> «الأيام» أحمد يسلم صالح:

داخل المصنع
وتفيد بعض المصادر أن (باتيس) من الأسماء التي يعرف لها شبيه أو مماثل في مناطق حضرموت لأسباب تتعلق بالعلاقات والروابط التاريخية المتبادلة بين يافع وحضرموت.. وتعود أهمية (باتيس) إلى كونها أخصب مناطق دلتا أبين الشهيرة زراعيا، بل أنها عروس الدلتا وتاج أبين المتوج.. وحين أدخل الإنجليز في الأربعينات زراعة القطن طويل التيلة لأول مرة برزت أهمية باتيس من خلال إعداد شبكة منظومة ري حديثة قياسا بمفاهيم ذاك الزمان، لهذا تم إنشاء السدود والقناطر التحويلية لمياه السيول المتدفقة من الوادي الأعظم (بنا)، بل إن بعض المعالم والقنوات ماتزال تحمل أسماء من قاموا بالإشراف والتخطيط لها ومنها(ميكلان).

ناقلات المصنع
باتيس تقدم نفسها
يرتبط اليوم اسم باتيس بمصنعين للإسمنت مصنع إسمنت باتيس (الشركة اليمنية ـ السعودية)، ومصنع إسمنت (الوحدة) التابع للشيخ علي عبدالله العيسائي، حيث تجرى عملية التشييد النهائية بتكلفة تصل في المنشأتين إلى نصف مليار دولار، ويلاحظ أن صناعة الإسمنت مثلت نقطة تحول استثماري جاد للرأسمال اليمني المهاجر والوطني، ومتطلبات هذه الصناعة بالضرورة سيشكل قفزة حقيقية نحو انتعاش الآمال الاقتصادية واستغلال الموارد المتاحة، شريطة أن يواكب هذه الصروح الاقتصادية متطلبات تحسين مجال البنى التحتية، ومنها طرق المواصلات الحديثة التي تواكب متطلبات نقل وتصنيع الإسمنت وإعطاء أبين وباتيس على وجه الخصوص عناية بمستوى الخدمات كالتعليم والصحة وتوفير فرص العمل وتخطيط المناطق السكنية لتلبي التطور المنتظر للمنطقة.
مشروع طريق باتيس - رصد - معربان
طريق باتيس ـ رصد - معربان الذي يجرى الاستعداد حاليا لتنفيذه بمبلغ 42 مليون دولار أمريكي بتمويل من دولة قطر الشقيقة تعد نقطة التحول التي ستعيد لباتيس مكانتها.. وهنا نجدها فرصة طيبة لنفسح المجال للأخ المهندس والرياضي المعروف الكابتن عبد الجبار عباس مدير عام مشروع طريق باتيس ـ رصد ـ معربان 96 كم، الذي قال: «بداية أشكر «الأيام» التي تابعت، بل وجعلت من هذا المشروع الحيوي قضية حياتية لمواطني المنطقة، وكانت معنا خطوة خطوة في تتبع المشروع، وفي هذا الصدد أود القول أنه بعد أن تسلمنا موقع المشروع من الجهة الممولة (دولة قطر الشقيقة) سارعنا في تجهيز مكاتب ومساكن العمال والمهندسين.
وحاليا يجري الانتهاء من تجهيز مكاتب ومساكن الفريق الاستشاري وتزويدها بالماء والكهرباء والاتصالات، ومن الطبيعي أن مشروع كهذا يتطلب إعدادا وتجهيزا كافيين، وتنصب الآن الكسارة الأولى التي تم الانتهاء من تجهيزها، ونعمل حاليا على تركيب كسارة أخرى ثانية، بالإضافة إلى تركيب خلاطة إسفلت حديثة بغرض توفير المواد المطلوبة واللازمة لتنفيذ الأعمال الإنشائية والإسفلتية الضخمة للمشروع.. أما من ناحية أعمال الشق أستطيع القول إن البداية كانت قوية ومبشرة تدل على الجدية والاهتمام والسباق مع الزمن لإنجاز هذا المشروع العملاق في الوقت المحدد، بالرغم من الصعوبات ومنها ما برز مؤخرا كالتقطع ونهب سيارات المشروع، ولا أخفي أن هناك توجيهات مباشرة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الأخ الوزير الكرشمي بضرورة توفير معدات حديثة وجديدة قادرة على إنجاز المشروع حسب البرنامج الزمني المحدد.

المزارع المجاورة للمصنع
ولايسعني في هذا الصدد إلا أن أحيي الأخوة في دولة قطر الشقيقة وكل من يسهم معنا في تنفيذ المشروع وأقصد هنا جميع أبناء المناطق الواقعة في إطار المشروع لتعاونهم وتواصلهم الدائم معنا في تذليل وحل بعض المعوقات التي تبرز بين حين وآخر، وهي بالتأكيد لن تثبط من عزيمتنا ولن تؤثر في إخلاص واهتمام كل الطيبين والخيرين، أقدر الجميع وأعتز باهتمامهم بالطريق».
وعن هموم ومتطلبات باتيس يحدثنا الأخ أحمد بالليل الرهوي عضو المجلس المحلي لخنفر وممثل باتيس في المجلس: «تعد ثانوية باتيس في صدارة اهتمامات الأهالي نظرا للكثافة.
بالإضافة أن هذا التحول القادم إزاء باتيس ونواحيها يواكب إعداد شبكة مجاري تواكب التوسع العمراني، بالإضافة إلى سفلتة الشارع الرئيس وإضفاء بعض اللمسات الجمالية في رصف الشوارع وتشجيرها، ناهيك عن بناء سوق للخضار والأسماك وإعادة صياغة وتجهيز الدفاعات ومعدات السيول كون هناك مخاطر محتملة وإهمال بدأ يطال الساتر الإسمنتي الدفاعي عن المدينة».

الوفد القطري
ومن جانبنا نقول كان من ضمن ماطرحه المحافظ السابق والوزير الحالي محمد صالح شملان ضرورة أن تكون باتيس مديرية اقتصادية نظرا لأهميتها الحالية والمستقبلية.
هل من تصورات عملية في إسهام مصنعي الإسمنت في تحسين وتجهيز بعض متطلبات المدينة، خصوصا وقد سمعنا عن استعداد الشيخ محمد علي العيسائي في بناء مدرسة ثانوية... إلخ، إلى جانب سفلتة الشوارع والإضاءة والمجاري وشبكة المياه.. لماذا لا تتجه النية لبناء معهد صناعي تقني يواكب متطلبات السوق والحاجة في باتيس؟».