«الأيام» تزور مدرسة بلال الثانوية بالمضاربة.. ضيق المبنى وقدم بعض فصوله من أهم المنغصات التي تواجه المدرسة

> «الأيام»محيي الدين الشوتري

>
مدرسة بلال الثانوية في المضاربة
مدرسة بلال الثانوية في المضاربة
ما أن وطئت قدماي بساط مدرسة بلال بن رباح (الثانوية) في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج, حتى بدأت تلابيب الماضي تعيد ذكريات المقطع المشهور (زمان كانت لنا أيام).. لكن آه من لكن، فشتان بين الأمس واليوم.. ماض مشرق أضاءت فيه المدرسة- ذات المجد التليد- نورها في جنبات تلك البلاد بشتى اتجاتها.

فأكل أبناء تلك المناطق من ثمراتها التي أينعت ومافتئت.. وحاضر غير واضحة معالمه.. فمدرسة بلال الثانوية بالمضاربة تصبح وتمسي على هدير حزين.. تلتحف السماء، داعية النظر لما أصابها.. وقادم السطور ترويه «الأيام» التي شدت الرحال صوب تلك المدرسة بالمضاربة لتنقل الكلمة والصورة ..!!

مدرسة بلال الثانوية في أسطر:

أنشئت مدرسة بلال الثانوية بمديرية المضاربة ورأس العارة بلحج في 1/11/1990 في منطقة تربة (أبو الأسرار) بمبادرة ذاتية قام بها التربويون والآباء في المنطقة، من ستة فصول دراسية، كانت تابعة لمدرسة التربة للتعليم الأساسي جارة المدرسة حديثة الذكر، وأنشئت لغرض تدريس الفتيات لتعذر تعليمهن جراء الكثافة إلى جانب الطلاب، وعدم وجود فصول دراسية أخرى، وتجنبا للاختلاط بحسب ما تمليه تقاليد المنطقة.

جاءت هذه الفكرة التي تبناها عدد من التربويين في المنطقة والأهالي لخدمة طلاب المنطقة والمناطق المجاورة لها الذين كانوا يشدون الرحال صوب مديرية طور الباحة لغياب التعليم الثانوي في المنطقة.. ومن بين الفصول الستة فصل تستخدمه الإدارة، جانب منه يضم آثاث ومعدات المدرسة.

فبالله عليكم كيف يستقيم ظل المدرسة وعودها أعوج!! والفصول الأخرى تستخدم للعملية التعليمية، وهي تعج بطلابها الذين يفدون من مختلف مناطق المديرية على الرغم من إنشاء ثانوية بمنطقة (ملبية) المجاورة للمدرسة.

لكن بصراحة لم يخفف الثقل على كاهل المدرسة، حيث يولي طلاب غالبية المناطق شطرهم نحو مدرسة بلال الثانوية بالتربة، حيث يتجاوز عددهم الكمي(300 طالب وطالبة).. على الجانب الآخر موضوع تعليم الفتاة الثانوي شهد في الآونة الأخيرة إقبالا لافتا.

فيا أولي الأمر ويا أهل الحل والعقد ومن بيدهم الربط ويا من ترون في تعليم الفتاة ضرورة من الضرورات الحياتية، لما لا تهيئون لهن متطلبات الضرورة؟.

وهو ما برهنته مدرسة التربة للتعليم الأساسي بتبرعها بفصول دراسية لجارتها مدرسة بلال الثانوية، فضاعفت الهم على الفتاة في المنطقة من جانب وأزاحت بعض من الهم، وما أشده على فتيات المنطقة والمناطق المجاورة!!.

مدرسة بلال الثانوية بين المخرجات الجيدة.. وتجاهل أهل الشأن:

طلاب المدرسة في أحد الفصول الدراسية
طلاب المدرسة في أحد الفصول الدراسية
تحدث معنا أثناء الزيارة الأستاذ سالم موسى مدير مدرسة بلال الثانوية بالمضاربة الذي كلامه فتح نافذة للأحزان قائلا: «في البداية الشكر موصول للقائمين على صحيفة «الأيام» لاهتمامها بهذه المناطق، وأوضاعها الهشة، ولا يخفى عليك كونك أحد من تعلم في هذه المدرسة أهمية هذه المدرسة التي يفد إليها الطلاب من مشرق المديرية وغربها.

ومخرجات المدرسة ذات تميز عن شقيقاتها المدارس الأخريات، فهناك ممن تتلمذ فيها اليوم يتبوأ مناصب قيادية في مختلف النطاقات، والجميع يعرف الأطوار والمراحل التي مرت بها المدرسة، وأنت رأيت المبنى من حيث ضيق مساحته، إذ نضطر أحيانا في المدرسة للجمع بين فصلين في آن واحد، ناهيك عن تقادم بعض الفصول، وهي بحاجة مآسة للترميم.. وهناك صعوبات جمة تواجهنا في المدرسة أبرزها المبنى المدرسي، والنقص في المعلمين في بعض التخصصات، والكثير من هذه الصعوبات تعرفها الجهات المعنية، ولكن لا ندري ما سبب هذا الجفاء الذي تلاقيه المدرسة؟.. ولا أريد الخوض في الوعود التي سئمناها».

والأستاذ مصطفى علوان المدرس في مدرسة بلال الثانوية زكى كلام المدير ولم يختلف عنه في هذه المنغصات التي تكدر العملية التعليمية. وأضاف قائلا: «انظر أيـن نحن؟ إدارة مدرسة مع آثاثها ومعلميها، فبالله عليك هل هذا جو دراسي ملائم؟!».

وتحدث الأستاذ محمد أحمد خضر بالقول: «لن يستطيع أحد إنكار فضل هذه المدرسة التي خرجت الكثير، على الرغم من المطبات التي فيها».

واختتم بالقول: «أتمنى من الجهات المعنية النظر بعين العدل لهذه المدرسة».

نهاية المطاف:

خير الكلام ما قل ودل للمعنيين فقط.. أما آن الأوان لرد الجميل لمدرسة بهذا الوزن، وهي تستغيث فلا مجيب؟.. هل ستظل الآذان لتلك النداءات التي يسدها العجين من جهة والطين من أخرى؟!.. أين ذهبت الوعود في زمن المشهد الانتخابي؟.. هل خانت الذاكرة ناطقيها أم أنها ضحك على ذقون المساكين؟!.. والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى