> صادق حمامة:

كثيرة هي المهن والأعمال التجارية التي يستطيع الإنسان أن يمارسها ويربح منها الملايين، سواء أكانت هذه الأعمال شرعية وشريفة أم غير شرعية وغير شريفة، إلا مهنة الطب، فهي مهنة إنسانية بالدرجة الأولى.

ولاتدخل فيها حسابات الربح والتجارة، بمعنى أنه على من يريد الانتساب إلى مهنة الطب أن يكون واضعا نصب عينيه خدمة الناس أولا وأخيرا، لأن هذه المهنة عبارة عن رسالة إنسانية، لذلك فقد أطلقوا على العاملين بالطب (ملائكة الرحمة).

زمان كانت الخدمات الصحية مجانا، ولم يكن المواطن يتعذب كثيرا، فهناك (ملائكة رحمة) حقيقيون، يقدمون خدمات عظيمة طواعية، ودون أطماع أو (بقشيش)، بعكس ما نراه اليوم من أعمال يندى لها الجبين بعد أن تحول بعض العاملين في السلك الصحي إلى سماسرة يتاجرون بأي شيء في سبيل المال، والمفروض أن لدينا مستشفيات حكومية تقدم العلاج المجاني على مستوى عال، خاصة أن الأطباء العاملين في هذه المستشفيات هم الأطباء أنفسهم الذين يعالجون بقية المرضى في المستشفيات الخاصة، وتكون أيديهم فيها الشفاء في المستشفيات والعيادات الخاصة، وفي المستشفيات الحكومية يستعصي العلاج، رغم ما توفره الدولة من تسهيلات وصرفيات مالية كبيرة على هذه المستشفيات.

والحكاية ليست إمكانيات، بل هي أزمة ضمير، لأن هناك بعضا ممن ماتت ضمائرهم وقلوبهم، لذلك فهم يتقاعسون عن أداء مهامهم في المستشفيات الحكومية، ليس ذلك فحسب، لكن الأدهى من ذلك أنهم يستخدمون أساليب (تطفيش) المرضى من المستشفيات الحكومية لاستقبالهم في المستشفيات والعيادات الخاصة التي يعملون بها بعد الدوام.

والواحد منا صحته رأس ماله، وممكن يدفع أي شيء للحصول على الصحة والعلاج، وإخواننا من بائعي الأدوية في الصيدليات ينتهزون جهل المواطن وعدم معرفته بالأدوية وأسعارها وهات يا ذبح في عباد الله!.

المواطن مسكين، ولايستطيع معرفة سعر هذه العلبة أو تلك.. بربكم المواطن الذي لايستطيع التفريق بين (الرطب والرشوش) يستطيع أن يعرف أسعار الأدوية؟!. يفترض أن تكون هناك جهات رقابية على قيمة الأدوية، وأن تعمل دوريات لمراقبة من يرفعون أسعار الأدوية، ليس ذلك فقط بل أقسم لي بعض الأصدقاء أن هناك من يترك أطفالا ليس لديهم خبرة واسعة ليبيعوا للناس الأدوية في بعض الصيدليات.

وا مصيبتاه!! عيادة تلك أم عطارة، يا عالم يا هوه اتقوا الله!! ذي حياة ناس، بني آدم، مش حيوانات، وحتى الحيوان له جمعية للرفق به، فهل نجد من يرفق بنا نحن بني آدم أسوة بالحيوانات؟!. والله من وراء القصد.