ليس في عيد الأم

> برهان عبدالله مانع:

> أمي الحبيبة: إنك حقاً نجم هواي الذي أستنير به في ظلمات حياتي، ولذا فإن عفوك ورضاك هما الزاد الأهم الذي يمدني باللذة التي لا يشعر بمثلها إلا المتقون في جنات النعيم علماً بأن هذا ليس علواً في تقديس الأم وتعظيمها.

وإن كنتم أنتم يوماً أبطالاً فحتماً وراء البطولة أم بطلة وخلف التفوق أم متفوقة وعبرها نستمد نقطة الانطلاق مثلما تأتي الثمرة من الشجرة ودائماً هي مصدر الحب والدفء والعطاء.

لكن في هذا الزمان البعض منا يتذكرها في عيدها متناسين أنها أكثر تحملاً لمغالبة العواصف في غياب أو فقدان الزوج والأهل فتتحمل كل صنوف الشقاء من أجل طلب العيش لأولادها وممكن تخيط وتغسل الملابس للآخرين وتفقد بصرها وتجف أطرافها وأكثر من ذلك وممكن تخدم في المنازل، وعلى الرغم من الإذلال حباً وتضحية لحياة أبنائها، ولكننا تناسينا أن إرضاء الله ورسوله من رضاء الوالدين فلنتذكر عذابها في الحمل والولادة والرضاعة وسهر الليال.

وفي عظمة الأم الحنون سنسرد عليكم قصة السيدة (دورا إرياز) التي هجرها زوجها تاركاً خلفه (16) طفلاً وكانت الخيارات أمامها إما الموت فقراً أو أن تصاب بالجنون أو الانضمام إلى قوافل المساكين والشحاذين في أحياء المدن والتسكع في الشوارع وطلب الإحسان وامتهان البغاء من أجل إطعام (16) طفلاً.

ولكن السيدة إرياز بعزيمتها وقوة إصرارها تقدمت بطلب قطعة أرض من السلطة لتقوم بفلاحتها، حيث حاربت بضراوة وتعاطف معها الجماهير حتى نالت قطعة الأرض ويبدأ التحدي عندما تسير هذه الأم ثلاث ساعات على الأقدام حتى تصل إلى الأرض التي تزرعها ولاتبالي بالبرد القارس والرياح حتى استطاعت بناء كوخ على هذه الأرض وفي جلدة وصبر وجدت ما يأكله أولادها ويوماً بعد يوم كبر الأطفال واستطاعت معهم العمل في إنتاج الألبان ومشتقاته وتطورت أرضها الزراعية فيما بعد.

ومن ثم تصبح السيد دورا إرياز مثلاً للأم الحنون وإحدى بطلات كوستاريكا نتيجة تغلبها على كل الصعاب والمآسي في سبيل إطعام أطفالها.

وختام قولنا في عيدها لاتكرم الأم في عيدها فقط بل تكرم في كل لحظة وزمان ومكان وطاعتها قمة الإيمان وسبب في دخولنا الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم:«الجنة تحت أقدام الأمهات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى