العالم الاسلامي يتوقع تغييرات ايجابية من ادارة اوباما

> الدوحة «الأيام» فيصل البعطوط :

> سيطر امل التغيير في السياسة الاميركية الجديدة التي وعد الرئيس باراك اوباما بانتهاجها مع العالم الاسلامي، على فعاليات الدورة السادسة من "منتدى اميركا والعالم الاسلامي" الذي اختتم اشغاله مساء أمس الإثنين في الدوحة.

وقد كان موضوع "ادارة اوباما والعالم الاسلامي" محور نقاش جلسة خاصة ابدى خلالها المتحدثون آراءهم في ما يتوجب على الادارة الاميركية الجديدة فعله وما يجب تجنب فعله.

وقال مساعد وزير الخارجية القطري للمتابعة وادارة المؤتمرات محمد الرميحي لوكالة فرانس برس مساء أمس الإثنين ان "كل النقاشات والافكار التي تم تداولها خلال ايام المنتدى الثلاثة سيتم نقلها الى كل العواصم الاسلامية كما ستنقل الى واشنطن".

وتابع الرميحي "هناك رئيس جديد في اميركا لديه توجهات ايجابية نحو العالم الاسلامي وسوف تحاط ادارته علما بمجمل ما تم تداوله في المنتدى".

ولخص الرميحي اهم ما شهده المنتدى في "تاثير الازمة المالية العالمية على العلاقات بين الطرفين (الاميركي والاسلامي) وخصوصا في مجال التنمية في البلدان الاسلامية".

واعلن الرميحي في ختام المنتدى عن "اجتماع المجلس الاعلى للعلاقات الاميركية الاسلامية لاول مرة" (برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس وزراء قطر).

وقال ان "هذا المجلس سيشكل مجلس ادارة مركز بروكينغز-الدوحة وسيضع استراتيجية عمل المركز".

وينظم المنتدى سنويا كل من معهد بروكينغز التابع للحزب الديموقراطي الاميركي ووزارة الخارجية القطرية.

من جهته، راى السناتور الاميركي كيث اليسون ان "تحرك ادارة اوباما تجاه المنطقة كان سريعا حيث عين جورج ميتشل مبعوثا للسلام في الشرق الاوسط، كما عين ريتشارد هولبروك مبعوثا لافغانستان وباكستان".

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله بن حمد العطية قال في افتتاح المنتدى انه "بحلول ادارة اميركية جديدة برئاسة الرئيس باراك اوباما تنعقد الامال على مسار جديد للعلاقة بين اميركا والعالم الاسلامي".

وعلى صعيد الملف الايراني، قال كارلوس باسكوال نائب رئيس مؤسسة بروكينغز الاميركية للصحافيين في جلسة حوارية خاصة حول "سياسة الرئيس اوباما الخارجية الأميركية" ان "الحوار الأميركي مع ايران لن يكون على حساب الملفات الأخرى في المنطقة وان المخاوف العربية من اعلان قبول حوار اميركي ايراني غير مشروط يجب أن تزول".

واشار باسكوال ان "بامكان العديد من الدول اقامة برامج نووية سلمية وان البرنامج النووي السلمي الذي تزمع الإمارات العربية المتحدة ان تقيمه سيلقى الدعم من واشنطن على ان يتم التخصيب في الخارج".

واجمع المتحدثون في جلسة "ادارة اوباما والعالم الاسلامي" على "اهمية ان يتجنب باراك اوباما اخطاء الرئيس السابق جورج بوش وخاصة في ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي وعدم اطلاق الوعود التي يصعب تحقيقها حاليا في هذا الشأن".

وقال باسكوال "في السابق تركز تعاون اميركا مع روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ولكن الادارة الحالية تدرك ان التعاون مع العرب مهم والعلاقة مع الدول العربية خطوة فعالة ومؤثرة للتوصل الى حلول" بشان القضية الفلسطينية.

واضاف ان الادارة الاميركية الجديدة "ستبحث مع الجانب الاسرائيلي قضايا هامة ومؤثرة في المفاوضات مثل وقف الاستيطان وذلك من اجل تقديم براهين واضحة للفلسطينيين ان هناك متغيرات حقيقية على الأرض".

وشدد المتحدثون في الجلسة نفسها على ان "الكيانات السياسية في واشنطن وكذلك العديد من دول العالم قد تهاجم الرئيس اوباما اذا تحاور مباشرة مع حركة حماس".

لكنهم شددوا في الوقت نفسه على "اهمية حوار وطني فلسطيني يفضي في النهاية الى ايجاد طرف فلسطيني واحد يتفاوض مع اسرائيل".

وفي موضوع الارهاب، اكد نائب رئيس مؤسسة بروكينغز ان "تعاطي الادارة الأميركية الحالية مع ملف الارهاب مختلف عن تعاطي الادارة السابقة".

وقال ان بلاده "تعي ان الدين يستخدم من قبل العديد من الأطراف لغايات اخرى وان الادارة تميز بين المجموعات في عدة بلدان ولا تتعاطى معها من منظور واحد".

وشدد باسكوال في الوقت نفسه على ان "الإرهاب يهدد المجتمعات الإسلامية والمسيحية على حد سواء".

وحول دارفور، راى صالح محمود عثمان عضو البرلمان السوداني ان "لدى الرئيس باراك اوباما التزاما حيال مشكلة دارفور وقد عبر عن قلقه ازاء هذه الازمة قبل توليه الرئاسة في 2004".

وقال ان "اوباما يتحدث في هذا الشأن عن مبدأ العدالة والمحاسبة"، فيما لفتت بعض المداخلات الى "ضرورة اشراك بكين اذا ما رغبت الادارة الاميركية الجديدة اجراء أي حوار مع الخرطوم على اعتبار ان الصين لديها مصالح كبيرة في افريقيا وخاصة مع السودان".

وكان الرميحي وصف المنتدى بانه "اول تجمع اميركي اسلامي على هذا المستوى منذ تسلم باراك اوباما الرئاسة".

وقال ان "اغلب الحاضرين هم من الحزب الديموقراطي وعاملين فعليين في ادارة الرئيس الاميركي الجديد"، وان "هذه الدورة ستكون لها اهمية خاصة لان المشاركين فيها سيتمكنون من نقل صورة حقيقية عن المناقشات مباشرة الى الادارة الاميركية".

وانعقدت الدورة السادسة لمنتدى اميركا والعالم الاسلامي تحت عنوان "التحديات المشتركة" وذلك بحضور حوالى 250 من قادة الفكر والسياسة والدين والعلم والفنون والثقافة من الجانبين.

ومن ابرز المشاركين في هذه الدورة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة وديفيد روبنشتاين المؤسس المشارك لمجموعة كارلاي الاميركية وجيمس ولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي وصائب عريقات كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية وانور ابراهيم من ماليزيا والجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الاميركية وبرهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى