ألف.. أنت

> «الأيام» عبدالرحمن عبدالخالق

> إلى المفكر التقدمي الكبير (أبوبكر السقاف).. نسير بخطى سريعة وواثقة... ترتدي بنطلون جينس أزرق، أتذكر جيداً كأنه اليوم على الرغم من أن سنوات خمس مرت، وذاكرتي الخربة، وقميصاً بنياً، نعم بني اللون.

حقيبة جلدية تلامس خاصرتك، يشدها سير يتدلى من كتفك الأيمن. كتباً وأقلاماً وصحفاً وأوراقاً وغليوناً وتبغاً وقليلاً من النقود، ماتحتويها.

وماذا لرجل مثلك أن يحمل غير ذلك ؟!!

لا أعرف أنك تدخن الغليون، لكن هذا ماخطر لي - على الأقل لحظتها - وأنت تسير بخطى سريعة وواثقة بطولك الفارغ، اليشبه الألف المهموز، وهو مايبدأ به اسمك أيضاً.

كم تمنيت أن يبدأ اسمي - مثلك - بالألف، ليتصدر الأسماء عند ترتيبها الألفبائي أو الأبجدي، لكن لأني أراه كما يراه المتصوف الحافظ رجب البرسي «عبارة عن الاختراع الأول وسدرة المنتهى».

ذلك كان في إحدى مساءات صيف عدن، وأنت تسير بشارع الملك سليمان وعيناك تتجولان تتمليان بالناس والمكان بولهٍ عجيب باذخ، تقرؤهم، ومن وسط الشارع عبر زقاق بالبهارات يضوع، قادتك قدماك تجاه الخليج الأمامي.

إذا نحن سائران في الاتجاه نفسه هذا ماقلته .. وليس في الأمر مصادفة.

فالمدينة -هنا- تفتح ذراعيها للبحر، وتهديه الصباحات الطازجة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى