تردي الوضع الصحي وضعف الخدمات الطبية في المحفد

> «الأيام» عبدالله حيدرة قردع

>
مستشفى المحفد
مستشفى المحفد
تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ شكاوى مواطني مديرية المحفد محافظة أبين حول تردي الوضع الصحي وضعف ورداءة الخدمات الطبية المقدمة لمواطني المديرية.

وأشار بعض المواطنين إلى أنهم فقدوا الثقة بالمرافق الصحية المكونة من مستشفى بعاصمة المديرية و8 وحدات صحية موزعة على عدد من قرى ومناطق المديرية نتيجه عجزها عن تقديم أبسط الخدمات الضرورية مما اضطر المواطن اللجوء إلى العيادات والصيدليات الخاصة رغما عنه وتحمل تكاليف العلاجات الباهظة الثمن رغم الفقر المدقع الذي يعانيه أغلب مواطني المديرية.

«الأيام» زارت مستشفى الشهيد صلاح ناصر محمد بمديرية المحفد محافظة أبين وأجرت الاستطلاع التالي وكانت البداية مع الأخ الدكتور كمال علي قاسم مدير المستشفى الذي قال :

«في البدء أشكر صحيفه «الأيام» على هذه اللفتة الطيبة ، أما بخصوص الوضع الصحي بالمحفد عموما فإنه سيئ للغاية ، كما وأن الوضع الصحي بالمستشفى هو الآخر سيئ للغايه نتيجة الأسباب التالية:

يعاني المستشفى نقصا شديدا من الكوادر الطبية والتمريضية والفنية ونجد صعوبة كبيرة عند وضع جدول النوبات الصباحية والمسائية حيث إن عدد العمال غير كاف لتغطيه النوبات بشكل تام الأمر الذي يعرضنا للإحراجات مع المواطنين».

وأضاف:«يضم المستشفى قسم باطني رجال وقسم جراحة رجال وقسمين للأطفال وقسم باطني نساء وقسم الولادة وقسم الأشعة والمختبر والصيدلية وعيادتين خارجيتين نساء ورجال وعيادة الطبيب الجراح الأجنبي (أوزبكستاني) والمستودع الدوائي وغرفة جهاز الموجات فوق الصوتية وغرفة العمليات الجراحية وغرفة الحوادث وعيادة الأسنان وقسم رعاية الأسرة وتنظيم الأسرة ونتيجة للنقص الشديد من الكادر التمريضي والفني فإننا نجد صعوبة في تغطية العمل بجميع الأقسام حيث لايتجاوز عدد العمال الفعليين بالمستشفى 30 عاملا بالإضافة إلى نقص المعدات والمستلزمات الطبية الضرورية في أغلب الأقسام كقسم العمليات الجراحية وعيادة الأسنان وغرفة الطوارئ وقسم الولادة بالإضافة إلى أن بعض الأجهزة والمعدات الموجودة قديمة وبحاجة إلى صيانة».

وتابع قائلا:«تبلغ السعة السريرية للمستشفى 45 سريرا وأغلب الأسرة والفرشان قديمة وتالفة وبحاجه إلى تغيير، كما أن بعض الأقسام لاتزال مغلقة ولاتعمل منذ عام 2002 حتى الآن مثل قسم الأسنان نتيجة عدم توفير المعدات والأجهزة التكميلية رغم وجود ماكينة أسنان جديدة بالإضافة إلى النقص الشديد من الأدوية نتيجة نقص كمية الأدوية المعتمدة للمستشفى من المستودع الدوائي بعاصمة المحافظة.

كما أن النظافة بالمستشفى سيئة للغاية نتيجه نقص المخصص المالي المعتمد للنظافة حيث لايتجاوز المبلغ الشهري المعتمد للنظافة 40 ألف ريال فقط.

أما بالنسبة للكهرباء فيوجد لدينا مولدان كهربائيان أحدهما عاطل خارج عن الجاهزية تماما والآخر بحاجة إلى صيانة ونقوم بتشغيله أغلب الأوقات نتيجة عدم توفر كهرباء عامة بالمنطقة ونظرا للمخصص المالي الضئيل المعتمد للديزل البالغ 45 ألفاً فإننا نلجأ إلى تغطية العجز من إيراد المستشفى حيث إن المولد كبير 150 كيلو ويستهلك في اليوم الواحد أكثر من ثماني دباب (20 لتر) بمعدل 5600 ريال في اليوم. كما أحيطكم علما أن المخصص الشهري للمستشفى هو 168 ألف ريال في الوقت الذي وصل فيه مخصص المستشفيات بعموم المحافظة مابين 700 ألف ريال إلى مليون ريال ولاندري ما سبب ذلك التمييز والمحاباة.

أما بالنسبة للإيرادات بالمستشفى فهي ضئيلة جدا وتتراوح مابين خمسمائة ريال إلى ألفي ريال في اليوم حيث لايوجد لدينا مصدر دخل غير جهاز الموجات فوق الصوتية. أيضا نعاني مشكلة عدم وجود سيارة إسعاف للمستشفى منذ عام 2002 ونضطر إلى الاستعانة بسيارات المواطنين في نقل المرضى منذ ذلك الحين حتى الآن وأقول بصراحه بأنه لايوجد أي تعاون أو مساعده من قبل الإخوة بمكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة فهم السبب الرئيس الذي أوصل مستشفى المحفد إلى هذا الوضع السيئ».

واختتم حديثه بالقول:«إننا نطالب الأخوان مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة وسعادة وزير الصحة العامة والسكان بإعادة النظر في الوضع المأساوي الذي آل إليه مستشفى المحفد والإسراع في إيجاد الحلول المناسبة، أهمها توفير سيارة إسعاف في أسرع وقت ممكن».

> صالح حنش درويش نائب مدير المستشفى ومسؤول قسم العمليات قال: «لقد تحسن العمل في قسم العمليات بشكل نسبي ومانزال نبذل قصارى جهودنا إلى جانب الطبيب الجراح الأوزبيكي لتقديم خدمة أفضل لمواطني المديرية رغم الإمكانات البسيطة والنقص الشديد في الأجهزة والمعدات وأدوية التخدير إلى جانب حاجة بعض الأجهزة للصيانة أهمها مكينة التخدير التي على الرغم من أهميتها إلا أنها متوقفة عن العمل نهائيا وبحاجة إلى صيانة وإصلاح وقد رفعنا مذكرة بذلك إلى جهات الاختصاص ولكن من دون استجابه تذكر».

> علي سالم علي فني أشعة ومسؤول قسم الأشعة بالمستشفى قال :«إن العمل في قسم الأشعة يسير بصوره لابأس بها رغم أن الجهاز المتوفر لدينا قديم جدا ولايؤدي العمل بالشكل المطلوب وبحاجة إلى صيانة وأناشد الإخوة بمكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة بإرسال فريق فني لمعاينة الجهاز في أسرع وقت ممكن فقد ظهرت عليه بعض العيوب الفنية ويوشك أن يتوقف عن العمل تماما علما أنه لايوجد جهاز أشعة آخر بمديرية المحفد غيره الأمر الذي سيدفع المرضى إلى تكبد مشقة الحصول على الأشعة في المستشفيات البعيدة».

> خالد ناصر أحمد طيبة، فني مختبر قال : «نحن متفائلون ونستبشر دائما بالخير ونطمح لتقديم خدمة أفضل للمواطن.. ولايخفى عليكم فنحن نعاني نقصا شديدا في المحاليل المخبرية المهمة ولقد جلسنا مع الأخ مدير المستشفى ووعدنا بشراء محاليل مخبرية وكذا توفير المعدات الناقصة». وأضاف:«إنني أناشد الأخ مدير عام الصحة والسكان بالمحافظة بتوفير احتياجات المختبر التي رفعناها في وقت سابق كما أطالبه بتصحيح وضعي أنا وزملائي المتظلمين من عمال وموظفي مستشفى المحفد الذين حرموا من درجاتهم الوظيفية المستحقة وتسوية أوضاعنا أسوة بزملائنا بالمديريات الأخرى وأشكر «الأيام» على هذه اللفتة الطيبة».

> ناصر سعيد ناصر لخبة فني صيدلة قال : «رغم الكثافة السكانية لمديرية المحفد التي تجاوزت أكثر من 35 ألف نسمة إلا أن كمية الأدوية المعتمدة لمستشفى المحفد والوحدات الصحية البالغ عددها 8 وحدات لاتكفي لتغطية احتياجات مركز صحي واحد فقط إلى جانب اختفاء أقراص مرض السكر منذ أكثر من ستة أشهر حتى الآن الأمر الذي سبب لنا إحراجات مع المرضى، وعليه فإنني أطالب الأخوين مدير عام الصحة العامة والسكان بالمحافظة ووزير الصحة العامة والسكان بإعاده النظر في المخصصات الضئيلة المعتمدة لمستشفى المحفد والوحدات الصحية التابعة له البالغ عددها 8 وحدات وإعطائنا حقوقنا ومستحقاتنا كاملة أسوة بالمديريات الأخرى التي تستلم أضعاف أضعاف ما نستلمه من أدوية ومخصصات أخرى».

غرفة الولادة
غرفة الولادة
> مهدي سالم الطعسلي مسؤول قسم الحوادث بالمستشفى قال:«يعد قسم الحوادث من أهم الأقسام بالمستشفى إلا أنه يعاني مشاكل عديدة أهمها نقص المعدات الجراحية وأجهزة التعقيم إلى جانب تلف عدد من المعدات الموجودة الأمر الذي يضطرنا إلى الاستعانة بالصيدليات الخارجية وبدلا من مساعده المريض مجانا فإنه يتكبد شراء المواد الإسعافية من الصيدليات الخارجية بأسعار باهظة». وأضاف:«كما نعاني نقصا شديدا في الممرضين والممرضات والفنيين ونطالب بسيارة إسعاف للمستشفى وأطالب مكتب الصحة بالمحافظة إرسال فريق لمشاهدة الوضع المأساوي الذي نعانيه على أرض الواقع».

> هاشم سالم ناصر مسؤول قسم المختبر بالمستشفى قال : «بالنسبة لقسم المختبر فإن العمل فيه شبه مشلول حاليا بسبب نقص عدد كبير من المحاليل والمستلزمات المختبرية الأساسية نتيجة عدم اهتمام الإخوة بمكتب الصحة والسكان بالمحافظة حيث إننا رفعنا إليهم عدة مذكرات بهذا الخصوص منذ إعادة ترميم المستشفى في عام 2003 ولكن لاحياة لمن تنادي وعليه فإنني إجدد مناشدتي للأخوين محافظ المحافظة ومدير عام الصحة والسكان بإعاده النظر وإعطائنا حلولا سريعة تضع حدا نهائيا لمعاناتنا وأشكر صحيفة «الأيام» على هذه اللفتة الطيبة».

> عوض محمد صائل ، موظف بمكتب الصحة بالمحفد قال:«الأوضاع الصحية بمديرية المحفد سيئة جدا وتسير من سيئ إلى أسوأ و لقد أقفل باب الاهتمام بهذا المجال المهم من قبل السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة بالمحافظة ولم تعط أي اهتمام أو معالجات تمس الواقع الصحي المتدهور بالمديرية». وأضاف:«كما أن التوظيفات السنوية المعتمدة للمديرية من أطباء وممرضين وفنيين يتم صرفها لأشخاص من خارج المديرية ولا توجد شروط لإلزامهم بالعمل في المديرية ولا نعرف حتى صورهم.. كما أن الاحتياجات الأساسية للمستشفى والوحدات الصحية تتناقص تدريجيا في ظل تدهور الأوضاع الإدارية لمكتب الصحة بالمديرية وغياب دوره الفاعل في انتشال الوضع الصحي بالمديرية إلى جانب تغافل السلطه المحلية عن ذلك وتركيزها على تكرار التغييرات الإدارية في المرافق الصحية دون التركيز على اختيار الكفاءات المخلصة والنزيهة، وندعو السلطة المحلية بالمديرية ومكتب الصحة بالمحافظة إلى دراسة الوضع الصحي بالمحفد ومعالجة سبب العلة وليس معالجة أعراضها الظاهرة من خلال النزول الميداني لما فيه خدمة المصلحة العامة بعيدا عن أي مقاييس أخرى». وأضاف «أحب أن أشيد بدور مركز الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة الذي يشكل النبض الحي للمجال الصحي بالمديرية لما له من خدمات طيبة والتزام وتنظيم للعمل وأشكر صحيفة «الأيام» على اهتمامها وتلمسها للجوانب الحيوية والمهمة المرتبطة بحياه الناس».

> واختتمنا الاستطلاع مع الخضر محمد علي الوليدي مسؤول قسم التحصين بالمديرية الذي قال : «في البدء أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لصحيفتنا الحبيبة «الأيام» على هذه اللفتة الطيبة. الوضع الصحي بالمحفد عموما سيئ ومترد للغاية وبحاجة إلى إصلاح شامل ولن يتسنى ذلك إلا بتكاتف الجميع من القمة إلى القاعدة. أما بالنسبة لقسم التحصين أعتقد أن العمل يسير فيه بصورة جيدة رغم بعض المشاكل والعراقيل التي تواجهنا في بعض الوحدات الصحية حيث إن أغلبها مغلقة والبعض الآخر منها قديم وبحاجة إلى ترميم ونضطر إلى إيصال اللقاح الشهري الروتيني إلى القرى بواسطة حامل اللقاح من منزل إلى آخر وعليه فإنني أناشد جهات الاختصاص بإعاده النظر في الوضع السيئ الذي آلت إليه أغلب الوحدات الصحية بالمحفد حيث إن البعض منها آيل للسقوط، أيضا بعض القرى توجد بها كثافة سكانية كبيرة ولاتوجد بها وحدات صحية كقرى مريع والعرق والجبر».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى