> نجيب محمد يابلي:

عيب العربي أو كما قال الراحل الكبير نجيب محفوظ «آفة العربي النسيان»، لأن هذه الآفة أنستنا أن الحراك في الجنوب قد باركته السماء قبل أن يباركه أهل الأرض لأن مسوغها الشرعي «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

وأعود لهذه الآفة بأن الحراك في الجنوب الذي مهد لانطلاقته بالدعوة للتصالح والتسامح وعندما اكتشف أن السلطة الميكيافيلية قد بدأت تشغل خطا إنتاجيا بذئياً بتوظيف ورقة الدين، وهي ورقة مكشوفة حذر (أي الحراك) من استغلال ورقة الدين وهي ورقة يهتز لها عرش الرحمن الذي يلعن أي متواطئ مع الفساد والفاسدين والظلم والظالمين سواء تستر وراء اللحية أو وراء الوطنية أو أي رداء آخر .

اعلموا أيها السادة أن الحراك في الجنوب إنما أحيا الدعوة للتصالح والتسامح ونبذ التطرف أو الغلو (لأمر في نفس يعقوب) وحذر من استغلال تلك الورقة السيئة المقاصد وأن الذي دشن تلك الدعوة للتصالح والتسامح وبنذ التطرف هو الفريق علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وكلمته إلى العلماء وأعضاء المؤتمر الشعبي العام والشخصيات الاجتماعية والقطاع الشبابي وممثلي المنظمات الجماهيرية بالحديدة في 15 أبريل 1990م (أي قبل 19 عاما من الآن) ومن ضمن ماقاله في كلمته :

«إن الوحدة سوف تنهي كل الحسابات المغلوطة والفهم الخاطئ وستقضي على كل النوايا السيئة والتناقضات .... وستفتح أمام شعبنا ووطننا الموحد عهدا جديدا من التسامح والتكافل وتضافر الجهود لإيجاد البناء القوي والانطلاقة الحاملة لكل الخير ..».

ومما جاء في الكلمة المذكورة :

«إن الذين يحاولون أن يزرعوا الأشواك في طريق الوحدة سواء تحت مبررات تتستر بالدين الإسلامي الحنيف أو توجهات متطرفة غريبة على شعبنا اليمني وتتعارض مع قيمه وعقيدته وتقاليده لن يفلحوا ولن يجنوا سوى الخيبة والفشل وسخط الشعب..».

ومما جاء في الكلمة المذكورة أيضا :

«لامصلحة لشعبنا في أي خلاف بين أبنائه لأن هناك من يحاول أن يذكي نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لتحقيق مآربه في إعاقة مسيرة الوحدة وهو ماينبغي الوعي به واليقظة له وتفويت الفرصة عليه، وأن علينا أن نعالج أمورنا بالحوار والتفاهم والمسؤولية الوطنية.. نحن نؤمن بالديمقراطية .. بالرأي والرأي الآخر، وهي سلوكنا ونهجنا الثابت الذي سنعززه دوماً بالمزيد من الديمقراطية وسنفتح صدورنا بكل رحابة واحترام لكل الآراء ..».

فليمض الحراك في الجنوب على هذا النهج الذي دشنه الفريق علي عبدالله صالح في مدينة الحديدة في منتصف أبريل 1990م.