..خارج السرب

> صالح الوحيشي:

> هم يريدون إخماد أنفاس «الأيام» ونحن مصممون على أن تبقى بعد أن علمتنا الظروف أن الغرق في الماء على عمق شبر واحد هو العار، في الوقت الذي استطعنا فيه أن نكافح الغرق في لجج من البحار تتلاطم الأمواج على سطحها (...).

إذا كان المؤسس رحمة الله عليه قد قال هذا الكلام قبل أربعة عقود ويزيد وبالتحديد في العدد (430) بتاريخ 14 سبتمبر 1963م فمعنى أن الطريق، كما أشرنا في وقت سابق، لم يكن مفروشا بالورود.. فعميد «الأيام» المؤسس قد رسم معالم الطريق وسار عليها الأبناء الناشران هشام وتمام باشراحيل، بخطى ثابتة وإرادة لا تلين مهما بلغت وقاحة الذين لايعجبهم العجب.. ويرعبهم صوت الحق.. صوت الناس «الأيام» نؤكد لهم مجدداً أن «الأيام» صوتنا ونقالة همومنا.

ومن الإنصاف القول بأن التوجه الديمقراطي للثورة اليمنية المنصوص عليه في الهدف الرابع بقي نظرياً منذ عام 1962م ثم وجد فرصة ممتازة للتطبيق بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة، حيث جاءت الديمقراطية رديفاً لإنجاز الوحدة وخياراً حضارياً جعل لليمن مكانة عالية، لم تصل إليها بالاستبداد. وبقيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م:

- توسعت مشاركة الشعب في السلطة وفي اتخاذ القرار .

-غدا صندوق الاقتراع هو الحكم والكلمة الفصل على الرغم من بعض التجاوزات.

- جاء مبدأ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة لطي صفحة الانقلابات واغتصاب السلطة وإراقة الدماء.

- ظهرت منظمات المجتمع المدني وهي ظاهرة في أوساط الشعوب الحية فقط.

- ازدهر التعبير عن الرأي وانتعشت ثقافة الحوار في المجتمع كله وتراجعت الاحتقانات.

ومن يتأمل جيداً في تنوع الإصدارات الصحفية الحزبية والأهلية لابد أن تغمره أفراح السير قدماً على طريق المزيد من البناء الديمقراطي.

لكننا بالمقابل نرى البعض يضيق ذرعاً بالديمقراطية، كما حدث ويحدث مع صحيفتنا الغراء «الأيام» أحياناً بالشتم وتارة بالتهديد بالإضافة إلى جرجرة رئيس تحريرها الأستاذ القدير هشام باشراحيل أمام المحاكم .. إنه يحلق خارج السرب، وكأنما هو محكوم بثقافة الاستبداد، أو بدوافع مشبوهة أو مريضة تراه يرغي ويزبد ويتوعد كأنه الإمام الحاكم بأمره.

هذا الصنف لا يريد التعلم من تأكيد فخامة الرئيس (لأكثر من مرة) بأن مشكلات الديمقراطية لاتعالج إلا بمزيد من الديمقراطية.. وليس بالتهديد والألفاظ.. وكلنا تابعنا ردود الفعل من قبل محبي «الأيام» وأنصارها وقرائها.

واليوم فإن القناعات الشخصية لمثل هذا الصنف - المحكوم بثقافة الاستبداد- لا ينبغي لها أن تكون ضد إرادة شعب اختار طريقه، حتى وإن كان قد تطبع بطباع التغريد خارج السرب.. وهو نشاز ، فليتعلم من مدرسة الديمقراطية ويعيش في إطار العصر.. ونحمد الله أن اليمنيين يعملون معاً بانسجام من أجل تحول الديمقراطية إلى سلوك عام في المجتمع كله.. إنها الحكمة اليمانية.

فلتكف أصوات النشاز.. إنها لن توقف هذا التيار الجارف.. هي أعجز من ذلك.. ولكن.. ستبقى «الأيام» مثل الماء بالنسبة لقرائها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى