أمي.. عنايتك !!

> عبدالقادر باراس:

> لا أحتفي بعيد الأم كما يفعل الآخرون، ولكنني أحتفي بهذا العيد طوال لحظات أيام السنة، إلا أنني لا أستطيع أن أفيها حقها، مهما امتد بي العمر.. فهي منبع الحنان، وقطب الحياة ونور العيون، وصدى الوجدان.

أمي.. يا من منحتِني أنفاسك وأعطيِني جل عمرك لأبقى في دنياي معافى.. دعيني أقبل كفيك راجياً رضاك، وأرتمي بين ذراعيك وأغسل بدموعي قدميك.

أمي.. كبرت ومن معي من جيلي على امتداد ظلال رقعة أرضك، بعد أن عجزت وغيري عن تحقيق مبتغاي في وطن فسيح واسع المساواة ومكتمل الحقوق، عدا ذلك أخفيت أحزاني في سنوات عمري بابتسامات ملفوفة بأنين الألم.. رافضاً واقع الخنوع، حرصاً وبشموخ تمسكت بخط مبدئي بأثمان باهظة .

بدموع القلب قبل العين يا أمي.. نشكو إليك أولئك الوحوش الضارية التي تلاحقنا، وتريد قهرنا وتهميشنا وإلغاءنا بعد أن سلبوا الثروات من تحت أقدامنا، وأوصلوا أوضاعنا إلى أحلك دياجير الظلام، كسجون من دون جدران، مشحونة بحالة من التذمر الجماعي جراء ضياع أبسط المقومات التي نحتاجها.. محاولين أن ينسونا إياها.

أولادك لا يزالون يواصلون حراك نضالهم السلمي على رقعة أرضك التي ميّزتها الأحداث والتطورات المتسارعة، محاولين ترويض الرياح لتغيير مسارها، آخذين منحاهم في التصاعد لنيل حقوقهم المسلوبة بعدالة السماء.

من أجل هذا يا أمي.. عنايتك بنا.. لتضيئي لنا طريق المستحيل! في البحث عن حضن وطن يأوينا ويصون عزتنا ويؤمّن لنا خبزاً وحليباً ودواءً، ونحن نعرف أن السكوت مذلة وأن الشفاعة عيب في حقنا.

شكوانا باتت قناعات مرادفة بمعانيها المعاتبة، فمطالبنا لا تدفن بكلمات وعود مخملية، عالية الدبلوماسية تقال هنا وهناك لخداعنا.

إلي أمي، وأمي إلي.. لأنحني لك بخشوع وبمشاعر حب دفاقة، منشداً أعذوبة فيروز، غنتها لك بصوتها الملائكي لتخاطبك وتشعرني برومانسية الدفء والطمأنينة، لتملأ أحاسيسي ومسامع وصدى دواخلي بكلماتها المحكية عنك، مطلعها:

«أمي يا ملاكي.. يا حبي الباقي إلى الأبد..

ولا تزل يداك أرجوحتي ولا أزل ولد

يرنو إلي شهرٌ.. وينطوي ربيع

أمي.. وأنت زهرٌ.. في عطره أضيع

وإذ أقول أمي.. أفتن بي أطير

يرف فوق همي جناح عندليب

أمي.. يا نبض قلبي.. نداي إن وجعت

وقبلتي وحبي.. أمي إن ولعت

عيناك ما عيناك.. أجمل ما كوكب في الجلد

أمي يا ملاكي.. يا حبي الباقي إلى الأبد«

هكذا غنت لك فيروز بشدوها.. آمل منك أن تولي عنايتك مناجاتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى