البشير:المحكمة وقضاتها ومدعيها وكل من يدعمها «تحت جزمتي»

> الفاشر «الأيام» عبد المنعم أبو إدريس علي:

>
الرئيس البشير يلوح بيده لمؤيديه في أحد شوارع الفاشر بشمال دارفور أمس
الرئيس البشير يلوح بيده لمؤيديه في أحد شوارع الفاشر بشمال دارفور أمس
هدد الرئيس السوداني عمر البشير أمس المنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين الأجانب وقوات الأمم المتحدة المنتشرة في السودان بالطرد إذا لم يحترموا قوانين بلاده.

وألقى البشير كلمة في مؤتمر جماهيري في الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور وموطن العديد من المخيمات التي يقطنها عشرات الآلاف من النازحين الفارين من القتال في المنطقة.

وقال البشير للجماهير: «يتحدثون وكأنهم سادة العالم ..ولكننا لن نسلم أيا من مواطنينا».

وقال البشير إن المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها ومدعيها وكل من يدعمها «تحت جزمتي».

وحذر الرئيس السوداني منظمات الإغاثة الدولية والدبلوماسيين من أنه يتعين عليهم احترام سيادة السودان ، مؤكدا «من يعتدي على استقلال السودان سنطرده».

ووصف البشير الغرب بأنه «غير مؤهل للحديث عن العدالة و حقوق الإنسان ، وعن إبادة جماعية وهم الذين أبادوا الهنود الحمر في أمريكا و ألقوا بالرقيق الأفارقة فى البحر واستخدموا البقية فى بناء الاقتصاد كما ضربوا اليابان بالقنبلة الذرية».

وقال البشير :«الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كذب على شعبه وكذب على الدنيا كلها وزعم بوجود أسلحة دمار شامل فى العراق وقتل مليونين وهجر خمسة ملايين عراقي وبلغ عدد القتلى واللاجئين في العراق أكثر من سكان دارفور كلها ولا يشكل ذلك جريمة لأن الفاعل أمريكا تريد قتل الآخرين لتبقى هى لتعيش».

وقال البشير :«السودان أول دولة في جنوب الصحراء تنال استقلالها ولا يمكن أن تكون أول دولة يعاد استعمارها» ، وتعهد البشير بأن يكون رده على «مزاعم ما يسمى بالجنائية الدولية هو المزيد من التنمية».

ودافع الرئيس السوداني في مؤتمر جماهيري أمس عن قراره بطرد 13 من منظمات الإغاثة الدولية متعللا بأنهم «جواسيس» و «لصوص».

وجدد اتهاماته لهيئات الإغاثة التي تم طردها من الإقليم بـ«سرقة أموال المساعدات»، وأوضح أن هذه المنظمات حصلت على نحو ملياري دولار وصل منها إلى أهل دارفور أقل من مئتي مليون.

وقال البشير «إذا كان الناس يريدون حربنا فليأتوا إلى هنا ويواجهوننا وجها لوجه».

وقال إنه لن يدع أمر الاعتقال «يخرب السلام» بين شمال السودان وجنوبه.

وقال إنه رفض كذلك إقالة الوزير أحمد هارون الذي اتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور، ورفضت الخرطوم تسليمه.

ودخل البشير إلى مدينة الفاشر في سيارة مفتوحة يحيط به المؤيدون ملوحين بأعلام السودان وصور الرئيس وهاتفين «يسقط يسقط أوكامبو» في إشارة إلى مدعي عام المحكمة الجنائية لويس مورينو-أوكامبو.

وتشكل زيارة البشير إلى دارفور تحديا للعواصم الغربية التي ضاعفت انتقاداتها له بعد قراره طرد 13 من أكبر المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة.

ودعت الولايات المتحدة ودول أخرى السودان الخميس الماضي إلى التراجع عن هذا القرار الذي انتقده الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أيضا.

وقالت السلطات السودانية إنها ستقوم بتولي مهمة تقديم الخدمات التي كانت تقدمها المنظمات غير الحكومية التي أنهت تفويضها.

وقال البشير «سنقوم بسد الفراغ» الناجم عن رحيل المنظمات غير الحكومية، من دون أن يعطي تفاصيل حول ما تنوي الحكومة القيام به.

وأفاد موقع سودان ميديا سنتر المقرب من الأجهزة الأمنية بأن الخرطوم تعد «خطة بديلة» من خلال التعاون مع المنظمات الوطنية ومنظمات غير حكومية «صديقة».

وكان مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني دعا أمس الأول السبت منظمات إغاثة إلـى نقل نشـاطها إلى الصليب الأحمر الدولي.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن قرار الطرد نهائي، لاتهام هذه المنظمات برفع تقارير «ملفقة» إلى المحكمة الجنائية.

وحذرت هيئات الأمم المتحدة في السودان في بيان أنه «من غير الممكن خلال مهلة معقولة توفير الخبرات والإمكانية التي كانت توفرها المنظمات غير الحكومية منذ فترة طويلة».

وتنشط نحو 80 منظمة دولية في دارفور، لكن تلك التي أبلغت بقرار الطرد كانت تتولى إدارة أكثر من نصف عمليات الإغاثة الإنسانية، وفق الأمم المتحدة.

وتخشى الأمم المتحدة أن يتضرر أكثر من مليون شخص في غياب هذه المنظمات ووقف جزء كبير من عمليات الإغاثة.

وحذرت الأمم المتحدة من أنه إن لم يتم استئناف المساعدات التي كانت تقدمها هذه المنظمات خلال فترة قصيرة، فإن ذلك سيخلف آثارا عميقة على ملايين السودانيين.

ويعمل الرئيس السوداني (65 عاما) على حشد تأييد السودانيين في تصديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية و«الاستعمار الجديد» المتمثل بالدول الغربية.

وقبل أن يلقي البشير خطابه، تعاقب مسؤولون من درافور على المنصة لدعوة السكان إلى دعم الرئيس في فترة الأزمة وخصوصا بالتشديد على العنصر القبلي واستمالة قبيلة الزغاوة القوية في دارفور.

وينتمي زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة خليل إبراهيم إلى الزغاوة.

وحضر خطاب البشير رودولف أدادا الممثل الخاص للقوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التي تنشر 15500 جندي وشرطي في دارفور، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان أشرف قاضي.

وتشرف القوة المشتركة على تطبيق اتفاق سلام وقع في 2006 بين الحكومة وفصيل جيش تحرير السودان بزعامة ميني ميناوي الذي ينتمي إلى الزغاوة كذلك والذي بات متحالفا مع البشير.

ورغم كل مظاهر التأييد والتحدي، يبقى الوضع متوترا في دارفور على المستوى الأمني.

فقد أعلن فصيل الوحدة في جيش تحرير السودان في بيان قبل الزيارة أنه «لا توجد ضمانات» بأن طائرة البشير ستهبط بسلام.

وهددت الحركة بأنها ستستهدف الفاشر.

وكانت اشتبكت مع القوات الحكومية على مشارف المدينة في وقت سابق منذ بداية السنة.

وأعلن بيان من القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في وقت متأخر أمس أن الوضع «هادئ نسبيا» في المنطقة، لكن هناك زيادة في أعمال السطو في غرب دارفور.ا.ف.ب/بي بي سي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى