في الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الفساد في القطاع الصحي بتعز .. نقابة المهن الطبية تشكل لجانا لمراقبة المرافق الصحية للكشف عن عمليات الفساد فيها و تعريتها أمام المجتمع

> تعز «الأيام» رياض الأديب

>
اختتمت يوم أمس أعمال الدورة التدريبية الخاصة بمكافحة الفساد في القطاع الصحي بمحافظة تعز، التي استمرت لمدة يومين، ونظمتها نقابة المهن الفنية الطبية بالشراكة مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد قطاع منظمات المجتمع المدني والمعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية (NDI)،واستهدفت 30 متدربا من القطاع الصحي.

وقد تمخض عن الدورة- التي عقدت صباح أمس الأول- عدة قرارات، نتج عنها تشكيل لجان رئيسية وفرعية على مستوى المحافظات و المديريات، مهمتها النزول الميداني ومراقبة المستشفيات الحكومية والمرافق الصحية، للكشف عن عمليات الفساد التي تتم في هذه المرافق و تعريتها أمام المجتمع.

الأستاذة بشرى اللسواس كبير مسؤولي البرامج في المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية كانت قد تمنت في كلمة الافتتاح أن ترى فاسدا خلف القضبان.. معتبرة هذا الأمر هدفا بعيد المدى، وقالت: «ليكن الهدف القريب هو ثقافة مناهضة للفساد من خلال مجتمع كامل، بحيث يعطى لكل فرد الدور الحقيقي في مكافحته ونبذه كثقافة موجودة في بيوتنا أحيانا و في أعمالنا و الشوارع أحيانا أخرى». وأضافت اللسواس: «لو تحدثنا عن الفساد، خاصة في مجتمع نام مثل مجتمعنا فإننا سنؤلف كتباً كثيرة»، مشيرة إلى أن «البرنامج يأتي ضمن برنامج المنح الصغرى لتعزيز دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد, كون هذه المنظمات لا تقل أهمية عن دور المجتمع الدولي أو الجهات الحكومية و الرسمية» .

عبدالجليل الزريقي الأمين العام لنقابة المهن الفنية الطبية بتعز أعتبر من جانبه أن «قطاع الصحة وأوضاع المستشفيات لا تشرف أحدا، كون قطاع الصحة بيد قوى فاسدة لا ترحم أحدا من أبناء هذا المجتمع». وأضاف: «إن الفساد في القطاع الصحي هو من أخطر أنواع الفساد على الحياة وحقوق الإنسان، كونه فسادا قاتلا بشكل يومي للمرأة و الطفل والشباب والرجال على حد سواء».

وأوضح أمين عام النقابة أن «هناك ملفات كبيرة تدل على ذلك الفساد، ولكن لا يوجد من يحاسبهم، بل هناك من يحميهم»، مشيرا إلى أن «النقابة قد سلمت ملفات فساد إلى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد خلال العام الماضي وكذلك إلى نيابة الأموال العامة ومازالت النتائج تنتظر».

وأكد الزريقي «أهمية أن تبني تحالفات مع كل قوى الخير والتحديث في هذا البلد فيما يخص القضايا الوطنية لما لها من أهمية في المفهوم النضالي، ولابد من بناء شراكة وتحالفات لمواجهة الفساد اجتماعياً».

وقال أيضا: «إن المحاكمة المجتمعية لها أثرها الكبير على قوى الفساد عندما ننعتهم وننبذهم اجتماعياً ونحسسهم بنتانتهم في مجتمعنا.. هناك يكون الدور الكبير الذي يجب أن يقوم به كل فرد شريف».

وأردف: «إن ما وصلنا إليه اليوم من وضع خطير ومزر هو نتاج غياب الدولة، وكذا تغيب المجتمع بالشراكة في صناعات القرار ولإبراز دور المجتمع الواعي لحقوقه والمدافع عن مكاسبه.. وإيجاد الحكم الرشيد والدولة الديمقراطية النزيهة».

من جانبه اعتبر توفيق الشعبي منسق منظمة (هود) بتعز أن الفساد «أصبح ظاهرة عامة في البلد، وأن مكافحته تعد من مهمة الجميع». وأضاف: «ينبغي ألا نلقي باللوم على الحكومة، فإذا كانت الحكومة أو السلطة هي منتجة الفساد فيجب أن لا ننتظر الشيء الكثير منها، فالدور الفاعل والمهم والأساسي يجب أن يكون على عاتقنا نحن في منظمات المجتمع المدني». واستطرد توفيق الشعبي في كلمة النقابات والمنظمات: «أصبح الفساد مقلقا للغاية لنا جميعاً ابتداءً من الأسرة وصولاً إلى المجتمع كله، حيث صار في كافة مؤسسات الدولة بلا استثناء» .

و أردف: «إن وجدت سلطة عاجزة أو منتجة أو ترعرع فيها الفساد فالدور الأول أو السلوك الأول يقع على عاتقنا كمنظمات مجتمع مدني، في أن نقوم بمقاومة الفساد والمتمثل في كشف وفضح مكامنه وعملياته في أطرنا النقابية بالعمل الجماعي وإظهاره للرأي العام».

وأوضح أن «الفساد إذا استشرى وصار ظاهرة عامة كما هو حاله في اليمن يجب علينا أن نواجهه بأشكال مختلفة ومتعددة ومن كافة المواقع والأماكن والمؤسسات ابتداءً بالفرد والمؤسسة والنقابة والمنظمة، كل يعمل في مجاله».و دعا منسق (هود) إلى «مكافحة و مقاومة الفساد، بقوله: «يجب علينا أن ننهج نهجين لمكافحة الفساد في ظل الوضع الذي نحن فيه، ابتداءً بمقاومة الفساد ثم الانتقال إلى مرحلة منع الفساد، وهذه المرحلة لا تأتي إلا بعد المرحلة الأولى المتمثلة في مقاومته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى