قراءة في مشوار ذهاب دوري الأولى .. أهلي صنعاء سيادة وريادة دون خسارة وخصوصية في الأرقام والصقر وشعب إب أضاعا الطريق والعميد التلالي معاناة ومتاعب

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم

>
بقراءة متأنية للأرقام ومواقع الفرق في سلم الترتيب بعد ختام دور ذهاب دوري الأولى نستطيع نحن المتابعين له منذ انطلاقته أن نقر أن التوقع الذي وضعناه قبيل انطلاق المباريات والذي جاء مرهون بما أعدته الفرق في كواليسها حين ابتدت مرحلة الاستعداد للدخول في المباريات، لم يأت إلا من قبل بعض الألوان والتي أجادت وصنعت الكثير بأقدام لاعبيها لتصل مع ختام المرحلة إلى حالة الرضى التام لما وصلت إليه بالأرقام .

أفضل الفرق كان أهلي صنعاء (الامبراطور) والذي حقق وبامتياز ونجاح تؤكده الأرقام مشواره متسيدا الجميع..امبراطور صاحب ريادة وخصوصية اختلفت عن الجميع في الأرقام من حيث عدد الانتصارات وعدد أهدافه والتي وصلت إلى 22 هدفاً ليكون صاحب أفضل خط هجوم ودون خسارة، حيث فاز بعشر وتعادل في ثلاث ، ليعلن نفسه مرشحاً بارزاً للوصول إلى التتويج واستعادة اللقب.

انطلاقة الأهلي التي جاءت منذ البداية رافقه فيها هلال الحديدة حامل اللقب لجولات عديدة كان فيها يحقق الانتصار تلو الآخر وشريكا في الصدارة حتى سقوطه بخسارتين أمام الوحدة والشعلة لتنفض الشراكة ويتغير دوره إلى ملاحق طامع لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها للوصول إلى غايته في الحفاظ على اللقب.

الهلال ومن خلال فارق الأربع النقاط مازال في الواجهة وصاحب حضور كبير وقوي في المنافسة على الصدارة وقريب من حظوظ التتويج للمرة الثانية نظراً لما لديه من قدرات في مقومات الفريق والتي كان فيها الثاني من حيث الانتصارات التي بلغت 9 .. خلف الهلال جاء وحدة عدن الذي اكتسى ثوب التألق وحقق 7 انتصارات جعلته يعانق الطموح المنشود من أحبائه ومتابعيه وكلمة مسموعة استرجعت شيئاً من البريق الذي مر عليه الزمن والسنوات.

نتائج الإبهار جاءت على ألوان أخرى كالشعلة الذي حقق الكثير وبلاعبين معظمهم من الشباب فانتزع الإعجاب وعمم الأخبار السارة على أنصاره وانتزع المركز الرابع بإحدى وعشرين نقطة جمعها من ستة انتصارات وثلاثة تعادلات.

مفاجأة مشوار الذهاب كان فريق شباب البيضاء الذي ابتدأ بأحوال غير متوازنة ثم انتفض بخمسة انتصارات في النصف الثاني ليضع نفسه وبعد خسارة الجولة الأخيرة المؤجلة في الترتيب الخامس مسجلاً حالة مغايرة عن الصاعدين الآخرين..باقي المواقع والتي تسبق مربع الرعب جاءت محملة بأسماء فرق ابتعدت عما كان متوقعاً، فسادس المواقع حل فيه الصقر الذي كان مع البداية من بين أبرز المرشحين لتبوؤ موقع بين الكبار للمنافسة على الصدارة والتتويج،حيث جاءت نتائجه في اتجاه عدم الثبات وتجرع الخسارة على أرضه في مناسبتين يضاف لهما كثرة التعادلات والتي كانت في 6 مباريات لينزف النقاط ويبتعد عما يفترض أن يكون في ظل امتلاكه للكثير في صفوفه..الصقر كان من الفرق التي غيرت ثوبها الفني باستقالة الوطني أمين السنيني وإحلال عبدالله عتيق ومع ذلك لم يتغير الحال كثيراً ومازال الفريق يعاني بعد أن تعادل في آخر جولتين، علماً أن الصقر يعاني في النجاعة الهجومية فمجموع أهدافه لم تتجاوز 11 هدفاً بينما استقبلت شباكه 10 أهداف.

شعب إب هو الآخر لم يصل مع نهاية الذهاب إلى موازاة ما كان ينتظر منه بعد أن تواجد في السلمة السابعة بأربعة انتصارات وخمسة تعادلات وخسارة الباقي، عنيد إب عانى مع الثبات في النتائج ولم يستفد من قيمة اللاعب المحترف بعد أن جرب لاعبين إثنين، فيما أصيب المحترف المصري قبل أن يبدأ فاعتمد على ما لديه وحاول الوصول إلى صيغة أفضل إلا أنه خسر الجولة الأخيرة ليفقد فرصة الاقتراب من مواقع الصدارة.

بعد ذلك نجد اليرموك وحسان الفريقين اللذين افتقدا الكثير من قوتهما ليدخلا في صراع مع التوازن في إيقاع نتائجهما ويتراجعا جولة وراء أخرى لينهيا نصف المشوار برصيد مشترك 16نقطة وعدد الأهداف في شباكهما 10 أهداف، فيما كان عدد أهدافهما تسعة لليرموك وثمانية لحسان، وهي نسبة تؤكد الخلل الكبير والواضح في كيان الفريقين، علماً أن حسان أكثر الفرق تحقيقاً للتعادل وهي سبعة تعادلات.

شعب حضرموت هو الآخر عانى كثيراً ولم يجد طريقه وتاه، فلم يحقق سوى ثلاثة انتصارات وخسر في خمس مناسبات وتعادل في مثلها ليعانق المركز العاشر وبفارق نقطتين عن مواقع الهاوية، ويصبح أمام مهمة محملة بالأثقال في قادم المشوار.. الشعب عانى في دفاعه الذي استقبل 14هدفا فيما كان خط هجومه قد سجل 11 هدفا.

رباعي الضياع حل فيه من أدنى الترتيب شعب صنعاء واتحاد إب والتلال، وهي فرق عادت إلى الأضواء لكنها ظهرت بأوضاع ومقومات ضعيفة لم تسعفها على منازلة الفرق وتحقيق ما يشفع لها بالبقاء حتى الآن، فالفرق الثلاث هي الأكثر تعرضاً للهزائم والأقل فوزاً والأضعف دفاعاً بين جل الفرق مما وضعهم في حال لايحسد عليه ومرشحين بقوة للعودة وبسرعة ما لم يأتيا بالجديد في أوضاعهما المتردية في كل المنحنيات وهي أمور يشترك فيها معهم فريق الرشيد الذي حقق أربع نقاط في آخر مباراتين حسنت شيئاً في رصيده ووضعته في أول مراكز مربع الهبوط ليظل على موعد مع المعاناة والصعاب في الخروج من الزنقة.

نجوم في مشوار الذهاب

على الرغم من أن المستوى الضعيف المرافق للمشوار والفرق قد طغى وكان العلامة الأبرز، إلا أن هناك لاعبين قدموا أداء لافتا ساهم في خلق التوازن على نتائج فرقهم، ولعل الحديث لن يكون عن اللاعبين أصحاب الخبرة والأسماء المعروفة وسنركز على الأسماء الشابة التي أبرزت مقومات جميلة ولفتت الأنظار إليها لتنال الإعجاب.

أحمد الصادق.. مدافع الشعلة

من وجهة نظر متواضعة وتحدث عنها الكثيرون يستحق مدافع الشعلة أحمد الصادق أن يكون أحد نجوم الذهاب من خلال عطائه الكبير في صفوف فريقه والذي أظهر من خلاله ندية ورجولة وقوة خلق من خلالها روعة وفدائية تغيب عن الكثير من المدافعين حتى المحترفين.

الصادق كان حالة خاصة في التعامل مع الهجمة ، حين يحاول الخصوم الوصول بها إلى شباك فريقه ..وغضا عن ذلك الصادق الشاب مدافع من الطراز الرفيع كونه يمتلك المقومات في البناء الجسماني ولديه حدس في التوقع وقطع الكرة من أمام المهاجمين وفرض الرقابة عليهم..الصادق في حاجة للتوجيه لنرى منه المزيد خصوصاً في التعامل مع الخصم دون ارتكاب الخطأ.

(أليما) محترف أهلي صنعاء

في أول موسم له مع فريقه أهلي صنعاء كان المحترف الإثيوبي أليما أحد عناوين التألق وسجل حضوراً أكثر من رائع وعوض غياب النونو والصاصي مع المنتخب وكان بوابة الوصول إلى شباك الخصوم في مناسبات عديدة، حتى أنه أحد هدافي المرحلة بسبعة أهداف مع مهاجم وحدة عدن صبري عبيد المتألق وشريك صدارة الهدافين..أليما كان أحد أبرز مقومات الأهلي الصنعاني وصدارته .

كميل والخياط والعنبري

بحماسة الشباب وروحهم وبموهبة تهديفية كان مهاجم أهلي صنعاء وحيد الخياط ومهاجم الشعلة كميل طارق ومهاجم وحدة عدن محمد العنبري يصنعون الكثير من خلال مواهبهم التهديفية في مباريات فرقهم يساهمون فيما تحقق من عناوين الإجادة والتألق وينالا جزءًا بارزاً في ذلك..الخياط وكميل والعنبري مواهب تهديفية لديها الكثير لتضعه على بساط ملاعب كرة القدم في بلادنا.

المدرب الوطني تفوق

في محصلة ما جاء به مشوار الذهاب تتضح صورة المدرب الوطني بأكثرية بعدما تفوق في قيادته للفرق وسجل معها نتائج جيدة ولافتة احتل بها مواقع الصدارة..محمد اليريمي في أهلي صنعاء وسامي النعاش في هلال الحديدة، وأحمد الراعي في وحدة عدن، ومحمد عبدالله سالم في الشعلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى