أصحاب الفرق الموسيقية والمواهب المحتكرة

> محمد علي بشارة:

> يقول بعض المداومين على سماع محطة عدن للاذاعة ان هذه المؤسسة وخاصة قسم الاغاني فيها بحاجة الى اصوات جديدة . . اصوات فتية لم تسمع من قبل.

ففي تسجيلات الاذاعة الحالية اغان لا تحصى لمطربين يلحنون لانفسهم . .اما الاغاني التي يدخل فيها وجود عنصر الاختصاص كأن يكون اللحن لموسيقار آخر غير المطرب نفسه فتلك لا تعد الا بأصابع اليد الواجدة.

وهذه دلالة على انانية بعض فنانينا الذين يعتقدون انهم ينجحون في أي شيء حتى لو استطاع بعضهم ان يقوم بتأليف كلمات اغانيه بنفسه.. يجب ان يعلم هؤلاء انهم لم يشيدوا الا القليل.

وانا لا انكر ان بعض فنانينا قد اقدموا على تلك المحاولة واروع مثل لذلك الفنان يحيى مكي والفنان محمد سعد عبدالله وقد بدأ الاخير يدفع ويشجع اكثر من مطرب على الغناء امام الميكرفون والاذاعة.

ونحن نطلب ان يشجع فنانونا سواهم من المطربين المبتدئين فان في فرقة الفنان احمد بن احمد قاسم اكثر من حنجرة جميلة واكثر من خامة فنية بحاجة الى صقل وتوجيه، ولكنها مواهب مطمورة يجب ان نهيئ لها تربة خصبة تستطيع ان نتنفس فيها الصعداء و تزدهر في ظل العناية والاثراء، وباستطاعة فنانينا ان يخلقوا من هذه المواهب المغمورة آيات فنية بدلاً من اهمالها واجهاضها بهذه الصورة البشعة التي تدعو الى الاشمئزاز والتشاؤم وتدل على انانية فنانينا.

ان القيم الاخلاقية لا تبيح لشخص احتكار جهود آخر لصالحه وتسيره حسب مشيئته، وتحصره في نطاق ضيق يصعب فيه التنفس والانطلاق.. ان هذا البعض الذي يقوم بمثل هذا الاحتكارخوفاً على شهرته يقع فريسة الراسمالية الفنية التي سوف ينهار بناؤها اساساً لو اتخذناها اساساً لاعمالنا الفنية.

واخيراً.. انني متفاءل الى ان فنانينا سوف يصغون الى هذه الصيحة وسوف يشجعون تلاميذ فرقهم ويدفعونهم بين الاضواء بدل ان يحتكروا هم هذه الاضواء ويطمروا هذه المواهب خلف الكواليس.

العدد(21) في 2/سبتمبر/ 1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى