> في صورة رائعة لمقاومة الواقع المر وتحدي الظروف القاهرة وقهر المستحيل جاءت الحصيلة النهائية لفريق وحدة عدن في دور الذهاب من الدوري العام، فقد أنهى الوحدة العدني هذا الدور باحتلال المركز الثالث بعد أن حصد 24نقطة كانت كافية لتجعله متقدماً على أندية كبيرة ليست في التاريخ والإنجازات، بل في الإمكانيات والمنشآت.

شباب الفيحاء كانوا عند مستوى المسؤولية وكانوا (رجالاً) بحق وهم يخوضون غمار الدوري في ظل ظروف صعبة كانت السبب في مرات عدة في إزاحة فرق كبيرة عن المشهد الكروي الأبرز في بلادنا..كانوا يلعبون في ظل غياب أو قل عدم استقرار إداري،وغياب الدعم المالي والمعنوي،ولم يجعلوا من ذلك الغياب سبباً للتراخي واختلاق الأعذار والمبررات وبالتالي يتخاذلون ويصبح فريقهم فريسة سهلة لصيد المنافسين بل اعتبروها عنواناً لتحدي الذات والتآلق على المساحات الخضراء، ليثبتوا للكل بمن فيهم من غضوا أبصارهم عن النادي وأحجموا عن دعمه بالمال، أسوة بالأندية الأخرى التي لم تتوقف حنفيات أموالهم عن الصب في أحواضها.

فتيان الشيخ عثمان معقل الهلال والواي سابقاً عملوا تحت قيادة المدرب الصبور والخلوق جداً أحمد صالح الراعي ما لم يعمله غيرهم، حتى ظفروا بالمركز الثالث مزاحمين الكبار على المقدمة تاركين مراكز الوسط وذيل القائمة لغيرهم ممن يحصلون على رواتبهم وحوافزهم بانتظام،وعلى رحلات العلاج والسفريات،ويتم جلب المدربين واللاعبين الأجانب لتدريبهم واللعب إلى جانبهم..بيارق الهاشمي الفتيان الصغار قليلي الخبرة يعلمون تماماً أنهم محل رصد ومراقبة عيون الجمهور الأخضر الكبير ويشعرون أنهم يتحملون مسؤولية إعادة الوحدة العدني إلى موقعه الطبيعي وإحياء أمجاده الرياضية الكبيرة ومحو الصورة السيئة عن النادي في السنوات الأخيرة، عندما كان يمر بظروف قاهرة أبعدته عن الأضواء طويلاً، فعليهم أن يجعلوا من موقع فريقهم في الترتيب النهائي لذهاب الدوري مجرد محطة توقف مؤقتة ينطلق منها الفريق مجدداً صوب القمة والعودة بدرع الدوري إلى مدينة الشيخ عثمان التواقة جداً لعودة الانتصارات الرياضية.