باتيس تاج أبين وعروس الدلتا .. آمال على نافذة العصر

> «الأيام» أحمد يسلم صالح:

>
داخل المصنع
داخل المصنع
لايعرف على وجه التحديد سبب التسمية (باتيس) بيد أن أسماء أخرى قد عرفت بها من قبل حينما كانت ذات يوم تمثل نقطة (ترانزيت) لقوافل الجمال والماشية صوب يافع الجبل ـ ردفان، ومحطة مرور لقوافل (ملح الشذو ) القادمة من بيحان شبوة صوب مدينة عدن عبر وادي حطاط الشهير.. كما يذكر من أمده الله بالعمر من آل بيحان ويافع.

وتفيد بعض المصادر أن (باتيس) من الأسماء التي يعرف لها شبيه أو مماثل في مناطق حضرموت لأسباب تتعلق بالعلاقات والروابط التاريخية المتبادلة بين يافع وحضرموت.. وتعود أهمية (باتيس) إلى كونها أخصب مناطق دلتا أبين الشهيرة زراعيا، بل أنها عروس الدلتا وتاج أبين المتوج.. وحين أدخل الإنجليز في الأربعينات زراعة القطن طويل التيلة لأول مرة برزت أهمية باتيس من خلال إعداد شبكة منظومة ري حديثة قياسا بمفاهيم ذاك الزمان، لهذا تم إنشاء السدود والقناطر التحويلية لمياه السيول المتدفقة من الوادي الأعظم (بنا)، بل إن بعض المعالم والقنوات ماتزال تحمل أسماء من قاموا بالإشراف والتخطيط لها ومنها(ميكلان).

ناقلات المصنع
ناقلات المصنع
في عهد دولة الجنوب (اليمن الديمقراطية) برز اسم (باتيس) من خلال أكبر منشأة تحويلية هي سد باتيس، الذي تم إنجازه في عام 84م بمساعدة من الاتحاد السيوفيتي سابقا، وجرى افتتاحه من الرئيس علي ناصر محمد يومها بمهرجان كبير.. ومافتئت باتيس محط الأنظار والاهتمامات تجدد نفسها في كل زمان ومكان، ليس لكونها اليوم واحات خضراء لأشهر مزارع الموز والمانجو الذي يصدر إلى الخارج، بل لأنها اليوم توثب لانطلاقة عصرية يزداد وميضها ألقا وتلألأ، لكونها تقف على عتبة تحول اقتصادي نهضوي ستشهده أبين الخير والعطاء.. فعلى تخومها القريبة يجري العمل بثلاثة مشاريع كبرى ذات قيمة اقتصادية واجتماعية تبرهن على الأهمية والمكانة التي تنتظر هذه المنطقة.

باتيس تقدم نفسها

يرتبط اليوم اسم باتيس بمصنعين للإسمنت مصنع إسمنت باتيس (الشركة اليمنية ـ السعودية)، ومصنع إسمنت (الوحدة) التابع للشيخ علي عبدالله العيسائي، حيث تجرى عملية التشييد النهائية بتكلفة تصل في المنشأتين إلى نصف مليار دولار، ويلاحظ أن صناعة الإسمنت مثلت نقطة تحول استثماري جاد للرأسمال اليمني المهاجر والوطني، ومتطلبات هذه الصناعة بالضرورة سيشكل قفزة حقيقية نحو انتعاش الآمال الاقتصادية واستغلال الموارد المتاحة، شريطة أن يواكب هذه الصروح الاقتصادية متطلبات تحسين مجال البنى التحتية، ومنها طرق المواصلات الحديثة التي تواكب متطلبات نقل وتصنيع الإسمنت وإعطاء أبين وباتيس على وجه الخصوص عناية بمستوى الخدمات كالتعليم والصحة وتوفير فرص العمل وتخطيط المناطق السكنية لتلبي التطور المنتظر للمنطقة.

مشروع طريق باتيس - رصد - معربان

طريق باتيس ـ رصد - معربان الذي يجرى الاستعداد حاليا لتنفيذه بمبلغ 42 مليون دولار أمريكي بتمويل من دولة قطر الشقيقة تعد نقطة التحول التي ستعيد لباتيس مكانتها.. وهنا نجدها فرصة طيبة لنفسح المجال للأخ المهندس والرياضي المعروف الكابتن عبد الجبار عباس مدير عام مشروع طريق باتيس ـ رصد ـ معربان 96 كم، الذي قال: «بداية أشكر «الأيام» التي تابعت، بل وجعلت من هذا المشروع الحيوي قضية حياتية لمواطني المنطقة، وكانت معنا خطوة خطوة في تتبع المشروع، وفي هذا الصدد أود القول أنه بعد أن تسلمنا موقع المشروع من الجهة الممولة (دولة قطر الشقيقة) سارعنا في تجهيز مكاتب ومساكن العمال والمهندسين.

وحاليا يجري الانتهاء من تجهيز مكاتب ومساكن الفريق الاستشاري وتزويدها بالماء والكهرباء والاتصالات، ومن الطبيعي أن مشروع كهذا يتطلب إعدادا وتجهيزا كافيين، وتنصب الآن الكسارة الأولى التي تم الانتهاء من تجهيزها، ونعمل حاليا على تركيب كسارة أخرى ثانية، بالإضافة إلى تركيب خلاطة إسفلت حديثة بغرض توفير المواد المطلوبة واللازمة لتنفيذ الأعمال الإنشائية والإسفلتية الضخمة للمشروع.. أما من ناحية أعمال الشق أستطيع القول إن البداية كانت قوية ومبشرة تدل على الجدية والاهتمام والسباق مع الزمن لإنجاز هذا المشروع العملاق في الوقت المحدد، بالرغم من الصعوبات ومنها ما برز مؤخرا كالتقطع ونهب سيارات المشروع، ولا أخفي أن هناك توجيهات مباشرة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الأخ الوزير الكرشمي بضرورة توفير معدات حديثة وجديدة قادرة على إنجاز المشروع حسب البرنامج الزمني المحدد.

المزارع المجاورة للمصنع
المزارع المجاورة للمصنع
وستصل خلال الأسابيع القادمة عشر تراكتورات كوماتسو 155، بالإضافة إلى 6 دقاقات كوماتسو ومعدات حفر صخور وأخرى متنوعة، وبوصول هذه المعدات بالتأكيد ستعطى دفعة قوية ومهمة في سرعة تنفيذ المشروع.

ولايسعني في هذا الصدد إلا أن أحيي الأخوة في دولة قطر الشقيقة وكل من يسهم معنا في تنفيذ المشروع وأقصد هنا جميع أبناء المناطق الواقعة في إطار المشروع لتعاونهم وتواصلهم الدائم معنا في تذليل وحل بعض المعوقات التي تبرز بين حين وآخر، وهي بالتأكيد لن تثبط من عزيمتنا ولن تؤثر في إخلاص واهتمام كل الطيبين والخيرين، أقدر الجميع وأعتز باهتمامهم بالطريق».

وعن هموم ومتطلبات باتيس يحدثنا الأخ أحمد بالليل الرهوي عضو المجلس المحلي لخنفر وممثل باتيس في المجلس: «تعد ثانوية باتيس في صدارة اهتمامات الأهالي نظرا للكثافة.

بالإضافة أن هذا التحول القادم إزاء باتيس ونواحيها يواكب إعداد شبكة مجاري تواكب التوسع العمراني، بالإضافة إلى سفلتة الشارع الرئيس وإضفاء بعض اللمسات الجمالية في رصف الشوارع وتشجيرها، ناهيك عن بناء سوق للخضار والأسماك وإعادة صياغة وتجهيز الدفاعات ومعدات السيول كون هناك مخاطر محتملة وإهمال بدأ يطال الساتر الإسمنتي الدفاعي عن المدينة».

الوفد القطري
الوفد القطري
كما أشار إلى «إعطاء باتيس وحطاط ويرامس وحبيل برق وكبت واللكيدة نصيبها من الوظائف في إطار مؤسسات الدولة، وكذا مصانع الإسمنت التي تنتصب أبراجها في تخوم باتيس.

ومن جانبنا نقول كان من ضمن ماطرحه المحافظ السابق والوزير الحالي محمد صالح شملان ضرورة أن تكون باتيس مديرية اقتصادية نظرا لأهميتها الحالية والمستقبلية.

هل من تصورات عملية في إسهام مصنعي الإسمنت في تحسين وتجهيز بعض متطلبات المدينة، خصوصا وقد سمعنا عن استعداد الشيخ محمد علي العيسائي في بناء مدرسة ثانوية... إلخ، إلى جانب سفلتة الشوارع والإضاءة والمجاري وشبكة المياه.. لماذا لا تتجه النية لبناء معهد صناعي تقني يواكب متطلبات السوق والحاجة في باتيس؟».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى