امريكا: أدلة متنامية بشأن نشاط نووي سري في سوريا

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

> قالت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إن الأدلة تتزايد لدى مفتشي الأمم المتحدة على وجود نشاط نووي سري في سوريا وقال حلفاء أوروبيون إن غياب الشفافية من جانب سوريا يستلزم أقصى درجات التدقيق.

وتدرس الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقارير للمخابرات الأمريكية أفادت بأن سوريا كادت تنتهي من بناء مفاعل نووي ذي تصميم كوري شمالي بهدف انتاج بلوتونيوم من الدرجة التي تستخدم في صنع أسلحة نووية قبل أن تقصفه إسرائيل في عام 2007.

وقالت الوكالة الدولية الشهر الماضي إن مفتشيها عثروا على ما يكفي من اثار اليورانيوم - في عينات من التربة أخذت في يونيو حزيران خلال زيارة سمحت بها سوريا للموقع الذي قصفته إسرائيل - ليشكل كشفا "ملموسا" وكشفت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية قبل القصف عن وجود مبنى يشبه مفاعلا نوويا.

لكن تقرير الوكالة الدولية قال إن سوريا تذرعت بأسباب مرتبطة بالأمن القومي لتتجاهل طلبات كثيرة منها للسماح بالوصول إلى مواقع ووثائق لدعم تأكيدها بأن الهدف الذي قصفته إسرائيل كان مبنى عسكريا تقليديا خالصا.

وقال جريجوري شولت سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية خلال نقاش أجراه مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 بلدا في فيينا "هذا التقرير يأتي ضمن الأدلة المتنامية على وجود أنشطة نووية سرية في سوريا."

واضاف "يجب أن نفهم سبب وجود مثل تلك المواد (اليورانيوم) .. المواد التي لم يتم إشعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بها في السابق .. في سوريا. ولا يمكن حدوث ذلك إلا إذا تعاونت سوريا كما هو مطلوب."

وقال إن من الضروري أيضا أن تسمح سوريا للمفتشين بفحص الحطام الذي تمت إزالته على الفور بعد الهجوم الإسرائيلي من المنشأة التي تعرضت للقصف إلى مكان غير معلوم.

وتابع أن ذلك ينطبق أيضا على ثلاثة مواقع عسكرية أخرى أظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية أن سوريا "طهرتها" وغيرت شكلها ونقلت المعدات التي كانت بها بعد فترة وجيزة من طلب الوكالة الدولية فحصها.

وقالت دمشق الأسبوع الماضي إن آثار اليورانيوم ليست ذات أهمية وإنها جاءت من اليورانيوم المستنفد المستخدم في الذخائر الإسرائيلية فيما يتناقض مع كشف للوكالة الدولية قال إن ذلك يورانيوم معالج كيميائيا غير مدرج في قائمة سوريا المعلنة بالمواد النووية.

ولمحت سوريا أيضا إلى أن التحاليل التي أجرتها الوكالة الدولية خاطئة والصور التي سلمتها واشنطن للوكالة وتقول انها التقطت بواسطة الأقمار الصناعية ملفقة.

والموقع النووي الوحيد المعلن من جانب سوريا هو مفاعل بحثي قديم ولا يعرف انها تمتلك قدرة على توليد الطاقة الكهربية باستخدام مفاعلات نووية.

وفي بيان إلى الاجتماع المغلق للوكالة الدولية عبر الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 عضوا عن قلقه إزاء "احتمال أن تكون سوريا لم تعلن عن كل منشآتها النووية".

وقال "أي معوقات أو تأخيرات غير ضرورية أو غياب للتعاون ... يقوض مصداقية قدرات الوكالة على التحقق. ولذلك فمثل هذه الحالات تستحق كل الاهتمام منا."

وذكر دبلوماسيون في فيينا أن سوريا أبلغت الوكالة الدولية بأنها بنت موقعا للصواريخ في المنطقة الصحراوية التي قصفتها إسرائيل وهو إعلان يهدف فيما يبدو لتعزيز الرفض السوري للسماح للوكالة الدولية بالوصول إلى أي مواقع استنادا لأسباب مرتبطة بالأمن القومي.

(شاركت في التغطية سيلفيا ويستول) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى