في سرار يافع يحلم الأهالي بشربة ماء نظيفة

> سرار «الأيام» خاص:

> تفاقمت حدة تأثير موجة الجفاف التي تجتاح مناطق مديرية سرار يافع محافظة أبين بصورة لم تشهد لها المديرية مثيلا، حيث مايزال تأثيرها يتفاقم وتشتد ضراوته.

وتسببت حالة الجفاف تلك في نزوح أعداد كبيرة من الأسر إلى محافظة عدن وعاصمة المحافظة، هربا من كارثة الجفاف فيما يتهيأ من تبقى منهم للنزوح الجماعي إذا ما استمرت حالة الجفاف.

كما أن حالة الجفاف هذه قد أثرت سلبا على الحياة المعيشية للأهالي في المديرية، وأدت إلى تدهور أوضاع الزراعة في ظل نضوب تام لمياه الآبار وتلاشي المياه المخزونة في السدود الصغيرة الخاصة بالأهالي المعروفة «بالمواجل»، حيث يعتمد الأهالي في الأساس على مياه الأمطار الموسمية في الزراعة والشرب، نتيجة لتعثر إنجاز مشاريع المياه في المديرية، على الرغم من الموازنات المالية التي رصدت للمديرية في الأعوام السابقة.

فمشكلة شحة المياه وانعدامها أصبحت حديث الساعة، والحصول عليها وجلبها من أماكن بعيدة أمر في غاية الصعوبة، مما شكل عبئا ومعاناة كبيرة بالنسبة للأهالي .

ولأول مرة ومنذ عقود من الزمن يتم شراء المياه في المديرية، وغلاء أسعارها المتصاعد بشكل رهيب، حيث وصل سعر صهريج الماء إلى 20000 ريال، علاوة على أن بعض قرى المديرية يشرب سكانها مياها ملوثة، وثمة مشاهد تنتزع قلبك حين تمر ببعض قرى المديرية، وترى طوابير طويلة من النساء تقف على حافة بئر، وأخريات يجبن الأودية والجبال للحصول على المياه، وهي مهمة صعبة وشاقة تتكرر كل يوم.. ويمكن القول إنها تجاوزت حدود الصبر، ولم يعد باستطاعة أحد من سكان المديرية تحمل المزيد من الصبر والعيش وسط مآسي وعذابات هذه الأزمة التي ضيقت الخناق عليهم، وجعلت الحياة في نظرهم تبدو أضيق من خرم الإبرة، بسبب المعاناة المريرة التي يتجرع علقمها الأهالي من دون أن يلمس المواطن أي تحسن.

ولاتزال أزمة المياه كما هي بل إنها تمضي من سيء إلى أسوأ، فالأوضاع تفاقمت وأصبحت أكثر خطورة حتى بلغت اليوم معاناة الناس ذروتها وقمة مرارتها.

ومن هنا نود لفت انتباه الجهات المسؤولة في المحافظة إلى أن انعكاسات كارثة الجفاف على حياة المواطنين بحاجة إلى معالجات سريعة ولا تتحمل التأخير، وتستدعي تضافر كل الجهود، ووضع الحلول المستقبلية لهذه المشكلة، وأن يتم البدء من الآن بوضع المعالجات اللازمة، وذلك من خلال إرسال فريق من المهندسين لعمل دراسات السدود وحواجز مائية، وكذا ضرورة الإسراع ببدء العمل في مشروع حاجز (امهدارة) بين الواديين الذي سيشكل إنشاؤه نقله نوعية حقيقية لأبناء المديرية، لما يمثله هذا الحاجز من مكانة وأهمية كبيرة وموقع فريد من نوعه، حيث يعول عليه حجز أكبر كمية من مياه الأمطار، باعتباره ملتقى لجميع الروافد في المديرية، لضمان توفر المياه ومنع تكرار الكارثة، ومن دون هذا الحاجز ستكون الماسأة دائمة ومتكررة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى