حضرموت وزعماء الطوائف

> علي سالم اليزيدي:

> التاريخ يكتب حتى في الظلام ولا تمحو ستائر الظلام الأخطاء وعنصرية الفكر والتمييز الاجتماعي عندما تسود عقليات التخلف والابتزاز السياسي.

وتنشر فكرها المغشوش لتؤذي المجتمع وشرائحه وديمقراطية التمدن الحضاري قبل ديمقراطية السياسة والحكم الفاسد البارد.

وأبشع الأفعال هي تلك التي يرتكبها دعاة السياسة والمناصب حيث يمتطون صهوة حصان الادعاء ويفسرون الكذب بأنه حقيقة ويجعلون من أنفسهم زعماء الطوائف لهم سطوة على تطلع الناس وحجب الحقوق أو إطلاق سراحها والتفضل بها لهذا وذاك وبشكل ووجه قبيح لا معنى له إلا انعكاس سياسة البغض وتكريس الكذبة الكبرى ما بيننا كمثقفين وصحفيين ورجال أعمال وشعبيين ورفع عنوان حضرموت كشعار يسقط عند الاقتراب منه مباشرة.

نعم إننا وكما نقول دائما أمام فجيعة يصنعها ضدنا من يدعون أنهم زعماء حضرموت في صنعاء والمكلا من رجال الحزب الحاكم لا غير، والصورة كما بدت منذ اللحظات الأولى في ظاهرة خروج حضرموت المذل في اجتماع الصحفين اليمنيين، عندها سقط الحضارم ولن يصعدوا في قوائم المنظمات النخبوية باحتشاد السياسيين من الحزب الحاكم والعبث بمصيرنا وفرزنا والضغط نحو التمزق قد تجلت مكوناته في المكلا وسقطت حضرموت عند مدخل (السدة) قبل صعود الباص إلى صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية الحديثة التي تدخل حضرموت ممزقة واديا وصحراء وساحلا ورمالا كأحد تركيبات وأقاليم ومحافطة لهذه الدولة وأركانها في الجنوب والشمال، وبما أننا محافظة أساسية في دولة بها تشريع وقبة ليس لولي، إنما لبرلمان، فإن لنا بالضرورة نوابا ووزراء وسياسيين ذهبوا إلى صنعاء منذ يوم 22مايو 1990م، ثم النزوح الإجباري حتى أخليت الساحة إلا من النزر اليسير من بعض الحضارم يدعون أنهم زعماء الطوائف فترة الإقامة بصنعاء برضى الحاكم وطاعته وممثلين مؤدبين لسطور يحفظونها هي طقوس علاقتهم بدار الحكم وجوب بقائهم تحت هذه الدار.

وجدنا أنفسنا بعد سقوط نقابة الصحفيين في (طست) السياسة بحضرموت أمام هزة شديدة وليس أمام دعاة الصدق والحق الصحفي حفاظا على التاريح وتجنب التلوث، إلا رفض الابتزاز ورفض التسلط في المكلا قبل صنعاء، وفي الواجهة المثل القائل: (يا كل خمسة بدو عمدوا على حصاة) وهو ما جعل حضرموت الحقيقية ترمي بنفسها في سلة الآخرين مرغمة بما فعل بها من باع ويدفع بها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام إلى الهاوية، ونشرت ثقافة العداء والخراب والترهيب، ولم يعبأ نواب الشعب الحضارم وزراء ووكلاء وكل مثقفي السلطة في طوائف صنعاء ولا أقصد المكلا والشحر إلا بإحراز النصر ضد حضرموت، ضد الحقوق الشخصية والشرعية للصحفيين الحضارم، وهو ما يعني الكسب في ميزان الربح السياسي والابتزازي لزعماء الطوائف السياسية المنتفعة، بجهد ليس ملكهم ولا ذي صلة قرابة بأحدهم بين صعودهم المناصب أو من تحول بين ليلة وضحاها من معارض فاضح إلى شخص يستظل (بفاي) الحاكم ويرفع صوته كل صباح ومساء ليس طلبا للنجدة، بل لإعلان الطاعة.

كتبنا قبل زمن في صحيفة «الأيام» الزاهرة، أن حضرموت ليس ملفا في صنعاء وليس لها زعماء إلا من التصق بها، لا من يوزعها بين واد وصحراء وساحل، وبين حضر وبدو.

وضع الصحفيين ليس مثل الاتحاد السمكي ولا مهرجان الدان والتراث، هنا الرأي الحر الذي لا يرتهن، لا من قال ليلتئذ ذلكم الصوت بحماقة يقشعر لها البدن (لاتتركوا (...) يفوز بتمثيل حضرموت) وما أشبهه بمن تنصل من كلام الرجال، كل هؤلاء قد وقفوا بانحياز ضد حضرموت، ضد الوطن، ضد الفكر الحر وأتاحوا المجال لعنصرية الفكر أن تبدأ من حضرموت وما أقبح..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى