أحمد منصر .. عاش باقتدار ورحل كالأشجار

> علي ناصر محمد:

> قال تعالى:(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) صدق الله العظيم.

بإذن الله ومشيئته ترجّل أخيراً أحد فرسان النضال الفكري والأكاديمي والتربوي بعد حياة حافلة بالعطاء في ميدان سلاحه العلم وغايته العقل والتنوير، وبسيرة تزدان بالإخلاص والوفاء للوطن وللمبادئ التي آمن بها ودافع عنها وبذل في سبيلها جلّ عمره.

لقد حزنت كثيراً لسماع نبأ وفاة المناضل والمفكر الأكاديمي والتربوي القدير الدكتور أحمد صالح منصر، الذي ربطتني به علاقة قديمة منذ كان عميداً لكلية الاقتصاد في جامعة عدن، واستمرت العلاقة والصداقة فيما بيننا بعد أن غادرت السلطة وجمعتنا لقاءات حميمية في كل من صنعاء ودمشق، والجميع يشهد لهذا الرجل المثقف بتواضعه وتفانيه في العمل وخدماته الكبيرة التي بذلها في المهام العملية التي أوكلت إليه سواءً في عمادة كلية الاقتصاد أو في عمله أميناً عاماً لجامعة عدن حتى وفاته التي فجعت بها الجامعة العريقة وكل المؤسسات والصروح العلمية اليمنية ، والطلاب والأساتذة والمواطنين الذين عرفوه بسمو أخلاقه ونكرانه لذاته وحبه للآخرين، ويشكل غيابه بحق خسارة فادحة، فما أحوجنا إلى أمثال الفقيد أحمد منصر ممن حملوا راية العلم والتنوير وأفنوا حياتهم في سبيل تنمية البلاد فكرياً والارتفاع بشأنها علمياً وتربوياً وأكاديمياً.

ولا عجب أن يلقي نبأ وفاة الأستاذ المناضل أحمد منصر بظلاله الحزينة الداكنة على كل من عرف هذا الرجل ولمس إنسانيته وحسه الوطني وفلسفته في الحياة وفي الإدارة والتي تعتمد الحب مبدأ والتواضع وسيلة والإخلاص سلوكاً والنبل غاية ، فمن عرفه لن يستطيع مقاومة الأسى والتعبير عنه بطريقة أو بأخرى ، ففقيد الوطن أحمد صالح منصر ينتمي إلى صنف من الرجال تعيش بطولة واقتدار وتموت وقوفاً كالأشجار ، وتترك أثراً طيباً وفواحاً كالأزهار.

رحم الله فقيدنا الكبير وتقبله مع الصدّيقين والصالحين، وألهم أهله وذويه ومحبيه على امتداد الوطن الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى