اهتزاز الكبار..و(لوجاريثم) الدوري المصري .. أخطاء لجوزيه..والزمالك «يترنح»

> القاهرة «الأيام الرياضي» عن الجمهورية المصرية:

> غريب حقا أمر الدوري المصري خلال الأسابيع الأخيرة..الكبير يتراجع..وأهل الوسط يرقصون علي حبل الثقة والغناء. وأهل القاع يستيقظون فجأة!!..ولا أعرف هل هو ارتباك مفاجيء للكبار..أم تعملق مؤقت للصغار؟!!

الأسبوع العشرون شهد نتائج البعض يعتبرها من باب المفاجآت..والآخر يعتبرها متوقعة..فعندما يخسر الأهلي من الاسماعيلي في القاهرة فهي مفاجأة في نظر البعض بينما يرى الآخر أنها نتيجة طبيعية لأسباب كثيرة وعندما يخسر الزمالك نقطتين جديدتين بالتعادل مع الترسانة ساكن القاع يعتبرها البعض مفاجأة رغم أنها نتيجة طبيعية بالمقارنة بمستوى الزمالك خلال الفترة الأخيرة.

وعندما يتعادل بتروجيت مع المقاولون ويهدر الفريق البترولي فرصة الاقتراب من الأهلي يعتبرها البعض خسارة كبيرة لبتروجيت وأكبر مكسب للمقاولون الذي يريد أن يفلت من الخطر!! وفوز إنبي على الاتحاد 3/2 بعد أن كان مهزوما بهدف ثم بهدفين كانت مفاجأة سعيدة للفريق على حساب أبناء الاتحاد..وتعادل الأولمبي مع بترول أسيوط 2/2 يؤكد أن أزمة الأولمبي مستمرة..بينما فوز الحدود على الغزل والطلائع على الشرطة نتائج طبيعية!!

والحديث عن هزيمة الأهلي من الاسماعيلي تحتاج لمجلدات وقبل أن تذكر الأسباب لا بد أن نشيد بكل الفرق التي تلعب أمام الأهلي والزمالك مهما كان ترتيبها في الجدول فهي تتألق وتبدع وتفوز أو تتعادل أو على الأقل تريد أن تحرج الكبار وكأنها تعلن عن وجودها فالأهلي خسر من قبل أمام المصري واتحاد الشرطة وتعادل في أربع مباريات وهي فرق أقل خبرة وتاريخا وإمكانيات ومهارات فردية وأداء جماعي.. لكن لماذا تتعملق تلك الفرق أمام الأهلي والزمالك ثم تجدها تخسر وتتراجع في اللقاء التالي ومع فرق أقل منها بكثير!!

المؤكد أنها رغبة اللاعب في إثبات وجوده أمام كاميرات التليفزيون وكأنه يعرض نفسه في المعرض الكروي الجماهيري ليرفع سعره في بورصة اللاعبين..لكن هناك فوارق!! فعندما يلعب أمام الأهلي هذا الموسم يعرف أنه يلعب أمام البطل القوي المرشح وحامل اللقب صاحب نجوم المنتخب والجماهيرية فيريد أن يثبت وجوده أمام الكبار!! وعندما يلعب أمام الزمالك..فهو يعرف جيدا أن الفريق لم يعد الأسد المرعب. بل هو لقمة سائغة للجميع الكل يفوز عليه. وهو فرصة للتألق وجمع ثلاث نقاط ولفت نظر الاعلام..إذا الهدف واحد وهو الفوز.. لكن الأسباب مختلفة في كل لقاء ولدى كل لاعب منافس.

كانت هزيمة الأهلي هي الشغل الشاغل وحديث الجميع لأكثر من سبب:أولا:لأنها جاءت بعد تصريحات عنترية لجوزيه بأنه سيفوز بالدوري وبفارق 15 نقطة عن الثاني..وربما يكون هذا التصريح قد أعطى اللاعبين ثقة وغرورا فيلعبون باستهتار. والخطأ هنا من المدرب الذي لا يضع حدا ما بين الثقة في النفس والفريق..أو الغرور والكبرياء..وقد جاء كلامه من باب الغرور أو قل الثقة أكثر من اللازم..فلعب الفريق بنفس القدر من الثقة الزائدة في الفوز أي انهم عكسوا توجهات جوزيه!!

السبب الثاني..ويجب ألا نغفله أن الاسماعيلي كان الأفضل في كل شيء..لعبا وسيطرة ونتيجة وثقة في النفس..ويجب أن نعطي هذا الفريق حقه كاملا ليس بصفته الثاني في الترتيب..ولكن لأنه فريق يضم كفاءات تستحق الاحترام وإلا فلماذا يطارد الأهلي والزمالك لاعبي الاسماعيلي؟!!

السبب الثالث..أن الأهلي يمر منذ فترة وبالتحديد منذ منتصف الموسم الماضي بحالة ارهاق وتعب قد تعذر الجهاز الفني فيها من جراء كثرة المشاركات داخليا وخارجيا.. وظهر هذا واضحا على العديد من العناصر الأساسية والإصابات كثيرة لبعض النجوم الذين غابوا..مقابل الروح وراح الفريق في «شربة» ميه!!

السبب الرابع..لن أتحدث عن قضية ثابتة الأركان وهي معدل أعمار اللاعبين مع احترامنا الكامل لهم كنجوم ولكن هي سنة الحياة..فالمدرب الذكي هو الذي يعمل حساب المستقبل وعندما يشتري لاعبين جدد يضعهم في حساباته للعب وليس عرضهم في الثلاجة!!..والأهلي يضم لاعبين على أعلى مستوى بعضهم أخذ الفرصة لدقائق وأجاد لكنه عاد لدرج الثلاجة..وبعضهم لم يذق طعم مباراة كاملة أو شوطاً كاملاً..رغم نجوميته..ورغم ذلك محكوم عليه بالسجن الأزلي داخل الدكة!!

السبب الخامس.. أن النجوم الكبار عندما أصيبوا أو أوقفوا لم يكن البديل على نفس الكفاءة!! يا ترى من المسئول؟! اللاعب الذي وجد نفسه فجأة من الدار للنار؟! أم المدرب الذي يحبسه مثل كلب الحراسة ثم يطلقه مرة واحدة لينهش في الجميع..أو يطلق عليه البعض النار..وهذا ما يحدث الآن!!

السبب السادس..أن التغيير في التشكيل يختلف طبقا للأسباب والظروف..فلو كان الهدف هو الإحلال والتجديد بسبب الأعمار السنية..فيجب أن يكون بهدوء..مع الصبر على اللاعب الجديد حتى يأخذ فرصته كاملة وأما أن يثبت وجوده أو يفشل وتصرف النظر عنه!!..والتجديد والإحلال لا يتم في يوم وليلة..ومن الصعب أن يحدث فجأة.. ودور الجهاز الفني أن يجيد اختيار التوقيت والمنافس الذي سيلعب أمامه البديل وظروف المباراة وأهميتها حتى لا يخطيء خطأ ينهي مشواره..لكن الأهم من ذلك أن يحدد المدرب أي الخطوط والمراكز التي هي في حاجة ماسة للإحلال والتجديد..ولنطبق هذا الكلام على الأهلي..هذا مع الوضع في الاعتبار كفاءة جوزيه وقدرته على إدارة المباريات ولا شك في ذلك.

الأهلي دخل مرماه 16 هدفا حتى الآن.. وهي نسبة كبيرة بالمقارنة بالسنوات السابقة الله يرحم أيام كانت فيها شباك الأهلي تظل نظيفة طوال الموسم..اسألوا إكرامي أو ثابت البطل رحمة الله عليه!!

والأهلي خسر هذا الموسم ثلاث مباريات من المصري والشرطة ثم الاسماعيلي وتعادل 4 مرات مع المقاولون وإنبي والطلائع وبتروجيت..معظم هذه النتائج أو الأهداف من أخطاء دفاعية وأعلن حسام البدري ذلك رسميا في كل مؤتمر صحفي..هذا يؤكد أن خط دفاع الأهلي هو الذي اهتز بشكل كبير.. وهو أكبر خطوط الأهلي في المعدلات السنية فوق الثلاثين.. ورغم ذلك..الحظ ثابت مع احترامنا للجميع..بينما اللعب والتعديل والتغيير يحدث في أماكن ومراكز أخرى..ولذلك كل الأهداف التي تدخل مرمى الأهلي بأخطاء إما من الدفاع أو مشاركة مع حارس المرمى.

والعيب أن نقلل من فريق الاسماعيلي ونقول أن فوزه جاء لغياب عناصر مؤثرة في الأهلي مثل أبو تريكة وأحمد حسن وفتحي وحسام عاشور وغيرهم..لأنهم جميعا غابوا من قبل وفاز الأهلي..حتى أحمد حسن الكبير يسحبه المدرب في كل مباراة ويفوز الأهلي.. فالفوز الذي حققه الاسماعيلي كان عن جدارة واستحقاق لعبا وسيطرة..والهزيمة الأهلاوية جاءت أيضا لسبق إصرار وترصد للثقة الزائدة والغرور..لأن الاعلان عن الفوز ببطولة الدوري بفارق 15 نقطة من منتصف المنافسة فيه غرور وكبرياء..وممكن أن يحدث بالفعل..ولكن هل هذا يليق من مدرب مهما كانت إمكاناته؟!!..صحيح أن الحياة لن تتوقف يا جوزيه..وسيفوز الأهلي بالدوري لأن من يفوز على الأهلي تصيبه اللعنة ويخسر في اللقاء التالي..ولأن الأهلي نفسه طويل..والزمالك في حالة ضياع.. ولكن الاعتدال واجب..يا جوزيه!!

ويكفي أن الأهلي خسر حتى الآن 17 نقطة من 57 نقطة وهي نسبة كبيرة.. صحيح له مباراة مؤجلة ولكن الأهلي هو الأمل في المنتخب دائما!!ومباراته المؤجلة سترفع من رصيده وسيستفيق ويحقق اللقب..مع احترامي للكبار : الاسماعيلي وإنبي وبتروجيت.

ماذا نقول عن الزمالك وقد تعودنا عليه هذا الموسم..فريق «للخلف در» .. كلامنا أصبح معادا ومكررا..ويغضب الجميع رغم أننا ينبغي الاصلاح والله أعلم..لن نعقب على ما يحدث للفريق ومن اللاعبين..لكن دعونا نسأل:ماذا لو لعب الزمالك بدون مدرب؟!

أعتقد أنه سيخسر أو يتعادل بنفس الطريقة..أي أن العيب أصبح في اللاعبين بعد أن انعكست أحوال النادي عليهم.. الأهلاوية الذين غضبوا لهزيمة الأهلي يتحدثون عن الزمالك أكثر..لكنهم في حالة اطمئنان على فريقهم..لأن الزمالك خرج ولم يعد من البطولة!!

العجيب أن الكل طمعان في الزمالك..كل فرق الدوري المهددة تنتظر الزمالك وتعد واحد..إثنين..ثلاثة..لجمع النقاط وكأن الزمالك أصبح حصالة الدوري لكل الفرق حتى أنه خسر حتى الآن 36 نقطة من عشرين مباراة أي أنه حقق نسبة 40% فقط من النقاط..بينما نسبة تهديفه للنجوم الذين يحصلون على الملايين عشرين هدفا في عشرين مباراة..ودخل مرماه 19 هدفا!!

هذه الأرقام تكشف مدى القصور الهجومي والدفاعي أيضا وتكشف نجوم الملايين الذين لا يستحقون الملاليم.

لكن أجمل ما في الدوري الآن هو التحكيم..الذي تحسن بشكل كبير عنه في الدور الأول..ويكفي أن المدربين أو الأندية لم يعترضوا والجماهير لم تعد تسب الحكام كما كان يحدث من قبل..والأهداف بعيدة عن الشكوك.

أما فريق الترسانة الذي يضم مجموعة لاعبين يكرهون بعضهم البعض..فقد تغير أداء المجموعة أمام الزمالك..ولا أعرف كان فين هذا الأداء من زمان؟! وأيضا الأولمبي الذي ظل يخسر..ثم بدأ يفوز ويتعادل..لكن هل هذه النتائج المتأخرة ستنقذ فرقاً معرضة للهبوط؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى