إياب دوري الدرجة الثانية في دائرة الضوء.. تقارب المستويات وحصاد الذهاب يشعل جذوة السعي الجاد نحو الأفضل في الفرصة الأخيرة لا مجال للتراخي والخمول والنوم في العسل

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

>
أهلي تعز
أهلي تعز
دوري الدرجة الثانية والذي يطلق عليه المحللون والمتابعون محطة مفترق الطرق، وذلك نظرا لأن هذا الدوري تمضي منافساته وخياراته في اتجاهين متناقضين بين الصعود والعودة إلى دوري الأضواء والنخبة، والوقوع في فخ السقوط والهبوط إلى ظلمات الدرجة الثالثة.

وبين هذا وذاك تكتفي فرق خيار الوسط بالفرجة والاستمتاع بأجواء المنطقة الدافئة بعد أن كفت نفسها عناء وتعب التنافس على الصدارة وتحقيق الصعود إلى الأضواء، كما ابعدت نفسها أيضا عن الوقوع في فخ مصيدة الهبوط المخيف.

إن المتابع لحصاد ونتائج دور الذهاب لدوري الثانية يجد أن الصفة المميزة لهذا الحصاد هو التقارب الواضح والشديد بين فرق المقدمة والوسط والقاع الأمر الذي يترك الأبواب مشرعة ومفتوحة على كل الاحتمالات والتوقعات،وهكذا فإن الاحتفاظ بموقع الصدارة أو موقع متقدم، يحتاج إلى المزيد من بذل الجهود المثابرة والممارسة الجادة لاقتناص النقاط ورفع وتيرة الحصاد عاليا والتمسك بتلابيب الصدارة، يعني بالدرجة الأولى التواصل الإيجابي عالي الوتائر وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

إن الصدارة والصعود تؤخذ غلابا وليس بالأماني، والركون إلى ما تحققه في مرحلة الذهاب من حصاد جيد.

وإن إطلالة متسارعة على إجمالي حصاد الفرق المتنافسة في المجموعتين الأولى والثانية يلاحظ للوهلة الأولى ذلك التقارب الواضح في النقاط.

ففي المجموعة الأولى يحتل فيها أهلي تعز المركزالأول برصيد 19 نقطة بفارق ضئيل على سمعون الذي حل ثانيا برصيد 16 نقطة، وتساوت ثلاث فرق برصيد موحد هو 14 نقطة، والفرق الثلاث هي أهلي الحديدة الثالث، وسلام الغرفة الرابع، ورحبان حرض الخامس وذلك بفارق الأهداف.

أما عن فريقي نصر الضالع و22 مايو اللذان ظهرا بمستوى غير متوقع وبعيد عن مستواهما المعهود، ولم يقدما الأداء المقنع حيث جاء نصر الضالع في المركز السادس، وحل فريق 22 مايو سابعا برصيد متساو هو 13 نقطة ، وهما موقعان لايعكسان طموحات جماهيرهما ، وعليهما يقع عبء ثقيل يتمثل في بذل مجهود كبير وشاق إن أرادا الدخول مجددا إلى دائرة المنافسة من أجل تحسين موقعيهما.

وحدة صنعاء
وحدة صنعاء
أما ثلاثي القاع وهم تعاون بعدان ثامنا 9 نقاط، وكفاح شبوة تاسعا 6 نقاط، وسلام صنعاء، وجديد دوري الثانية عاشرا 5 نقاط، وفريق تعاون بعدان وهوالوحيد الذي يمتلك خبرة المشاركة والمنافسة في دوري الثانية لم تسعفه ظروفه المحيطة به في تقديم الأفضل هذه المرة، ونفس الوضع يتكرر بشكل أو بآخر في حصاد فرق المجموعة الثانية حيث يتصدرها فريق وحدة صنعاء برصيد 21 نقطة، وبفارق غير مريح عن فريق العروبة الذي حل ثانيا برصيد 19 نقطة ، وهو ثمرة دمج فريقي السبعين والأمن المركزي الذي ظهر ندا قويا مستفيدا من القدرات الفنية والمهارات لدى لاعبي فريق السبعين والأمن المركزي ليأتي فريق سيئون ثالثا 15 نقطة بعد أن فقد صدارته للمجموعة إثر خسارته المفاجئة وغير المتوقعة من فريق ريان ساه والذي يقبع في ذيل ترتيب فرق المجموعة برصيد 6 نقاط.

أما فريق تضامن شبوة والذي لم يستفد كثيرا من تداعيات الزخم المتعاظم والدفعة القوية التي أحدثتها تواجد الشخصية الوطنية والرياضية والاجتماعية المعروفة عارف عوض الزوكا في رئاسة النادي حيث تباطأ سيره في مجال التنافس ليحتل المركزالرابع برصيد 14 نقطة، فيما تساوت فرق الخبرة والتاريخ والوهج برصيد موحد 11 نقطة، أولهم شمسان الفريق العدني الوحيد في منافسات دوري الدرجة الثانية، والجبل الشمساني افتقد هذه المرة الكثير من قوته وجبروته وشموخه وابتعد عن المنافسة للعودة الموفقة إلى موقعه الحقيقي واللائق به ، ويأمل محبو البرتقال العدني أن تحدث عودة مدربه القديم الجديد الكابتن جمال نديم لقيادته في دور الإياب، لعل القادم يكون خيرا ليزدهر حقل البرتقال في رحاب الجبل وتتحقق الآمال والأمنيات بعودة الجبل كما كان لا يهزه الريح..وثانيهم فريق شباب الجيل من أعرق فرق الساحل الغربي الحديدة وجاء في المركز السادس بفارق الأهداف.

ويبدو أن مماحكات وصراعات أهل البيت الجيلاوي قد عصفت به بعيدا عن تحقيق حلمه المنتظر بتجاوز عثرة الهبوط سريعا وثالثهم فريق خنفر الفريق الأبيني العريق سابع الترتيب بفارق الأهداف.

هذا الفريق الخنفري بدا بداية جيدة ولكنه سرعان ما تراجع مستواه ليستقر في منطقة الوسط، وهي منطقة غير آمنة بالمرة، وعلى الفرق الثلاث إن هي أرادت إدراك الموقف، والتحسين من موقعها، عليها بالكثير من البذل والجهد والمثابرة، وما ذلك على قدرات شباب الفرق الكبيرة بعسير.

ويقبع في قاع هذه المجموعة كل من 26 سبتمبر من البيضاء ثامنا 9 نقاط وشباب عبس تاسعا 6 نقاط بفارق الأهداف صاحب العروض المتواضعة هذه المرة والنتائج المتأرجحة.

شمسان
شمسان
معادلة الريان

أما عن فريق ريان ساه فحدث ولا حرج حيث احتل الفريق ذيل الترتيب برصيد 6 نقاط بفارق الأهداف ، هذا الفريق الذي لازمه حسن الطالع والحظ الجيد في الموسم قبل الماضي، حيث جاء تأهله إلى دوري الثانية بعد مباراة فاصلة كسبها أمام 14 اكتوبر من شبوة، وفي الموسم الماضي حقق مفاجأة من الوزن الثقيل بجمعه أربع نقاط من فريق التلال من فوز وتعادل، كما أن الريان احتفظ بمقعده في دوري الثانية في اللحظات الأخيرة عبر مباراة فاصلة أخرى كان الحظ السعيد إلى جانبه للمرة الثانية على التوالي وذلك بفوزه على فريق شباب القدس وضمان البقاء في الثانية،لكن دوام الحال من المحال فقد تغيرت الصورة بالنسبة لفريق ريان ساه وتبدل الحال وانقلب الوضع رأسا على عقب، فظهر الفريق تائها متواضعا مفتقدا لروح الحماس والحيوية، ويبدو أن الحظ قد جانبه وخانه التوفيق وبصورة شديدة الوضوح، والتي رسمت أكثر من علامة تساؤل واستفسارات حول ماحل بهذا الفريق المثابر الذي كان ملء المكان والزمان وفرض نفسه وبثقة شديدة، فلماذا فرض الفريق بكل ذلك وتحول من منافس شديد الندية إلى فريق مستسلم كل الاستسلام وتحول إلى محطة عبور لفرق مجموعته التي تجاوزته بكل يسر وسهولة؟ فهل يعود هذا الفريق ريان العطاء والجهد والحصاد في دور الإياب؟

الفرصة الاخيرة

الآن دور الإياب على مرمى حجر من انطلاقه بعد غد الأربعاء تجد فرق دوري الثانية نفسها وجها لوجه أمام الفرصة الأخيرة، وأن تقارب الحصاد بين فرق المجموعتين الأولى والثانية سيشعل جذوة الحماس بينها إلى حد بعيد.

فأصحاب الصدارة سيسعون جاهدين إلى الابتعاد بها من خلال تواصل مشوار التفوق وبخطا واثقة لارتقاء الأريكة العالية وانتزاع البطولة وتحقيق حلم الصعود والعودة إلى الأضواء ومنافسات النخبة، فيما فرق الوسط لن تقبل بوضعها الحالي بالبقاء على هامش التنافس الكروي كمن يرقص على السلم لا يشعر بهم أحد أو أن يتحولوا مجرد كومبارس وتكملة عدد، ولكن البعض يجد في بقائه في دائرة الوسط متعة كبرى وفرصة سانحة للاستمتاع بالدفء والهدوء بعيدا عن صخب الصدارة وأنين القاع.

شباب الجيل
شباب الجيل
أما أهل القاع فإن مهمتهم ستكون هي الأصعب وعليهم ممارسة انتزاع النقاط انتزاعا من فك السباع حيث يطاردهم بلا هودة شبح الهبوط والوقت لا يسعفهم كثيرا للإفلات والهروب من هذا الشبح المخيف، ولذا فهم يتشبثون حتى ولو بقشة للنجاة من الغرق في بحر الظلمات والانزواء بعيدا عن الأضواء والخروج من مولد دوري الثانية بلاحمص.

هكذا نجد بأنه لا مجال في الفرصة الأخيرة الضيقة للتراخي والاستكانة والخمول ولابد من مضاعفة الجهد والبذل والسعي الجاد والاجتهاد والمثابرة.

ترى من يخدمه (مد) العطاء المثابر والجهد الجزيل ويرفعه إلى مكان في الصدارة على منصة التتويج، ومن يجرفه تيار (الجزر) إلى الهاوية؟!!

(حقا لكل مجتهد نصيب).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى