أحمد صالح منصر صنف من الرجال لا يتكرر كثيرا

> د. هشام محسن السقاف:

> هناك صنف من الرجال يضيفون إلى المنصب الذي يتبؤونه هالة من الدفء الإنساني، من الحميمية الصادقة، فلا ينعزلون ولا يضعون حدوداً اصطناعية من الروتين الإداري والبيروقراطية المقيتة بينهم وبين الناس.

وأحمد صالح منصر واحد من هؤلاء، بل لعله الأبرز إذا قسنا الأمور في نطاق المعرفة الشخصية لكاتب هذه الكلمات.

فلا عجب إذاً أن يتلون أفق جامعة عدن بذلك الوشاح المفزع الأسود حال اصطكاك الأسماع بنبأ وفاة الأستاذ القدير الإنسان الكبير الدكتور أحمد صالح منصر، أمين عام الجامعة وأحد أهم أعمدتها العلمية - الأكاديمية والإدارية الفاعلة.

وعلى الرغم من القلق المخفي والبارز في صدور كل محبيه وزملائه وطلابه فترة مرضه الأخير وانتقاله للعلاج في الأردن، إلا أن وقع الخبر كان صاعقاً، وقد لمست ذلك، بل تحسست نبل المشاعر الحزينة والدموع التي باحت بها بعض المآقي لكثير من الزملاء في كلية التربية عدن من الموظفين والأساتذة والطلاب.

وعلمت أن رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ألغى اجتماعا إداريا وأكاديميا حال أن تلقى نبأ وفاة الراحل الكبير وتذكرت أن الأخ رئيس الجامعة أثناء مرافقتي له في حضور الدورة الثانية والأربعين لاتحاد الجامعات العربية الذي انعقد مؤخرا في الكويت كان دائم الاتصال بابن الفقيد في الأردن للاطمئنان على صحة أبيه أولا بأول.

كان أحمد صالح منصر إنسانيا تماما وهو يتعامل مع منصبه الجديد في الجامعة، كأمين عام لها خلفا للدكتور بن حبتور قبل عدة سنوات من الآن، ولاشك أن حظوظ زملائه في كلية العلوم الإدارية والاقتصاد أكثر وفرة منا في التعرف إليه قبل أن يلقي بظله الخفيف في أمانة الجامعة.. وعندها -عند تسنمه المنصب-ندرك أن تعقيدات المنصب والجوانب الإدارية والمالية تنفرج بسلاسة ضمن منطق الدكتور أحمد صالح منصر وفلسفته الإدارية مما جعل منه إضافة نوعية لماهية القائد الإداري الذي يزرع مشاتل من المحبة والألفة في دائرة ومجال عمله مع الزملاء الذين ينضوون تحت إدارته أو أولئك الذين تقتضي مصالحهم التعامل معه، ولذلك فإنني على جل ما أصابني من حزن منذ سماعي النبأ المؤسف، فإنني أواسي أولئك الزملاء، الأعزاء في مكتبه بالجامعة الذين تعاملوا يوميا وعن كثب مع الراحل العزيز، كما أن الأخوة من زملائه في كلية العلوم الإدارية والاقتصاد وجمعية خريجي هذه الكلية ومريديه ومحبيه وجيرانه من خارج نطاق جامعة عدن سوف يكون حزنهم مضاعفا على هذه الشخصية الأكاديمية والاجتماعية والإدارية الرائعة حقا.

الموت مشيئة الله ولا اعتراض على حكمه .. رحم الله الأستاذ أحمد صالح منصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى