وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد ينفض يديه من أنابوليس

> القدس «الأيام» جيفري هيلر وآدم إنتوس :

>
أفيجدور ليبرمان وبجانبه زوجته
أفيجدور ليبرمان وبجانبه زوجته
أغضب وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد الفلسطينيين وأثار احتمال قيام توتر مع واشنطن من خلال تصريحه أمس الأربعاء بأن إسرائيل غير ملتزمة بتفاهمات أبرمت عام 2007 وتقضي بقيام دولة فلسطينية.

وفي أول يوم له في منصب وزير الخارجية قال اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان إن إعلان أنابوليس الذي رعته الولايات المتحدة "ليس صالحا" مؤكدا تغيرا في الموقف من الفلسطينيين في ظل حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولكن ليبرمان وهو مهاجر سوفيتي ينعته كثير من العرب بأنه عنصري قال إن إسرائيل ملتزمة باتباع النهج الذي نصت عليه "خارطة الطريق" لعام 2003 التي ربطت قيام دولة فلسطينية بقيام الفلسطينيين بتلجيم المتشددين.

وكان ليبرمان في واقع الأمر يؤكد أن إدارة نتنياهو الجديدة انسحبت من كل التزامات الحكومة السابقة بالتفاوض بشأن الحدود وقضايا مثل وضع القدس قبل تنفيذ ما ورد في تعهدات خارطة الطريق.

وهذا من شأنه أن يؤجل المفاوضات بشأن الدولة إلى المستقبل البعيد,وفي وجود غزة في أيدي حماس فإن الكثيرين يشككون في قدرة القيادة الفلسطينية المدعومة من الغرب في الضفة الغربية على تنفيذ شرط إسرائيل الأمني في أي وقت قريب.

وقال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن تصريحات ليبرمان تهدد الاستقرار الإقليمي ودعا الولايات المتحدة إلى تبني موقف واضح إزاء ذلك.

وفي الأسبوع الماضي عاد الرئيس الأمريكي بارك أوباما للتأكيد على التزامه بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل للمساعدة في إنهاء ستة عقود من الصراع في الشرق الأوسط.

ولكن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي مايك هامر رد بالقول "قال الرئيس كثيرا من المرات اننا ملتزمون باقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن."

واضاف "ونحن ملتزمون بالعمل بنشاط من أجل هذا الحل القائم على وجود دولتين... ونتطلع الى العمل مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة ونفهم أننا سنجري مناقشات صريحة وان هذه المناقشات ستقوم على أساس من الالتزام الاساسي المشترك باسرائيل وأمنها."

وقال مكتب نتنياهو إن أوباما اتصل به وهنأه على تولي منصبه وإن الزعيمين اتفقا على "العمل بشكل وثيق" وأن يلتقيا قريبا.

وفي مؤتمر عقد في نوفمبر تشرين الثاني 2007 في أنابوليس بولاية ميريلاند الأمريكية وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على تعزيز "هدف قيام دولتين إسرائيل وفلسطين" من خلال مفاوضات مع الفلسطينيين. وجاء ذلك برعاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن.

ولكن ليبرمان قال إن خارطة الطريق التي رعاها بوش في وقت سابق هي الملزمة بالنسبة لإسرائيل. وهذا توجه متسق فيما يبدو مع تركيز نتنياهو على قمع العنف قبل محاولة التوصل لاتفاق بشأن دولة. وفي المحادثات التي جرت في أنابوليس كان أولمرت يسعى بصورة فاعلة إلى أن يفعل الشيئين معا.

وقال وزير الخارجية الجديد "هناك وثيقة واحدة تلزمنا.. وهي ليست انابوليس فهي ليست صالحة."

وفي إشارة إلى أن الأحزاب التي انضمت لائتلاف نتنياهو وافقت على احترام التزامات إسرائيل الخارجية القائمة قال "أنا صوتت ضد خارطة الطريق.. ولكنها الوثيقة الوحيدة التي وافقت عليها الحكومة وأقرها مجلس الأمن.. بوصفها وثيقة ملزمة."

وقال مسؤول إسرائيل "إنه لا يريد أن يقفز لمفاوضات الوضع النهائي كما كان مرسوما في أنابوليس."

وأدى نتنياهو اليمين أمس ليرأس الحكومة خلفا لأولمرت الذي استقال العام الماضي بسبب مزاعم بالفساد. وكانت انتخابات العاشر من فبراير شباط أتت بأغلبية يمينية,وحزب ليبرمان هو أكبر حليف لنتنياهو في الائتلاف.

وقال مصدر سياسي قريب من نتنياهو إن التصريحات تجسد موقف رئيس الوزراء.. فهو لم يتبن قيام دولة للفسطينيين في كثير من التصريحات,وقال بدلا من ذلك إنه يعتقد أن عليهم أن يحكموا أنفسهم ولكن أن تكون لديهم صلاحيات محدودة للسلطة لا تهدد أمن إسرائيل.

ويدافع نتنياهو أيضا عن توسيع المستوطنات اليهودة في الضفة الغربية على الرغم من شكاوى الفلسطينيين والولايات المتحدة من أن خارطة الطريق تلزم إسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني.

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي إيتان جيلبوع من جامعة بار إيلان "إن هدفه ببساطة هو توجيه رسالة بأن هذه حكومة جديدة وسياسة حكومته ستكون مختلفة.. إنها إشارة.. رسالة. ولكن المعنى الحقيقي لها يتعين بحثه في الشهور المقبلة."

وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "هذا تحد للمجتمع الدولي والادارة الامريكية التي تبنت حل الدولتين.. وعلى المجتمع الدولي ان يرد على هذه الاستفزازات وهذه التصريحات الناسفة للامن والاستقرار في المنطقة." وأضاف أن على الولايات المتحدة أن تتبنى موقفا واضحا "قبل ان تصبح الامور في غاية السوء".

وجاء تصريح ليبرمان مفاجئا لبعض مسؤولي وزارة الخارجية. فقال أحدهم " لقد قال إن أنابوليس ستذهب إلى بالوعة الصرف.. ونحن ملتزمون بخارطة الطريق.. ولذا أظن أن هذا هو النهج الجديد."

وقال مسؤولون إن السفارات الإسرائيلية أرسلت على الفور برقيات تحدد المقتبسات المهمة في تريحات ليبرمان. وقال دبلوماسي إسرائيلي رفيع إن ذلك يرقى إلى أن يكون تعليمات تفيد بأن "إسرائيل ليست ملتزمة بعملية أنابوليس."

وبعد أن انتهى ليبرمان من تصريحاته مالت تسيبي ليفني رئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض في عملية أنابوليس عليه وتحدثت معه على انفراد.

وفي وقت لاحق قال مسؤول إسرائيلي كان يقف بالقرب منهما لرويترز إنها قالت له "على الرغم من كل ما قلته سيكون هناك حل قائم على دولتين." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى