنجازه من قرارات وهذا يجعلنا ننظر إلى الجدية التي بدأنا فيها ونحن متفائلون من هذا الجهاز المشارك».

وقد ألقى الأخ الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية كلمة في بدء افتتاح أعمال اللجنة المشتركة أشاد فيها بالجهود التي بذلتها دولة الكويت في الإعداد للقمة الاقتصادية «التي نعتبرها أهم القمم العربية رغم ماحدث لغزة ربما لم تعطها الفرصة لأن تكون كما كنا نتمنى انطلاقة للعمل العربي المشترك، انطلاقة تتحقق بها المصالح الحقيقية التي يمكن أن تجمع شعوبنا العربية نحو هدف، نحقق من خلاله تجاوز كل الخلافات، وهو التنمية وبناء الإنسان وخلق النهضة التنموية والاجتماعية والاقتصادية التي نتمناها. وأقول هنا إننا نكن للكويت محبة خاصة ولها موقع خاص في قلوب كل اليمنيين ولا شك صاحب السمو إن اجتماعنا اليوم يعكس الكثير من الرغبات في تعزيز العلاقة . أملنا بالانطلاق بآفاق التعاون في كافة المجالات، وأن تعود هذه الزيارة إلى التعرف على التحديات التي تواجهها اليمن في ظل الأزمة الاقتصادية».

وتطرق الوزير القربي إلى أهمية التعاون في المجال الأمني قائلا : «لاشك أن الكويت واليمن يدركان تماما أهمية أمن الجزيرة العربية واستقرارها، آملا أن الاتفاقية الأمنية التي ستوقع بداية للانطلاق والتعاون».

وخلال الاجتماع تم التوقيع على إحدى عشرة اتفاقية للتعاون شملت مختلف المجالات منها: اتفاق إنشاء لجنة مشتركة للتعاون، واتفاقية تعاون في الميدان القطاع السياحي، واتفاقية للتعاون الأمني، واتفاقية للتعاون الاقتصادي، واتفاقية التعاون الثقافي والفني، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الثنائي بين وزارتي خارجية البلدين، واتفاقية للتعاون في مجال التوثيق والأرشفة وتبادل المطبوعات والمعلومات والخبراء، واتفاقية للتعاون التجاري، وبرتوكول تعاون بين غرفة تجارة وصناعة الكويت والاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية.

تجدر الاشارة هنا إلى أن الاجتماعات التحضيرية لأعمال اللجنة الكويتية اليمنية المشتركة قد عقدت في مدينة عدن مطلع ديسمبر الماضي، وتم خلالها الاتفاق على جميع القضايا ومشاريع الاتفاقيات لتوقيعها خلال هذا الاجتماعات للجنة، التي كانت مقررة في الثالث من ديسمبر الماضي إلا أنها تأجلت بسبب استقالة الحكومة الكويتية .

حضر أعمال اللقاء للجنة المشتركة من الجانب اليمني د. عدنان الجفري محافظ عدن، والأخ محمد علي عياش وكيل وزارة الخارجية، والأخ السفير علي الكاف رئيس دائرة الجزيرة والخليج بوزارة الخارجية، والأخ عبدالله علي الرضي مستشار وزير الخارجية، والأخ السفير خالد راجح شيخ سفير اليمن بالكويت ، والأخت نبيلة مجاهد مدير عام إدارة التعاون، والأخ العميد عبدالله عبده قيران مدير أمن محافظة عدن، والأخ أحمد سالم ربيع علي الوكيل المساعد لمحافظة عدن. ومن الجانب الكويتي السيد مروان عبدالله المدير الإقليمي للدول العربية بوزارة الخارجية، والسيد طلال الخرافي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية، وسعادة السيد عبدالوهاب أحمد مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والسفير سالم غصاب الزمانان سفير دولة الكويت باليمن، وسعادة السفير جاسم المباركي مدير الوطن العربي بوزارة الخارجية، وسعادة الوزير المفوض غانم الغانم مدير الإدارة القانونية، والسيد هادي السبيعي ملحق دبلوماسي.