في ذكرى رحيلها الرابعة والثلاثين .. شاهد على عصر من الغناء الجميل والطرب الأصيل يروي اعترافات محمود الشريف في (أنا والعذاب وأم كلثوم)

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> نشرت مجلة «الكويت» الكويتية الصادرة في مايو 2005م .. عرضاً للكتاب (أنا والعذاب وأم كلثوم) ولأننا أمام ذكرى رحيلها التي صادفت 3 فبراير 2009م أحببت المساهمة بهذه القراءة الملخصة عن عرض الكتاب المذكور، ولنقف أولاً على مادة الكتاب التي حملت طابع المذكرات للفنان والملحن المشهور محمود الشريف الذي سبق له الزواج بأم كلثوم والكتاب من تأليف الناقد طارق الشناوي .

وبعيداً عن حكاية البداية ومعرفة (ثومة) بمحمود .. نستشف من القراءة عبر هذا العرض في فصل مهم من ذلك الكتاب الذي حمل أيضاً عنواناً فرعياً آخر غير الرئيسي بعنوان (جنازة حب) من إيراد المؤلف .. نستشف ذلكم الطوفان العارم الذي زلزل كيان هذا العشق المدله والود الأثير .. على حد قول سيدة الغناء العربي أم كلثوم في تعليقها على جوانب العلاقة بينها وبين زوجها السابق الراحل محمود الشريف والجواب من مضمون ردها على سؤال الصحفي مصطفى أمين الذي مفاده ما إذا كانت ستعتزل الغناء بعد زواجها من محمود الشريف؟ إذ ردت بعفوية غير معهودة .. وهي الوقورة الغيورة «له الأمر ومايريد».

وكان جواباً يشي بالخضوع المطلق من كوكب الشرق ذات الألقاب الملكية من مثل (صاحبة العصمة وغيرها) هذه الإجابة أثارت موجة من التأنيب وإيغار الصدر ضد محمود الشريف لم تفتر ولم تتوقف منذ ذلك السؤال بدأت حدتها من عشاق صوتها وكل من من أحبوها فنياً وحتى عاطفياً من الوسط الفني بل إنها وصلت إلى أن شملت القصر الملكي ولقي على إثر ذلك محمود الشريف تهديدات مباشرة استهدفت حياته بعضها بإيعاز من القصر وبعضها من المولهين بها وفي مقدمتهم القصبجي الذي ما أن سمع بالخبر حتى صعد إلى غرفة أم كلثوم مباشرة ومعه مسدس يخفيه خلف ظهره وبدى متحفزاً تجاه محمود .. فانتبهت أم كلثوم لذلك وقالت له بصوتها (الجهوري) غير الطربي: «بتخفي إيه وراك يا قصب» فارتبك القصبجي ووقع المسدس من يده وحررت واقعة بالحادثة في النيابة تقدم بها الشريف نفسه وسحبتها أم كلثوم قبل أن تلوكها الألسن وتتلقفها الصحافة، وهذا الموقف للقصبجي كان أكثر حدة من موقفي الشيخ زكريا أحمد والشاعر أحمد رامي اللذين اكتفيا بتوجيه الاتهامات وكيل الشتائم. لكن المواقف وغيرها من الأحداث مما ذكره المؤلف لم تعرف الظهور حينها وإن ظهرت فلم تكن بتمام الصورة وأدق العبارة.

لكن ماخفي منها وأظهره محمود الشريف في مذكراته الجانب الأهم في صلب تلك الأحداث وهذه العلاقة الغرامية الفنية التي كللت بارتباط قصير وانتهت بفراق قسري ومرير .وإذا كان البيان في ماسلف ذكره في السطور عن مدى حب (ثومة) وخضوعها للشريف أمام سلطان رجولته وهيبته .. فإن مالم يكن في الحسبان أن يتحول العشق المدله والهيام المفرط والود الأثير إلى عداوة وغيرة .. بدوافع بعضها أورده الشريف بنفسه وعبر عنه بحزن وأسى دفين وأحاسيس مفجوعة بعد الأحلام الموءودة .. وعن بعضها يقول: «بعد الانفصال لم نلتق أنا وأم كلثوم إلا نادراً وإن حدث فيكون عابراً على سلم الإذاعة أو في نقابة الموسيقيين»، ويضيف : «شعرت بحقيقة انتقامها مني عبر دوافعها الذاتية لا دوافع الغير .. عندما أخذت ألحان من الجيل التالي لي أمثال بليغ حمدي وكمال الطويل ومحمد الموجي وسيد مكاوي.

لكن ذلك لم يعنيني في قليل أو كثير .. لكن الموقف الذي لم أنسه لأم كلثوم هو نشيد الله أكبر الذي بدأت في إجراءات تقديمه على أنه النشيد الوطني لمصر.. بعد العدوان الثلاثي في 1957م وأخبرني بذلك المشير عبدالحكيم عامر .. لكنني علمت فيما بعد بتدخل (الست) واستغلالها لعلاقتها الطيبة بعبدالناصر .. وقالت له : (والله زمان ياسلاحي) تغنيها أم كلثوم ولاتصبح النشيد القومي لمصر في هذه الفترة.. فحصل تدخل من رئاسة الجمهورية وغير نشيدي بنشيد أم كلثوم». وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن محمود الشريف كان رفيقاً بأم كلثوم، ويمكن أن نلمس ذلك من مقابلة للشريف قبل رحيله بأيام في رده على سؤال مفاده فيما لو التقيت الست في الخلود ماذا يمكن أن تقول لها؟

فقال: سأقول لها ألم أقل لك ياثومة إن المسرح الغنائي هو الخلود الحقيقي للفنان .. وعن ماذا يمكن أن ترد عليه ؟

أجاب: ستقول لي عندك حق ياسي محمود.

وعلى الرغم من اختزال القراءة لدي ومحورتها حول علاقة الشريف بأم كلثوم على تعدد جوانب العرض المذكور إلا أن ذلك العرض يبقى جديراً بالتأمل .. على الرغم من مضي سنوات على تقديمه ليس لأنه بصيغة الشمول والقبول بل لأنه اشتمل على الكثير من الأحداث والوقائع والصور مدعمة بالأحاديث والمقابلات الصحفية والفنية وعرج بالذكر على جوانب مخفية في حياة اثنين من مشاهير الغناء العربي .. ومؤلفه يعد أحد أهم الكتاب والنقاد في الصحافة الفنية المصرية وزامل الكثير منهم أثناء حياتهم، وكان شاهداً على عصر من الغناء الجميل والطرب الأصيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى