> «الأيام» أحمد عبدالقادر

أعمال إنشائية بوادي القلتة بالمضاربة لا تصلح فيها العبارات
وعن مجلسها المحلي فهو مولود مشوه ومازال مشلولا إلى اللحظة، أما أهاليها ومواطنوها أجزم بأنهم والله شعب متحضر ومثقف وإلا كيف لشعب ومواطنين وعامة يسيرون أمور حياتهم ويحلون خلافاتهم في غياب سلطة أو حاكم أو والي.. «الأيام» المطبوعة الرائدة الوحيدة في الوطن هي من تعايش ذلك الواقع المؤلم فلا تألوا لحظة إلا وتقوم بواجبها المهني، على الرغم من صعاب ذلك وما تواجهه من متاعب حتى تنقل وترصد مشاهد مؤلمة عن هذه المنطقة:
مشهد أول
في مدينة رأس العارة الرابضة على ساحل البحر عند المدخل الجنوبي لباب المندب لا تدري وبدون أي ترتيب يشدك موقع خدمي إنساني شداً إليه إنه مستشفى رأس العارة الريفي الموقع الخدمي العملاق المتوقف عن أداء خدمته الإنسانية منذ الشهرين، أبوابه موصدة في وجه كل من يهم إليه طلبا للشفاء غادرته كوادره الصحية وأطباؤه وقابلاته رغما عنهم ليس كرها لهذا الموقع الإنساني، ولا كرها عليهم من إدارات متعاقبة همها الأول والأخير مطامعها الشخصية وسيلان لعابها على فتات المادة التي سموها جزافاً «الميزانية التشغيلية»..
كما علمت أن إدارته وإدارة المكتب عامة بالمديرية مرابطون في عاصمة لحج حتى يتسلمون ميزانية القطاع الصحي المتوقفة منذ نحو الثلاثة أشهر، بسبب خلافاتهم وتعدد إدارات القطاع الصحي بالمديرية وموقع المستشفى.. لم أجد أحدا ممن هم قائمون عليه سوى مواطن يدعى عوض زيد، حارس بوابة المستشفى المغلقة الذي يتساءل عن مرتباته وقوت أسرته الوحيد لثلاثة أشهر متتالية، تم إيقاف صرفها له على إثر توقيف صرف ميزانية المكتب، بالمصادفة التقيت الأخ سلال عبده محمد، رئيس قسم الرقابة والتفتيش بمكتب الصحة بالمديرية، الذي أكد توقف خدمات مستشفى رأس العارة وحمل المسؤولية في ذلك السلطة المحلية ممثلة بالمدير العام والأمين العام لتضارب أوامرهم وتعدد توجيهاتهم في تكليف أو تعيين مسؤولين صحيين بالمكتب أو بمواقع الصحة، ثم يتركون عدد المكلفين يختلفون على ممارسة المهام.

مستشفى رأس العارة كما تبدو خالية من الصحيين والمرضى
مشهد ثان
في عاصمة المديرية الشط مشروع مياه المديرية الذي طال انتظاره، والقائمون على لجنته الأهلية تؤكد أن المقاول قد تسلم المشروع وسيأتي قريبا، ومنذ عدة سنوات أو شهور هذه السيمفونية تتردد على مسامع أهالي الشط حتى تأكد بأن لامشروع مياه للشط، لا بنك دولي يدعم ذلك المشروع، فاقتنع الأهالي بطريقتهم التقليدية في نقل المياه حتى الأطفال لم ينأوا عن تلك المعاناة، فباشروا تعلم الحصول على الماء بتقاليد أهاليهم واكتساب الخبرة للحصول عليه.
مشهد مؤلم
15 متقاعدا بدون مرتبات لـ15 عاماً لايجدون من يغيثهم أو يشد من أزرهم سوى هذه المطبوعة التي علقوا عليها آخر آمالهم في الحصول على حقهم المشروع المتمثل براتبهم الشهري المتوقف ظلماً منذ عام 1995م، على الرغم من تعييناتهم من الخدمة المدنية بلحج وحصولهم على مزايا موظفي الجهاز الإداري للدولة حتى نوفمبر 1995م.
مشهد آخر
مشروع طريق الخطابية - خور العمير- الشط - الذي يحبو حبوا منذ سنين طويلة وهاهو يصل عاصمة مديرية الشط بعد طول انتظار وانتهاء فترة مدته القانونية على إثر بدء العمل فيه في 2003م والمتوقع الانتهاء منه بعد 30 شهراً.

طفلتان تمارسان مهارة نقل المياه بالشط
أحد المهندسين من ذوي الخبرة في بناء التصاميم والطرق أفاد «الأيام» أن «العبارات أو الجسور الأرضية ليست ذا فائدة في الواديين لكبر مجراهما فلابد من بناء عبارات حجم 3×3×10 وفق مفهومه الهندسي لأن العبارات الصغيرة لصغر حجمها واتساع مجرى السيول وما يحمله من أشجار سيتسبب في انسداد العبارات وانفجارها».