للمرقشي كلنا مثلك

> صالح مبارك الغرابي:

> قد يبدو ذلك السجن أكثر وحشية وظلما، ولكن هذه هي سنة الحياة فيها الظالم والمظلوم مع أنه وكما هو معروف لنا جميعا أن الظلم مهما طال لابد له من نهاية يحصحص فيها الحق ويعرف الجميع الظالم من المظلوم.

فنحن كما عرفنا أنك مظلوم ولم تكن يوما حملت السلاح ووجهت بندقيتك هكذا دون سبب وحتى إن صح أنك حملت السلاح في ذلك اليوم الصنعاني الحزين فلم تخرج به إلى الشارع وتطلق الرصاص الحي على البشر، بل كنت مرابطا مثل الأسد في مكان عملك وخير من يؤتمن على منزل آل باشراحيل ومن فيه في صنعاء، وأتى إليك المهاجمون وفي تلك الحالة ماعليك إلا حماية المنزل وحماية نفسك منهم.. المهم أننا عرفنا كل تفاصيل الحادثة من خلال السيل العارم من الكتابات المنصفة التي جادت بها أقلام وأفكار كثير من الكتاب المعروفين بكتاباتهم الرصينة والبعيدة عن التزلف والنفاق، فجميع من كتب عن تلك الحادثة لم يرتجي شيئا لا منك ولا من آل باشراحيل، كل مايريده هو كشف الحقيقة للجميع وطلبا للعدل والمساواة التي أصبحت مفقودة في أيامنا هذه، أيضا أولئك الكتاب خير من عرّف الناس بما حل بك من ابتلاء وامتحان وهو من الخالق جلت قدرته .. عزيزي أحمد لايخال لك أننا في نعيم وبحبوحة، فنحن أتعس منك وإلا بماذا تفسر تقصيرنا نحوك ونحن إلى اللحظة لم نستطع فك أسرك وإرغام السلطة على إظهار الحقيقة دون تحيز أو محاباة، لهذا لاتلمنا فنحن في حيرة من أمرنا مع أننا جعلنا قضيتك نصب أعيننا، ولن ننساك أبدا مهما طالت معاناتنا ومنغصاتنا اليومية التي تحاصرنا في كل خطوة نخطوها، صدقني أن البلاد أصبحت سجنا كبيرا من المهرة إلى صعدة ، والكل في خوف من أمره ولايدري ماذا يفعل و المشاكل تنهال على رؤوسنا في كل لحظة، الاختطاف والتفجيرات ومشاكل أخرى كثيرة لايتسع المجال لذكرها، والسلطة الرشيدة لاتحرك ساكنا وهيبتها غير موجودة أصلا إلا عندنا في الجنوب الذي تعود المواطن فيه على النظام والقانون ومخافة الله مع أنه تم تصدير كثير من العادات البالية وغير الصالحة في عصرنا الراهن وهي لاقت من يحتفي بها احتفاء، الثارات التي نسيناها أتوا بها من جديد وفي صور وأشكال مختلفة، كذلك مشاكل الأراضي هي الأخرى لاتقل أهمية عن الثأر، بل تسير معه في خط متوازٍ ويامن يسبق الآخر والكثير الكثير من الواردات التي لاتفرح القلب والخاطر.

وقبل أن أختتم أحب أن أهديك شيئا من الشعر المعبر وهو من أغنية جميلة اشترك في غنائها الفنان الكبير أبوبكر سالم والفنان الكويتي عبدالله الرويشد إذ يقول في أحد مقاطعها الجميلة :

لكنني صابر وصبري في الهوى أقوى سلاح

ياخوي مافي أحد مرتاح

أتمنى أن تفيدك وتفدينا جميعا لما تحكيه من واقعية غير ملتبسة على أحد وربنا يفك أسرك وأسرنا جميعاً إنه على كل شيء قدير .

آمين يارب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى