«الأيام» تستطلع آراء الشارع في يافع حول انقطاع الكهرباء.. بعد ليال من الظلام الدامس.. المواطنون يتطلعون إلى إعادة الكهرباء

> «الأيام» عادل المدوري:

>
إن قطع التيار الكهربائي من شأنه تعطيل حياة الناس، الذين يعتمدون على التيار الكهربائي في الكثير من أعمالهم، فهي تفرض على المواطنين المزيد من المعاناة والأعباء في حال انقطاعها، والاستمرار في انقطاع التيار الكهربائي يعني تضييق الخناق على المواطنين، الأمر الذي دفع بـ «الأيام» إلى نقل معاناة المواطنين إلى الجهات المعنية، وقد قامت بالنزول إلى الشارع كي تعطي فرصة للمواطن العادي للتحدث عن همومه ومعاناته بكل وضوح وشفافية.. لذا نرجو من الجهات المسؤولة عن الكهرباء إيجاد الحلول الفورية والاستجابة لنداءات المواطنين، خدمة للصالح العام .

أزمة الكهرباء

الكهرباء أزمة جديدة أخرى تضاف إلى الأزمة التربوية التي مازالت قائمة حتى اليوم، بداية الكهرباء لا نستطيع تحديدها بالضبط، لأن الكهرباء كانت تنقطع على شكل نزوات، كما هو حاصل في معظم المحافظات، لكن البداية الفعلية لساعات الظلام الدامس على مستوى المديرية كانت مع بداية العام الجديد.. بدأت أولاً من ساعتين إلى ثلاث يومياً من وقت عمل الكهرباء من (4عصراً-12ليلاً) فقط، بعد ذلك تطور الانقطاع، وكانت تعمل ثلاث ساعات في اليوم فقط، أي من (9ليلاً - 12 ليلاً).. وخلال الأسبوع الماضي توقفت الكهرباء عن العمل نهائياً، وكابد الأهالي الظلام خلال الأيام الماضية.السبب- حسب وصف إدارة الكهرباء- هو انعدام مادة (الديزل)، وتخلف المواطنين عن تسديد فواتير الكهرباء.. وللمواطنين رأي آخر في هذا الموضوع، دعونا نقرأ ما قاله المواطنون عن أزمة الكهرباء.

البلاد نحو الهاوية!

بداية حديثنا كان مع المواطن علي صالح، يعمل سائق أجرة (45عاماً) قال: «نطالب بتوفير كهرباء مثل بقية المناطق، لماذا نحن في هذه المديرية بالذات نعيش في الظلام؟ فلا يوجد هناك نظام ولا قانون، والبلاد للأسف تتجه نحو الهاوية، لو كان هناك نظام لما حصل كل هذا».

وأضاف قائلاً: «كل يوم نسمع عذر ومبرر، وأحياناً يقولون لا يوجد ديزل، وأحياناً المولد عطل.. المواطنون لم يعودوا يطيقون هذه الأكاذيب، نحن باختصار نريد كهرباء نريد تعليم لأبنائنا مثل الناس، ومن العيب أن نبقى على هذه المطالب ونحن في القرن الحادي والعشرين».

عدم الإحساس بالمسؤولية!

المواطن عبدالله أحمد الرشيدي قال: «تمر يافع بالليالي الظليمة منذ أسبوع لانقطاع الكهرباء بشكل كامل دون أي مبرر، إلا أننا نسمع من يقول (ما فيش ديزل)، وآخر يقول (مديونية بنحو 30 مليون ريال)، وهذا من وجهة نظري ليس مبررا وإنما عجز في الفنية الإدارية والمحاسبية، لأن الـ 30 مليون في زمننا الحاضر يعتبر رأس مال تاجر بقالة أو رأس مال تاجر صغير مبتدئ في التجارة.. أنا أقول إن عدم الإحساس بالمسؤولية هو المبرر الرئيس لانقطاع الكهرباء بالكامل، ويدل ذلك على سعة الفساد الإداري بشكل كبير جداً، ويصعب علينا حصر هذا الفساد في جانب أحادي، لأن الفساد بكل أنواعه أصبح مستشرياٍ في جميع مفاصل حياتنا اليومية، ولا تنس عزيزي أن المال السائب يعلم الناس السرقة، وأنا هنا لست في صدد إيجاد الحلول للكهرباء، ولكنني في صدد سرد قصص أوضاع مالها بداية ولا نهاية يعاني منها المواطن كل يوم».

وأضاف قائلاً: «من عام 1986وأنا أسمع كل يوم قصة لهذه الكهرباء في يافع.. الماطور قديم، المهندس غائب، السلك انقطع، الفيوز مفصول، الديزل مافيش، المدير جالس بالبيت، الأعمدة ماجاءت، عادها بالميناء، أجا المدير وأخذ الغلة وخلانا بلا رواتب، المهندس معه مرض، السلطة أعطتنا أوامر، الشبكة خطأ، الماطور انفجر، الماطور الجديد مش المطلوب.. السكينة تفصل ما تتحمل، الموظفون لم يضموا ملفاتهم للخدمة المدنية، الوزارة رفضت تضمنا ولا تدعمنا، أعطانا الرئيس ماطور هدية، رست المناقصة على التاجر الفلاني، لم يصل حسب الشرط.. إلخ.

من هذا كله غير قادرين على أن يكونوا أمناء للمسؤولية التي أوكلناهم إياها.. فأصبحت الكهرباء في يافع عبارة عن متنفس مالي فقط.

كلنا معاناة!

المواطن محمد عوض يعمل في محل تجاري بسوق السلام قال: «الكهرباء في يافع لا نعتمد عليها كثيراً، خصوصاً في الأسواق لأنها لا تعمل في الصباح وهو المهم بالنسبة لنا في الأسواق، كل محل في السوق عنده ماطور خاص به، فهي تعمل فقط في المساء وهذا لايهمنا نحن أصحاب المحلات التجارية، نحن نطالب بكهرباء عمومية». وأضاف: «كما تلاحظ بقايا القمامة تكاد تغلق أبواب المحلات التجارية، إذا تريد مني أتحدث عن معاناتنا كمواطنين فالحيز لا يتسع فكلنا معاناة في ظل غياب الجهات المعنية».

نطالب بالكهروحرارية

عبدالرحمن أحمد حسين (برمان) ممثل عن سوق أكتوبر بالمجلس المحلي قال: «لقد وضعتنا الصدفة بمعاناة ثنائية من انطفاء نورين في الوقت نفسه، وهما نور العلم وهي معاناة فرضت علينا بسبب النقص الشديد في عدد المدرسين، وقد انطفأ هذا النور بإغلاق جميع مدارس مديرية لبعوس يافع، أما النور الآخر هو نور الكهرباء، وهو الآخر انطفأ بسبب ما آلت إليه الكهرباء من وضع سيء جداً، يعود إلى عدة أسباب، منها القصور في نظام المحاسبة والمراقبة، بحيث يتم إيراد الدخل وأيضاً الصرف دون أية سندات أو دفاتر منظمة للعملية الحسابية، بالإضافة إلى أنه لا توجد جهة مشرفة على عمل الكهرباء، ولم تضبط النفقات والإيرادات لعدم توفر لوائح داخلية تنظم عمل المؤسسة مالياً وإدارياً، عدم وجود كادر مؤهل، ولا يوجد قسم المراجعة، وعدم ضبط ومحاسبة المخالفين مالياً، وعشوائية العمل، ولم يكن هناك تركيز من قبل الجميع على المتطلبات الضرورية لبقاء استمرار المؤسسة ورفع إنتاجها».

وأضاف: «ومن الأسباب أيضا صرف نفقات ومساعدات وسلف واختلاسات ومصروفات بأوامر وتوجيهات غير قانونية، وأيضاً تغيير مديري المؤسسة في فترات قصيرة جداً دون أية محاسبة واستلام وتسليم، وذلك كله مخالف للقوانين والأنظمة النافذة.. كل هذه الممارسات السابقة هي التي أدت بهذه المؤسسة إلى الانهيار».

وواستطرد بالقول: «لم يعد من الممكن إيجاد حلول غير أن تستجيب الدولة لاعتماد المشروع الإنقاذي للمنطقة (33ميجا) أو اعتماد الأبراج في أسرع وقت ممكن، خصوصاً أن هناك مناطق أقل كثافة منا وأقل نهضة قد وصلت إليها الكهروحرارية، وقد أصبحنا الآن أكثر حاجة إلى التيار الكهربائي ولم تعد هذه المحطة تفي بالغرض، وقد عانينا منها عدة سنوات من خلال الزيادة في تسعيرة الكيلو السكني ومضاعفة التجاري (18 سكني 36ريال تجاري) وإيجار العدادات (500 ريال شهرياً)، وكل هذه الزيادات لم يعد المواطن يحتملها، وقد سجل تسعيرة الكيلو وإيجار العداد أعلى مستوى له في جميع مناطق الجمهورية.

وبعد كل هذه المناشدات التي نشرت من قبل ممثلينا ومجالس محلية ونقابية وإدارة تربية ومجالس آباء عبر صحيفة «الأيام»، وعبر الطرق الإدارية.. إننا لم نعد نتحمل تردي الأوضاع، ونحن نثق بأبناء ومواطني مديرية يافع إنهم كانوا السباقين لجعل هذه المديرية النموذجية في عملية القيد والتسجيل وسوف يكونون السباقين لمنع دخول صناديق الانتخابات إلى المديرية وشكراً».

حلول مؤقتة

«الأيام» نقلت هموم ومعانات أبناء مديرية يافع إلى الجهات المسؤولة بالمديرية، وطرحتها على طاولة السلطة المحلية.. وأفادنا الأخ عبدالرقيب محمود الصلاحي الأمين العام للمجلس المحلي للمديرية قائلاً: «بالنسبة للكهرباء هي متوقفة فعلا،ً والمواطنون في المديرية يعيشون ليالي الظلام الدامس، ونحن في السلطة المحلية نقدر معاناة أهالينا..وهذا التوقف ناتج عن عدم توفر مادة الديزل، وكذلك تخلف المواطنين عن تسديد فواتير الكهرباء».

واستطرد قائلاً:«لقد تم تشكيل لجنة من قبل المؤسسة العامة للكهرباء، ونزلت إلى يافع وتم الاتفاق على تسليم واستلام كهرباء يافع للمؤسسة العامة، وسوف تبدأ المؤسسة تشغيلها مطلع شهر فبراير، وأي تأخير من قبل المؤسسة فهي تتحمل المسؤولية الكاملة، لأن ما قمنا به حالياً من جهود فردية وحلول مؤقتة لن تدوم طويلاً». أما فيما يتعلق بالتربية والتعليم فقال: «تعيش المديرية أسوأ حالاتها، لكون المدارس مغلقة والكهرباء منقطعة، وتواصلنا مع الأخوة في قيادة المحافظة، لكن للأسف الشديد لم يعيروا المديرية أي اهتمام، وكأننا لسنا تابعين لهم.. وعبر صحيفة «الأيام» نناشد وزير التربية والتعليم بالتدخل ومحاسبة المتسببين في قيادة المحافظة وعلى رأسها إدارة التربية والتعليم جراء مالحق بأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات من ضرر نتيجة لتوقف المدارس»..واختتم قائلاً: «للعلم أن أبناء مديرية يافع كانوا السباقين في مرحلة القيد والتسجيل، ولكننا وبسبب الأوضاع المتدهورة التي وصلت إليها المديرية فإننا نعلن عدم مشاركتنا في الانتخابات القادمة، وهذا رأي السلطة المحلية والمشايخ والأعيان والأحزاب السياسية والمثقفين والأكاديميين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى