اسرائيل لاوباما.. لتكبح جماح ايران والا..

> بيروت «الأيام» اليستير ليون :

> ستساير اسرائيل الدبلوماسية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع ايران لكنها ستحاول تقليل المهلة المتاحة للوصول الى نتائج عبر إعلانها عن رغبتها في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية اذا اقتضت الضرورة ذلك.

ويدلي الإسرائيليون بأصواتهم في الانتخابات التي تجري يوم الثلاثاء ومن المرجح أن يتوجه رئيس وزرائها القادم ويتصدر السباق الانتخابي اليميني بنيامين نتنياهو الى واشنطن في غضون بضعة أشهر وأن يلح على اوباما للتمسك بالوعد الذي قطعه اثناء الحملة الانتخابية بعدم السماح لإيران بتطوير قنبلة ذرية.

ويقول ارون ديفيد ميلر المفاوض الامريكي السابق بالشرق الأوسط والباحث حاليا بمركز وودرو ويلسون إن الزيارة سيستتبعها "حوار استراتيجي" مع اوباما.

وقال ميلر "يجب أن يكون حاسما او ينطوي على تهديد لكنه سيكون جادا للغاية... وتخويف الرئيس بأنه ما لم يحتشد المجتمع الدولي لمعالجة الموقف فسيقوم الإسرائيليون بمعالجته."

وخلافا لسلفه جورج بوش عرض اوباما إجراء محادثات مباشرة مع طهران. لكنه لم يحدد ملامح سياسته بعد التي يقول مسؤولون إنها ما زالت قيد البحث. وقد تحدث عن تشديد العقوبات اذا اقتضت الحاجة ولم يستبعد القيام بعمل عسكري.

ويساور الاسرائيليين القلق من أن المبادرات الدبلوماسية لن تمنح ايران الا مزيدا من الوقت لاستكمال برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يقول الإيرانيون إنه يهدف الى توليد الكهرباء وليس صناعة القنابل.

ولم تعثر الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ادلة على تصنيع ايران لقنبلة نووية. لكن الغرب يرى أن رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم يعني أنها تضمر شرا وهو نشاط مسموح لها بممارسته حيث إنها لم توقع على معاهدة منع الانتشار النووي.

ودعا ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي هذا الأسبوع الى إبرام "اتفاق استراتيجي" مع واشنطن لضمان أن تكون اي محادثات مع الإيرانيين "قصيرة ويعقبها فرض عقوبات قاسية واستعدادا للتحرك."

وقال النائب الاسرائيلي وخبير التسلح ايزاك بن اسرائيل إن امام بلاده عاما او نحوه لشن هجوم وقائي على المواقع النووية الإيرانية وإنها قد تفعل هذا بمفردها حتى ولو أدت هذه الهجمات الى تعطيل وليس تدمير برنامج ايران.

ويرفض المسؤولون الايرانيون احتمال شن اسرائيل المفترض أنها القوة النووية الوحيدة بالشرق الأوسط غارة جوية لكن ايران تقول إنها ستثأر من المصالح الاسرائيلية والأمريكية اذا هوجمت.

وقال علي اكبر جوانفكر مساعد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لرويترز الأسبوع الماضي "لا نشعر بقلق بشأن هجوم اسرائيلي" مضيفا أن " الحكماء" في الولايات المتحدة واوروبا سيكبحون جماح الاسرائيليين.

ومن شأن اي قصف اسرائيلي إثارة مزيد من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وأسواق النفط العالمية مما سيربك الولايات المتحدة وحلفاءها من دول الخليج العربية ويمثل تحديات كبيرة جديدة لمشاركة الولايات المتحدة في العراق وافغانستان.

وقال علي انصاري الباحث الايراني بجامعة سانت اندروز في اسكتلندا إن شن غارة اسرائيلية سيؤدي الى كارثة وإن مناقشة هذا تهدف الى تخريب اي حوار بين الولايات المتحدة وايران.

وأضاف "هذا مستبعد بشكل استثنائي. سيصيب هذا إدارة اوباما بعجز تام."

لكن آخرين أقل استعدادا لاستبعاده.

ويقول مات فيتزباتريك كبير الباحثين بقسم منع الانتشار في معهد لندن للدراسات الاستراتيجية إن شن اي هجوم اسرائيلي "احتمال كبير لكنه ليس مرجحا."

وأضاف أن اسرائيل تركز على فترة قصيرة قبل أن تستطيع ايران إنتاج ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لتخزنه سرا لتخصيبه فيما بعد الى مستوى الأسلحة لاستخدامه المحتمل في إنتاج قنبلة.

وتابع فيتزباتريك أن "هذه المرحلة ستكون في الغالب في وقت ما نحو نهاية هذا العام." وسيكون على اسرائيل حينذاك أن تقيم فعالية شن اي هجوم مقابل العواقب السلبية التي ستتبعه.

وصرح محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن ايران ستحتاج الى ما بين عامين وخمسة أعوام أخرى حتى تصل الى القدرة على إنتاج أسلحة نووية مستشهدا بتقديرات وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) ووكالات أمريكية أخرى.

ويرى كثير من المحللين أن اسرائيل لا تستطيع التحرك دون الحصول على الضوء الاخضر من واشنطن خاصة في ظل أن الطريق المباشر الى ايران يقع في المجال الجوي للعراق الذي تديره الولايات المتحدة.

وقال دانييل ليفي كبير الباحثين بمؤسسة نيو امريكا "أشعر أنه في مسألة كهذه ستنطبق قاعدة اللا مفاجآت... ستكون لدى امريكا الفرصة لمنع هذا. وبالتالي لا أظن أنه (الهجوم) وشيك بأي حال من الأحوال."

واتفق ميلر مع وجهة النظر هذه قائلا "خوض الاسرائيليين لهذه المسألة وحدهم غير متصور تقريبا."

وقال فيتزباتريك إن فرصة اوباما في إحراز تقدم دبلوماسي مبكر وكف يد اسرائيل افضل من بوش.

وأضاف "ربما يكون اكثر قدرة على إقناع الدول الأخرى بتشديد العقوبات لأن هذا سيتزامن مع التواصل مع ايران."

وقاومت الصين وروسيا اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لقرارات مجلس الأمن الدولي تشديد العقوبات خاصة بعد أن ذكرت وكالات مخابرات أمريكية في ديسمبر كانون الاول 2007 أنها تعتقد أن ايران أوقفت برنامجها للتسلح النووي في عام 2003.

لكن ميلر قال إنه يشك في أن تسفر دبلوماسية اوباما سريعا عن صفقة كبرى مع ايران او تمنعها من تطوير سلاح نووي "مهما بدت روعة هذا."

وأضاف "لن يكون هذا فعالا بالدرجة الكافية لإعاقة تلك المرحلة التي سيعتقد عندها أن الإيرانيين تجاوزوا نقطة اللاعودة حتى لو لم يكن هذا حقيقيا."

وتابع ميلر أن "الاسرائيليين سيضغطون علينا لضمان الا تصل ايران ابدا الى تلك المرحلة وان لم يحدث هذا فسيبحثون القيام بهجوم عسكري."

وتطارد محارق النازي الاسرائيليين الذين يشعرون بالقلق من الخطاب الايراني والواقعين في فخ حسابات حب البقاء وليس الاعتبارات الاستراتيجية العالمية لحليفتهم الولايات المتحدة.

وقد عقدوا العزم على الحفاظ على التفوق العسكري الاقليمي الذي ستهدده ايران اذا امتلكت أسلحة نووية.

ويقول محلل يعمل لحساب مؤسسة جانوسيان وهي مؤسسة لاستشارات المخاطر الأمنية والسياسية في لندن إن الحملة التي شنتها اسرائيل في الآونة الأخيرة على مقاتلي حركة حماس المدعومين من ايران في قطاع غزة رسالة الى طهران.

وأضاف "هذا هو الموت والدمار الذي يستطيعون إلحاقه بأي أحد يهددهم." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى