سعودي أحمد صالح .. الفنان الذي أبكى عبدالله هادي سبيت

> «الأيام» عياش علي محمد:

> في كل مرة التقي بالفنان الكبير سعودي أحمد صالح، أجده كتلة من البشاشة والضحك، لكن في هذه المرة لم أجده كذلك، فقد اكتسى وجهه وبانت على ملامحه آثار الهموم والضنك.

ماذا أصاب الفنان سعودي أحمد صالح، وجعله على تلك الشاكلة؟! هل هو المستوى المعيشي البائس الذي يعيشه، أم الكتل من الأمراض المترامكة عليه منذ زمن ولم يحس أن هناك من يحن عليه ويتلمس همومه .

إن الفنان سعودي أحمد صالح لايتكلم عن نفسه بل على الأحرى يتكلم عن الآخرين وينسى نفسه، وأعتقد أن تاريخه الفني اللامع قد وقف حاجزاً بينه وبين استجداء العلاج لنفسه أو الاهتمام بمعيشته.

وبكل تأكيد لو تحرينا الدقة في القول لأثبتنا بالبينات أن الفنان سعودي أحمد صالح لو تقاضى أجره عن كل أغنية لحنها أو غناها في أجهزة الإعلام اليمني على مدى تاريخه الفني الطويل لتجاوزت (أجوره) قيمة وتكاليف علاجه في الخارج .. وهذه دعوة لوزارة الإعلام كي تهتم بهذا النوع من الحسابات عندما تهم بعلاج المرضى الفنانين والمبدعين اليمنيين .

والفنان سعودي أحمد صالح، ليس فناناً عادياً بل فنان من العيار الثقيل ومن جهابذة الفن والطرب في اليمن، له ألحانه الخالدة التي مازالت تحلق في سماء الفن والطرب ويلجأ إليه المطربون لنيل إحدى إبدعاته اللحنية ولم يبخل عليهم بشيء فالمهم عنده أن يكون الصوت يتطابق مع ألحانه العذبة والفريدة.

سعودي أحمد صالح، بجسمه النحيل وملامحه الدقيقة له صوت شجي وعزف جميل كعزفه وغنائه لأغنية الأمير أحمد فضل القمندان (غزلان في الوادي)، وأغنية الشاعر أحمد سيف ثابت (أنا والعقل في حيرة)، وكذا أغنية الشاعر أحمد صالح عيسى (محلى عتابه حبيبي) التي لحنها الفنان سعودي أحمد صالح وغناها الفنان عبدالكريم توفيق.

وهو الفنان الذي أبكى الشاعر عبدالله هادي سبيت، أثناء تكريمه بفندق موفنبيك عدن عندما غنى للشاعر سبيت قصيدته الجميلة (ياحاكم زمانه)، حيث إنه لم يبك فقط عبدالله هادي سبيت، بل أبكى معه الراحل (خليل محمد خليل) رحمة الله عليهما .

وبعد أن أنهى الفنان سعودي أحمد صالح قصيدة عبدالله هادي سبيت (ياحاكم زمانه) خرج إلى قاعة الاستقبال في فندق عدن وأشار إلي أن أتبعه إلى هناك .. حينها قال لي هل شفت عبدالله هادي سبيت يبكي فقلت لا فأنا مقعدي في المؤخرة .. قال لي سعودي لقد نزلت دموع سبيت أنهاراً.. فرددت عليه:

لقد حركت يا سعودي أشجان سبيت كانت بالنسبة إليه بعيدة وغير معلومة لأحد، فتأثر بالإيقاع والصوت فسحبت معها دموعه وذكرياته .

دعواتنا معك يافناننا الكبير سعودي أحمد صالح كي تتجاوز بها محنات المرض والمعيشة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى