مشكلة التلال مكايدة ومزايدة !!

> «الأيام الرياضي» رائد عابد :

> خلال الأسابيع الماضية قرأت عدة مقالات على الصفحات الرياضية من جريدة «الأيام الرياضي» , وقد لفت انتباهي التركيز على حدثين كلاهما لا يقل أهمية عن الآخر , الوضع الذي وصل إليه نادي التلال الرياضي , والاستعداد لبطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي20) وسأتحدث عن خليجي 20 في أقرب وقت ممكن..واسمحوا لي الآن أن أدلو بدلوي في موضوع يهم الجميع .

نادي التلال هو تاريخ المدينة , وثقافة أهل البلد , فكرا وفنا وسياسة وعلما , لأن الاهتمام بالرياضة لا يأتي دون التواصل الثقافي والحضاري المتكامل بين عناصر عدة تشكل الفكر الناضج لاهتمامات ورغبات الناس , التي تختلف في مجالات الحياة , لكنها تتفق عند حدود المستطيل الأخضر .

التلال بعد مائة عام من تأسيسه عام 1905م , سقط للدرجة الثانية ثم عاد لمكانه الطبيعي لكنه يبدو في طريقه مرة أخرى إلى الوضع السابق الذي لم يألفه أحد .

اليوم يعتمد هذا النادي العريق على مجموعة من المحترفين (المساكين) , وهو الذي كان حتى يوم قريب يعاني من زحمة النجوم بين صفوفه وجميعهم من أبناء المدينة وقليلا منهم من خارجها لكن الكل يتحدث بلغة واحدة , وهي حب التلال والولاء المطلق للنادي الذي كان مصدر فخر للكثيرين من أبناء البلاد الطيبة .. الأبناء الذين كانوا يعتبرون زيارة النادي الرياضي مهمة جدا حتى يشاهدوا الكؤوس الكثيرة بأحجامها المختلفة تحكي قصة بل قصصا وحكايات نجاحات متكررة أصبحت في عالم النسيان , ولم تعد إلا مجرد ذكرى لصورة الانتصارات والفرح الذي غادر مع من غادروا ولم يقرر العودة بعد .

مجموعة من الناس محسوبون على النادي هم من يزرعون الفتن بين الإخوة ويحولون الصراعات الشخصية إلى صراعات عامة , ينتقمون من بعضهم البعض من خلال فشل التلال وسقوطه مرات ومرات , وهم يفرحون لأنهم يحققون النصر الممزوج بالوهم وكأن التلال ملكية شخصية لجماعة أو زمرة تنتمي إلى أسماء (عفا) عليها الزمن ولم تعد تذكر , وهم تعودوا أن كل من يأتي كي يصلح من شأن النادي ينصبون له الفخ ويزرعون له الألغام بطرق مختلفة هم يعرفونها جيدا بحكم الخبرة الكبيرة في المكر والخديعة .

اليوم جاء المدرب المخضرم والرجل المحترم عبد الله فضيل ومعه محمود عبيد وسعيد نعوم , وهم أسماء كبيرة ليس على المستوى المحلي فقط , بل على المستوى العربي أيضا , وإذا توفرت النوايا الصادقة عند التلاليين أولا, فأنني أراهن على نجاح (فضيل) وطاقمه في انتشال الفريق من الحالة السيئة التي ترافقه منذ فترة ليست بالقصيرة , وعليه فعلى الكابتن (فضيل) وزملائه المحترمين (كرما وليس أمرا) أن يمضوا قدما في العمل دون الالتفات , أو حتى الرد على تلك المكالمات التليفونية التي تحمل الكثير من الشر والقليل من الخير , ويعرف (الثلاثي) المحترم أن المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.

وعلى إدارة نادي التلال الموجودة في الصورة أو من هم خلف الستار أن يعملوا من أجل إنجاح المهمة الصعبة وأن يتوقفوا ولو قليلا عن المكايدة , من أجل عدن وجبالها وبحرها وناسها , ومن أجل جيل متعطش للفرح .

قال لي ذات مرة أحد المحسوبين خطأ على البيت الأحمر وبالنص:«التلال لن تقوم له قائمة».

عندها صدمت من الجملة التي ربما سمعتها قبل عشر سنوات لكنني أيقنت بأن هناك (طوابير) تحاول أن تدمر التلال الذي أحبته أجيال وجعلت له مكانة خاصة في القلوب ..التلال ليس ناديا رياضيا فحسب..إنه رمز لمدينة تحب الناس وتعشق البحر والشمس والهواء النقي .

*مذيع ومقدم في قناة «الجزيرة الرياضية»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى