قصـة طارق خليل تحـكي الواقع المـريـر :احتضنتــه (بـلاد الغـال) ورفضـتــه أرض الســعيدة

> «الأيام الرياضي» عمر يعقوب:

> على الرغم من مرور أكثر من شهر على انتهاء بطولة خليجي 19 التي أقيمت مؤخراً في العاصمة العمانية مسقط ، إلا أن الحديث عن إخفاق منتخبنا الأول في البطولة لايزال قائماً ، نعم أسيل الكثير من الحبر وتحركت الأقلام وعلت الأصوات بالمطالبة بمحاسبة المتسببين في ذلك الإخفاق.

كل الأصوات تقريباً ركزت على محاسبة المتسببين ، فمنهم من ألقى المسؤولية على رئاسة الاتحاد كونها المسؤولة الأولى عن اللعبة في بلادنا، ومنهم من حمل الجهاز الفني بقيادة الكوتش محسن صالح، وبرأ الاتحاد تماماً من المسؤولية كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب .. الجميع انتقد لغاية في نفسه، وإن كان ذلك لايغفل أن هناك أصواتا نادت بالإصلاح دون أن يكون لها مصلحة مع زيد أو عمرو ، ونحن هنا لسنا بصدد تقييم تلك الأصوات لأن ذلك في الأساس ليس من صميم عملنا.

إن كان الجميع قد طالب بمحاسبة المتسبين في إخفاقنا ، فنحن هنا نحاول البحث في الأسباب، وإن لم نضع حلولاً لها، لأنها بالتأكيد ستظل وإن اختلفت الأسماء المتسببة..قد تكون الفترة التي مرت على الحدث طويلة نوعاً ما وتدعو إلى التعجب، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.

وبما أننا في مجتمع أدمن العشوائية والمحسوبية وعمليات الاجهاض السريعة للإبداع والمبدعين وفي كل مناحي الحياة، وليس في الرياضة فحسب دون اكتراث بأية عواقب كبر حجمها أو صغر، لأن في الأساس ليس هناك حسيب أو رقيب.

فمسألة انتقاء واختيار اللاعبين هي مسألة أساسية إن لم تكن رئيسية في تكوين المنتخبات الوطنية بكل فئاتها وفي مختلف الألعاب ، وهو ما اخترناه أنموذجاً وتمهيداً للخوض في سطورنا القادمة :

طارق خليل، أكاد أجزم أن أحداً منا لا يعرف هذا الإسم أو قد سمع به من قبل ونحن هنا لا ندعي ذلك، ولكننا هنا بصدد إيضاح ما حدث لهذا الشاب الذي كان ضحية الصفتين الملازمتين لنا (المحسوبية والعشوائية)، ومن لا يعرف ذلك الإسم وهذا الشاب ، فليسأل الكوتش محسن صالح.

بعض ما كتب عن طارق خليل في الصحف الويلزية

هذا ما لمسناه حقيقة عندما حضر إلى مبنى «الأيام» والد هذا الشاب اليمني الموهوب وقلبه يعتصر ألماً على ما أُحيك لولده ، ومن منطلق ما تقتضيه أخلاقيات المهنة لزم علينا سرد هذه الحكاية للقارئ الكريم وعلى الشارع الرياضي والمهتمين والمسؤولين على حد سواء ، فبكل بساطة (طارق خليل) هو أحد أبناء المهاجرين اليمنيين في المملكة المتحدة وبالتحديد في مقاطعة ويلز ووالده من أبناء مدينة عدن ووالدته من إمارة ويلز التي ولد فيها وتربى واستنشق هواءها ومنذ نعومة أظافره رأى والده فيه مهارة مداعبة الكرة، فكان حرياً به أن يكون خير مساند له في ذلك ، فساعده على الانضمام لنادي الإمارة الأول النادي العريق (كارديف سيت).. نعم انضم طارق إلى فريق نادي كارديف وهو في العاشرة من عمره في العام 1995 ليقوى بذلك عوده وتنضج موهبته ويتدرج بين فئات النادي السنية مما أهله للانضمام لمنتخب ويلز تحت 17 عاماً وتحت 19 عاماً بحكم نيله الجنسية البريطانية من جهة والدته ، و في العام 2006 أصبح طارق أحد العناصر الأساسية في خط منتصف الملعب للفريق الأول لمدينة كارديف ، لينتقل بعدها بعام واحد للعب في مصاف أندية الدرجة الإنجليزية الأولى (الدرجة التي تلي الدوري الممتاز ) وبالتحديد عندما التحق بصفوف نادي بورموث أتلتيك ، الذي تألق فيه وقدم أفضل المستويات مماجعل أضواء الإعلام الويلزي تسلط عليه وتطالب بضمه للمنتخب الأول، وهو ما استجاب له الاتحاد ومدرب المنتخب الويلزي وأسطورة ليفربول وريال مدريد السابق جون توشاك ووجه الدعوة لطارق للانضمام للمنتخب الذي يضم لاعبين من طراز عالمي ويمثلون ركائز أساسية مع فرق الدوري الإنجليزي الممتاز نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر مهاجم مانشستر سيتي الحالي كريج بيلامي ، إلا أن هناك شخصاً واحداً وقف حيال ذلك ورفض انضمامه لمنتخب الإمارة ولم يتوقع أحد بأن يكون والده هو ذلك الرافض..!! نعم لم يكن سوى والده.. أما لماذا ذلك فلا أحد يدري؟

لم يكن أحد بقادرعلى الإجابة على ذلك التساؤل سوى والد اللاعب نفسه عندما بادرناه بالسؤال..؟

فرد قائلاً:«لقد رفضت انضمام ابني إلى المنتخب الويلزي الأول لكي لا تضيع عليه فرصة الانضمام لمنتخب بلده الأم (اليمن)» .. نعم بهذا القول بادرنا بالإجابة وربما كان يظن هذا الأب المسكين بأن المفاهيم والنظم لا زالت كما هي عندما ترك البلد مغترباً قبل سنوات عديدة ، فبادر هو شخصياً بالاتصال والتواصل مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول بقيادة المدرب المصري محسن صالح قبيل انطلاقة كأس خليجي 19 ، ولم يكن أمام الكوتش محسن صالح إلا أن رحب تماماً بهذه المبادرة وكان على أتم الاستعداد لضم طارق للمنتخب.

ولكن وكما لا يخفى على الكثيرين أن مسألة ضم لاعب للمنتخب لا تعتمد في الأساس على قبول أو رفض محسن صالح أو مدرب المنتخب الوطني ، وهو ما لم يكن يعلمه والد طارق؟ نعم حدث ما لم يكن يتوقعه العم إسماعيل خليل والد طارق، ولم يكن مستغرباً وبالخصوص لنا نحن من عايشنا الواقع الرياضي المؤلم أن يحدث شئ ما خلف تلك الأبواب الموصدة ويجهض حلم والد طارق بأن يرى إبنه بقميص المنتخب الوطني بعد أن حرمه من أن يكون رفيقا لنجوم الدوري الانجليزي الممتاز في بلد قد يفتح له أبواب العالمية.

أجهض حلم والد طارق وتبخرت آماله، ولكن طريق الإبداع أمام طارق لا يزل ممهداً وممكناً في أن يحقق كل ما يطمح إليه في (بلاد الغال) كما يطلق عليها والتي سبق وأن أنجبت لاعبين أفذاذا لا زالت سيرتهم العطرة تفوح من على عشب الملاعب الانجليزية حتى اللحظة، ومنهم على سبيل الذكر القناص وأعظم هداف فـي تاريخ نادي ليفربول أيان راش وأسطورة المان يونايتد راين جيجز ولاعب المان يونايتد السابق والمدرب الحالي لنادي مانشتر سيتي مارك هيوز والقائمة تطول ، فنحن هنا لا نبحث عن الأسباب أو المسببات أو على من تُلقى المسؤولية ، فالأسباب معروفة والمسببات واضحة ومسؤولية مَن أوضح ..

فكل ما نبحث عنه هو إلى متى سنظل على هذه الحال؟.. سؤال نلقى إجابته عند أصحاب الشأن .

البطاقة الشخصية

< الإسم : طارق اسماعيل حسين خليل

< محل الولادة : كارديف - ويلز

< تاريخ الولادة :18-12-1985

< المركز : متوسط ميدان

< الأندية التي لعب لها : كارديف سيتي (1995- 2006) ، بورموث أثلتيك ( 2006-2007) ، دورشيستر إف سي ( 2007-2008) .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى