اعتقالات في اطار التحقيق حول "آبار الموت" في تركيا

> دياربكر «الأيام» ا.ف.ب :

>
جرت أمس الثلاثاء اولى الاعتقالات في اطار التحقيق الجاري منذ عدة اسابيع في جنوب شرق تركيا حول احتمال قيام قوات الامن بقتل اكراد من دون محاكمة في التسعينات عند اشتداد التمرد الكردي في المنطقة.

واوقفت الشرطة خمسة اشخاص على علاقة بالتحقيق الذي اطلقت عليه وسائل الاعلام اسم "آبار الموت" اثر العثور اثناء عمليات نبش امرت بها السلطات على عشرين بقايا عظام بشرية وقطع قماش في منطقة نائية من منطقة الاناضول جنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الاكراد.

وقال مصدر قضائي طلب عدم كشف اسمه ان الموقوفين الذين سيمثلون امام قاض هم إبنا رئيس بلدية سابق لبلدة جزري على الحدود مع العراق وثلاثة من سكان قرية مجاورة للمنطقة حيث عثر على بقايا العظام، على ما افاد مصدر قضائي طلب عدم كشف اسمه.

واضاف المصدر ان الشرطة تبحث عن رئيس البلدية السابق وهو من عناصر "حرس القرية"، الميليشيا الكردية التي تسلحها وتمولها الدولة الكردية لمكافحة متمردي حزب العمال الكردستاني.

كما تسعى السلطات لمعرفة ما اذا كان تنظيم حزب الله التركي المسلح الذي تم تفكيكه الى حد بعيد اليوم، ضالع في المسألة اذ كان يستخدم المنطقة التي نبشت فيها العظام في التسعينات كميدان تدريب، وكانت اجهزة الامن التركية تحركه في الماضي وتستخدمه للتصدي للناشطين الاكراد.

وهي اول اعتقالات تجري في اطار هذا التحقيق الذي يلقى اصداء اعلامية واسعة، منذ ان بدأ في شباط/فبراير اثر نشر اعترافات فار من حزب العمال الكردستاني تحدث فيها عن تجاوزات نسبها الى اجهزة الاستخبارات التابعة للدرك التركي (جيتيم).

وبحسب اعترافات العميل السابق في جيتيم عبد القادر ايجان التي اوردتها الصحف، فقد القيت جثث اكراد اتهموا بالتعامل مع المتمردين في آبار مليئة بالأسيد او طمرت على طول الطريق بين سيلوبي وبلدة سيزري المجاورة.

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 في جنوب شرق تركيا للمطالبة باستقلال هذه المنطقة. واوقع النزاع حوالى 44 الف قتيل واسفر عن نزوح عشرات الاف الاشخاص وقد تبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.

ونبشت جثث اربعة اشخاص مفقودين في المنطقة منذ عشر سنوات وقد عثر على آخر جثة عام 2005 على حافة طريق.

وحرك اكتشاف البقايا البشرية التي يجري تحليلها اليوم في معهد الطب الشرعي في اسطنبول (شمال غرب) المشاعر والامال لدى دعاة حقوق الانسان الذين يكافحون منذ سنوات من اجل القاء الضوء على اختفاء اعداد من الاكراد.

وقال المحامي نصريفان الجي رئيس جمعية محامي اقليم سرناك الذي تتبع له جزري وسيلوبي لوكالة فرانس برس "هذا يبعث فينا الامل.. على تركيا ان تواجه ماضيها حتى تتمكن من تطوير نفسها".

وبذل الجي جهودا شخصية من اجل فتح التحقيق,وقال "ان حصلت جرائم خارج القانون، فعلى المذنبين ان يمثلوا امام العدالة" مضيفا ان من حق اقرباء المفقودين ان يعرفوا مصيرهم.

واجرت تركيا الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في السنوات العشر الاخيرة سلسلة اصلاحات رسخت الحريات الفردية ومنحت حقوقا ثقافية الى الاقلية الكردية التي يقدر عدد افرادها بحوالى 12 مليونا من اصل تعداد سكاني اجمالي يقدر ب71 مليونا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى