الكرة اليمنية تعاني من أزمة عامة وليست أزمة مدربين

> «الأيام الرياضي» جميل عبدالوهاب:

> من (زوران) الصربي..والذي كانت عملية التعاقد معه لتدريب منتخبنا الوطني صفقة إيجابية بالنسبة لمنتخبنا، على اعتبار أن تاريخ الرجل في عالم التدريب ناصع البياض.

وكثيرة هي إنجازاته الخارجية ، ومع ذلك تم التفريط به ، لأن الرجل يحترم نفسه، فقد كان يرفض أية إملاءات تفرض عليه من قبل اتحاد الكرة في الشؤون الفنية والتدريبية، ولأن الصربي (زوران) تحدث للصحافة عن أوضاعنا الإدارية والتنظيمية وكشف الاتجاهات السلبية لعمل اتحاد الكرة وبمنتهى الوضوح والصراحة فكانت النتيجة إقالته وفسخ التعاقد معه بعد بضعة أشهر..فيما سابقه - وأقصد البرازيلي المسلم (لوسيانو) - طالت فترة بقائه كمدرب لمنتخبنا الوطني ، لأن الرجل كان يخضع لكل إملاءات اتحاد الكرة..فيما الجزائري(رابح سعدان) ترك منتخبنا الوطني أو (ربما) هرب- لا يهم- المهم أن الرجل لم يواصل مهامه التدريبية ورحل ، بعد أن شاهد الانفلات في عمل اتحاد الكرة وبعدها رأينا رابح سعدان مدرباً لمنتخب بلاده صاحب الصولات والجولات على الصعيدين العربي والإفريقي ، والذي وصل إلى المشاركة في كأس العالم..فهل منتخبنا الوطني أفضل من المنتخب الجزائري.

وكان اتحاد الكرة يسعى للتعاقد مع مدرب أكثر دراية بعالم التدريب وأفضل من الجزائري رابح سعدان .. وبالتأكيد (لا)..فالخلل يكمن في اتحاد الكرة وآليات عمله وتخلفه الرهيب على صعيد الفكر الإداري والتنظيمي..ثم جاء محسن صالح وبدا اتحاد الكرة متمسكاً به لأن الرجل أخضع نفسه لإرادة اتحاد الكرة وإملاءاته في نواحٍ عدة ، أهمها أن اتحاد الكرة هو من كان يختار تشكيلة المنتخب الوطني وكان محسن الصالح لا يعترض على هذا الاختيار..وعندما ترك محسن صالح المنتخب لأسباب صحية كما قيل ، وتم التعاقد مع البرتغالي جوزيه دي موريس لم تدم فترة بقائه مع المنتخب أكثر من ثلاثة أشهر ، حيث قام اتحاد الكرة بفسخ التعاقد معه ، لأنه أي - موريس- كان مدرباً يحترم نفسه ، ولأنه رفض بشكل قاطع قيام اتحاد الكرة باختيار تشكيلة المنتخب الوطني.. فقام اتحاد الكرة بإقالته وبعدها قام بإعادة محسن صالح مرة أخرى لقيادة المنتخب وفي حالة كهذه انكشف حال المنتخب في مشاركته في خليجي (19)..وانكشف محسن صالح كمدرب(مقلب) شربه اتحاد الكرة وهو بكامل وعيه وإرادته ، لأن اتحاداتنا الكروية المتعاقبة تظهر كل الرضى عن المدربين الذين يقبلون بالتعايش مع آليات عملها المتخلفة ويخضعون لمشيئتها وأخطائها..وهذا القول ينطبق على حالتي (لوسيانو) و(محسن صالح)، وهكذا كانت اتحاداتنا الكروية المتعاقبة تقوم بتطفيش المدربين ذوي الخبرات الذين ينتقدون آليات عملها المتخلفة ولا يقبلون بالتعايش معها، ويرفضون بشدة فرض الوصاية عليهم، والتدخل في شؤونهم الفنية والتدريبية، وهذا القول ينطبق على (زوران) وإلى حد ما على (دي موريس)، لأن فترة بقائه مع المنتخب لم تدم سوى ثلاثة أشهر فقط.

فيما هناك حالة واحدة مختلفة ، لم يتدخل فيها اتحاد الكرة في اختيار تشكيلة المنتخب كانت مع رابح سعدان ، حيث لم يفرض إرادته ولم يتدخل في الشؤون التدريبية والفنية بل ربما اتحاد الكرة كان متمسكا ببقاء هذا المدرب الكبير، ولكنه أخطأ في تركه وحيداً ، ولم يعمل على مساعدته لتنفيذ برنامجه الإعدادي للمنتخب فكان المدرب سعدان يبحث عن من يتحدث إليه في اتحاد الكرة، فلا يجد أحداً، وهذه حالة متفردة من اللا مبالاة مارسها اتحاد الكرة تجاه المدرب..فطفش الرجل أو هرب ..الأمر سيان.

ويبقى السؤال الهام والمشروع:كيف سيعمل اتحاد الكرة اتصالاً باستضافتنا ومشاركتنا في خليجي (20)..هل سيظل غير مدرك لأهمية الفكر الإداري والتنسيقي اتصالاً بإعداد منتخبنا؟!.. وهل سيظل رافضاً الاعتراف بأن كرة القدم باتت علماً مستقلاً بذاته؟!وهل سيعمل اتحاد الكرة على إعادة إنتاج كل أخطائه السابقة ، بل والتمترس خلفها وصبغها بالمشروعية؟!! نقول..إذا استمر اتحاد الكرة يعمل بهذه الكيفية اتصالاً بإعداد منتخبنا للمشاركة في خليجي (20)..فلن يجدي نفعاً أن نستقدم مدرباً بحجم (زوران) أو (رابح سعدان) أو (دي موريس) لقيادة المنتخب فحسب..بل لن يجدي نفعاً أيضاً أن يأتي اتحاد الكرة بمدربين بحجم (زاجالو) أو (باكيتا) أو (ريكارد) أو (جوارديولا).. فأزمة الكرة اليمنية هي أزمة عامة يتحملها اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة..وليست أزمة مدربين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى