«الأيام»

> د.هشام محسن السقاف:

> ما على «الأيام» الصحيفة والقائمين عليها إلا أن تؤدي رسالتها الصحافية الشريفة، دون أن يساورنا شك في الثمن الباهظ المدفوع سلفا في زمن استلاب الحريات.

وعندما يكون الاستلاب نهجا رسميا تراجعيا واضحا عن اشتراطات قيام الجمهورية اليمنية، فإننا ندرك- عندئذ- مهوى أفئدة البعض من المغرمين أو المتشبهين بالنعام، ممن يصرون- وفي أحيان تصطك أسنانهم- على أن الديمقراطية اليمنية مصفاة منتقاة لم يسبقنا إليها الأوائل ولن يلحق بها اللاحقون.

وأشد وطأة من العنت الرسمي غير المخفي تجاه «الأيام» أن ينبري نفر هنا- أو قل زعنفة هنا- وأخرى هناك، ليمارسوا دور التخوين وتقديم النفس (ملكية أكثر من الملك) وهو أمر يشبه من يستر عورته بورقة توت ثم يقف متحدثا عن عورات يختلقها عقله المريض عن عورات الناس.

فمثلا: يقف أحدهم وهو يلعق جراحاته من صراع الرفاق في السبعينيات الماضية، ويسقط عقده النفسية المعروفة، وكأنه لم يلق ما يستعيد به أحلامه الدونكيشوتية سوى «الأيام». فإن كان الأمر لفتا للانتباه لمطلبة الله على حساب «الأيام» فنقول «الله يفتح عليك» فقد صدق الجواهري الكبير حين قال:

ومنتحلين سمات الأديب

يظنونها جُببا ترتدى

كما جاوبتْ بومةٌ بومةً

تقارض ما بينها بالثنا

ويرعون في هذر يابس

من القول، رعيَ الجمال الكلا

يرون وريقاتهم بُلغة

من العيش لاغاية تبتغى

فهم والضمير الذي يصنعون

لمن يعتلي صهوة تعتلى

إن الديمقراطية منظومة متكاملة وما نراه من اختلالات وتداعيات تضع الوطن في مفترق طرق صعبة هو نتاج افتراقنا عن نهج الديمقراطية، عقدنا الاجتماعي التوافقي لقيام الدولة الجديدة خلفا لدولة الشطرين الشمولية. فالديمقراطية -وحرية الكلمة في الصميم منها- أساس الدولة التي هلل لها شعبنا في 22 مايو 1990م.

وما نراه من محاكمات وافتعال قضايا وتهديدات لإلهاء هذه الصحيفة المهنية المتزنة عن دورها الوطني ليس إلا وجها قبيحا من وجوه التنصل من حقوق شعبنا في الحياة الكريمة.

«الأيام» لم تخلق معاناة الملايين وغضبهم وثورتهم على الأوضاع، بل هي وسيط إعلامي مهني لنقل الخبر، وصانعو هذه السياسات الفاشلة هم من يتحملون وزر الأوضاع البائسة في وطننا. ويكفي «الأيام» فخرا أن يلتف حولها كل هؤلاء القراء الذين يعدون بمئات الآلاف في داخل الوطن وخارجه، فهل يجتمع كل هذا العدد على ضلالة؟ حاشا لله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى