مناقشات.. اتركوا المرأة في عرشها الخالد

> أحمد محمد عبده مقرمي:

> تدور في بعض الصحف المحلية اليوم مناقشات صاخبة حول شئون المرأة.

وقد وقف في هذه المناقشات فريقان فريق يدعو الى السفور بإلحاح يرى ضرورة خروج المرأة العدنية من بين جدران منزلها الى المجتمع لتزاول أعمالا خارج نطاق المنزل لكي تصبح عاملاً اساسياً في رفع مستوى هذه البلاد ثقافياً واقتصادياً.والفريق الآخر يدعو المرأة الى ضرورة ملازمتها لمنزلها واقتصارها على ممارسة اعمالها المنزلية.

والذي ينظر الى الحقيقة بعين الواقع يرى ان الفريقين لم يدرسا حالة المرأة العدنية دراسة وافية من جميع نواحيها العلمية والفنية.. هذه المرأة التي ماتزال تعيش في جو من المفاهيم الخاطئة بسبب الجهل.

ان الذين يكتبون ويستعيرون اسماء الفتيات لكي يموهوا علينا بان هناك فتيات وراء الجدران مثقفات أديبات مع انه في الواقع لا توجد فتاة لها ثقافة في مستوى طالب في الصف الرابع ويشهد على ذلك امتحان ادارة المعارف للمعلمات لإثبات كفاءتهن بمستوى الطالب في الصف الرابع ابتدائي ومع ذلك عجزن ولم تعلن النتيجة بعد. فإذا كان مستوى المعلمات حسبما ذكرنا فكيف يكون مستوى التلميذات وما على الذين يريدون ان يخدعونا ان للفتيات ثقافة رفيعة ان يتفهموا ما ذكرناه.

كذلك على دعاة السفور الذين لم يدرسوا حالتنا الاجتماعية التي نحياها وما فيها من تدهور وانحلال خلقي وشعب غير متجانس وربما ان دعاة السفور انفسهم لا يريدون هذا السفور وانما يرغبون في التبرج البغيض الذي يفتح المجال للمرأة ان تخرج عارية الساقين والكتفين وعلى شفتيها المساحيق بغية ان يشبعوا غرائزهم البهيمية،وهؤلاء دعاة السفور ان أبدوا شفقتهم على المرأة من سجنها الاسود الرهيب فهم في الحقيقة لايريدون الا احداث هوة ساحقة.

ان هذه الدعوة التي تتبارى بها الصحف المحليه لتهوين أمر السفور وتوجيه النشء الجديد الى هذه الطريقة التي تدعو الى بغي مهذب ستحمل هذا الشعب آلاما ممضة.

وأنا أعتقد ان دعاة السفور اليوم هم في غمرة من الثقافة الاجنبية والتقاليد الغربية وحتى هذا السفور جلبتها العادات والثقافة الاجنبية علينا.

وقد قال الكاتب المسيحي الكبير جرجي زيدان حول المرأة «انهم أساءوا الى ذلك المخلوق اللطيف بتلك الحرية المتطرفة، أرسلوا المرأة الى الاسواق تخالط الشبان وتبايعهم وهي ضعيفة وحساسة فتعرضت لمفاسد كثيرة انما خلقت اما لتدير العائلة وتربى الاولاد وتعليمها ضروري للقيام بمهمتها الطبيعية في الشئون العائلية.

أما تكليفها بالقيام بأعمال الرجال فإنه خارج حدود عما خلقت له الا اذا اضطرت لذلك لأسباب قاهرة».

العدد(85) في 15/نوفمبر/ 1058م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى