المؤتمر الرابع لنقابة الصحفيين وخمير باعطوه

> محمد فارع الشيباني:

> هناك مثل شعبي عدني قديم يقول «من أكل خمير باعطوه غنى له» والمثل واضح ولايحتاج إلى تفسير، فإن الذي أكل خمير باعطوه عليه أن يعمل ما يريد منه باعطوه، وإلا كان عليه من البداية أن لا يأكل خمير باعطوه.

وبذلك يحتفظ بكرامته وحريته بأن لا يعمل ما يريده باعطوه ، وإذا جاز لنا أن نشبه ما حصل للصحفيين في مؤتمرهم الرابع بهذا المثل، فإن باعطوه هي السلطة التي وفرت الميزانية لعقد المؤتمر أي التي وفرت الخمير ، والخمير طبعا في هذه الحالة هو المؤتمر الرابع والذي أكل الخمير هم الصحفيون، ولذا وجب عليهم عمل ما تريده السلطة، وهذا ما حصل فعلا .

فأثناء انعقاد المؤتمر لم يكن واضحا من هم المسؤولون عن أعمال المؤتمر ومن يدير الجلسات ويحدد ماهي القضايا التي يجب أن تناقش من الصحفيين لكي يوضع الخطط لسير نقابتهم خلال السنوات الأربع القادمة، ولكن أثناء المؤتمر كنا نحس بيد خفية تحرك كل شيء داخل المؤتمر والمؤتمرين، هذه اليد الخفية لم تكن نراها، ولكن كنا نحس بها وبدون شك كانت يد باعطوه صاحب الخمير، ولإثبات ذلك فقد بدأ المؤتمر بفوضى عارمة انتخبت هيئة رئاسة للمؤتمر، ولم نعرف من انتخبها ولكننا وجدناها أمامنا على المنصة بدون أن يكون لنا رأي بتشكيلها ثم قامت هذه الهيئة باختيار لجان تدرس التقارير المقدمة للمؤتمر وتقدم تقريرها إليه ولم نعرف كيف تشكلت هذه اللجان ومن الذي شكلها وبدأ بعدها الجري لإجراء الاقتراع للنقيب والمجلس القادم وأحسست حينها أن باعطوه يريد أن يصل إلى هذه النهاية وهي فرض النقيب الجديد ومجلس النقابة المتفق عليه بين المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك. كان باعطوه يريد أن يصل إلى النهاية بدون وجع قلب ونقاشات بيزنطية ويبقى عملهم الأساس هو الكلام فيكفي أنه أحضر الخمير. حاولت أن أوقف هذا التحرك السريع نحو النهاية، لأننا طلعنا من عدن ونحن نحاول أن ننقذ وحدة النقابة، فقد كان همنا الأول هو إنقاذ وحدة النقابة ومنع حصول التشظي، وذلك من خلال إدخال تعديلات على النظام الأساس للنقابة يلغي المركزية الشديدة بإعطاء الفروع صلاحيات كاملة مثل المجلس، لأن الأعضاء في الفروع هم أيضا صحفيون وليسوا رعايا للمجلس، وكذلك أن يتم تثبيت العضوية بالفرع وليس من المجلس، وأشياء كثيرة، أتعب أعضاء فرع عدن أنفسهم لأيام لكي يعدوا التعديلات وقد وقدموها قبل شهرين لمناقشتها في المؤتمر ولكن لم أكن أعلم أن باعطوه صاحب الخمير قد اتفق مع المشترك على أعضاء المجلس وهذا كل ما يهمهم أما أن يستمر فرع عدن وفرع حضرموت رعايا وتحت الوصاية فلا يهم. وعندما طرحت ملاحظتي تلك لم يستجب لها أحد وحينذاك ذهبت إلى رئاسة المؤتمر وقلت للأخوين عبدالباري طاهر وصادق ناشر إني أستغرب تصرفهما ذلك لأني لم أتصور يوما أن يقوما بتنفيذ خطط باعطوه صاحب الخمير، وهما كانا دائما يؤيدان وجهة نظرنا وعندما علمنا أن هناك لجنة للتوصيات والقرارات قدم البعض منا مقترحا لإدانة القمع والمحاكمات والتهديدات ضد صحيفة «الأيام» فانبرى لنا شخص تاريخه معروف ومستعد أن يقدم خدماته لمن يدفع.. ولكي لا أشغل القراء في أشياء كثيرة حصلت أختصر القول بأن الفوضى كانت في كل مكان، فوضى وخصام ومشادات وصلت إلى أن يدخل أحد الأعضاء وهو عضو سابق في مجلس النقابة إلى المؤتمر ويقوم برمي صنايق الاقتراع على الأرض ويحطم بعض الكراسي، وكان الوحيد الذي احتفظ بهدوئه الجميل وابتسامته اللطيفة هو الأستاذ نصر طه، نقيب الصحفيين السابق وكان أبشع شيء هو استمرار فرز الأصوات لمدة ثلاثة أيام بلياليها، علما أن انتخاب الرئيس أو أعضاء البرلمان تم فيه فرز الأصوات ليوم واحد من الصباح حتى الساعة الثامنة مساء وهي الانتخابات التي يشارك فيها الملايين وليس ألف شخص.

وأخيرا لقد كانت صحيفة «الأيام» هناك وبمهنية صحفية عالية تتابع كل ما يدور وتقوم بنشره دون أن تنحاز مع أحد أو تقف ضد أحد.. بارك الله في «الأيام» واللهم احفظ عدن.. آمين يارب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى