أندية حضرموت تحت الحصار

> «الأيام الرياضي» عبدالله سعيد بركي:

> ما يعيب أغلب أندية حضرموت، وما يميزها عن أندية المحافظات الأخرى هو الاعتماد الرئيسي والمباشر على الفرق الشعبية،حيث تعتبرها العمود الفقري لدعمها بالمواهب في أنشطتها المختلفة.

بالرغم من بروز ظاهرة خطيرة عصفت بالأندية إلى الدرك الأسفل في مستوياتها المختلفة وهي ظاهرة التعصب والميول اللا محدودة والإخلاص للفرق الشعبية على حساب الأندية، ولم تعِ إدارات تلك الأندية متطلبات المرحلة الحالية التي تتطلب التحرر من حصار سياسة الاعتماد المباشر على الفرق الشعبية، واللجوء إلى الاهتمام بالفئات العمرية والأنشطة المدرسية، وتشفي نفسها من حمى وصداع الفرق الشعبية، وما الخلافات الإدارية والمعارضات الميدانية والانقسامات والشللية والكتابات الصحفية إلا نتاج مشاكل الفرق الشعبية والتعصب لها، والتي ساهمت بشكل كبير في تدهور وانهيار أغلب أندية حضرموت إن لم تكن كلها.

ومن خلال تجربتي في العمل الرياضي لاعباً ومدرباً لبعض أندية حضرموت، لاسيما أندية الوادي ومنذ التحاقي كلاعب بنادي وحدة تريم عام 1988م إلى زمن كتابتي لهذا الموضوع، استنتجت أن اللاعب الذي يأتي من الفرق الشعبية مباشرة إلى الفريق الأول للنادي، دون التدرج في الفئات العمرية وبالذات في السنوات الأخيرة ينشأ على حب الفريق الشعبي وأن إخلاصه له أكثر من النادي، ناهيك عن فكره الرياضي الضعيف، بل وحتى المهاري، وما يدل على صحة كلامي مواقف أغلب اللاعبين السلبية، عندما يحصل أبسط خلاف بين إدارة النادي وفريقه الشعبي، بالإضافة إلى المعاناة التي يعانيها مدربو تلك الأندية عند التعامل مع اللاعبين تكتيكيا أو حتى مهاريا ، والأفظع من ذلك عدم الالتزام والانضباط لحضور التمارين بحجة ارتباطه بفريقه الشعبي،وليس معنى ما سبق من كلامي أنني معارض على وجود الفرق الشعبية بل بالعكس، علماً بأنني واحد ممن دخلوا الأندية من بوابة الفرق الشعبية، وهناك الكثير من اللاعبين الحضارم المميزين والمشهورين الذين وصلوا المنتخبات الوطنية وسطروا لهم تاريخاً رياضياً عريقاً يكشف منجم حضرموت الكروي، أتوا من الفرق الشعبية، ولكن لاعب الأمس يختلف باختلاف السماء والأرض عن لاعب اليوم، ليس فقط في الأمور التكتيكية والمهارية، بل من حيث إخلاصه وحبه لناديه وما يتمتع به من طموح للوصول إلى أرقى المستويات، ولا أنكر أنه في وقتنا هذا يوجد بعض اللاعبين الموهوبين والمخلصين لأنديتهم، إلا أنهم قليل لا يتعدون عدد الأصابع في كل نادٍ.

لذا أتمنى من إدارات الأندية الحضرمية تصحيح مسارها من تلك السياسة البالية وأن تجعل لها استراتيجية متطورة تواكب التطور الرياضي المعاصر، وأن تستفيد من تجارب أندية المحافظات الأخرى، ومن وجهة نظري المتواضعة أن هذه الطريقة خير سبيل للوصول إلى الدرجات العلا، فهل من صاحب قرار شجاع للنهوض بالأندية من جديد بعيداً عن حصار الفرق الشعبية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى