مرثية في الحبيب والصديق الوفي محمد عبدالله المحضار

> إبراهيم بلفقيه :

> ربي عظيم الشأن خلق بحره وبَرْ

ورزّاق لعبيده وخلاها جثال

رافع سماوات العلى من غير شررْ

والنار والجنة ويوم الامتثالْ

والابتلاء مقياس لكل واحد صبرْ

ولّي تقرّب من جنانهُ با ينالْ

ياربّ جنّب من سبلنا كل ضررْ

وختمْ عملنا بالقبول والابتهالْ

ياناس في الباكر وصلْ أسوأ خبرْ

دحرج على راسي كجلمود الجبال

قالوا المنيّة أطرقت باب الأغرْ

قد انتهى عمرهُ وهو مثل الغزال

اهتزّت الدنيا وخلتنيْ صورْ

ولْعَادْ حسّيت أنني واقف بحالْ

ودْمُوع عيني عَـالخدود نزْلَتْ هَمَرْ

من غير شعوري نازلة من غير مُقال

هذا محمد بو أسامة إن حَضَرْ

يُمْليْ علينا من كلامه كالزلالْ

خمسة وعشرين عام من الصحبة عَبَرْ

صادق وفي ما قَدْ تَنطَّق بالسّفالْ

يمشي على منهاج جدوده ما عثََرْ

واثق من المنهج طريق أهل الكمالْ

هذا قَدَر رَبي ولا مُنّه مَفَرْ

ما با يعود لِيْ راح ولا الماضي مُحَالْ

با قُول نَعمْ وَدْعْتَنا قبل الظّفرْ

كَنَّ الخبر واصل معك هذا يُقالْ

حتى القُبل في خَدّكم شَأْرَة سفرْ

ما كُنتْ أدري أنها آخِرْ وصالْ

مهما وصفْتكْ باتكون لَمْحَة بَصَرْ

كمْ با نعد تلك المحاسن والخِصَالْ

لوْ كان دمعي با يِجِيْبَكْ والْخِيَرْ

خَلّيْتَها تسْكبْ وتجري كالصوال

لَكِنْ عَلَيْ ضاقَتْ وجسمي مستقر

إن جيت بنسى ذَكّر القلب الخيال

وَمْسَىْ يدور في خاطري كل الفكرْ

لِيْ جَمّعَتْنا في المجالس والتلالْ

والله ما بنساك ولو فوق المدرْ

ما دام ليَالِيْنا يُنوّرْها الهلالْ

الله يخلّيْ لَكْ وُلادَكْ كالدُرَرْ

وجّهْتُهُمْ بَحْسَنْ وَصِيّة وعْتِدَالْ

با يسْلُكُونْ نَهْجَكْ يقُصُّون الأثرْ

وِلِّيْ بِنِيّتهْ يكتمِلْ بَحْسَنْ مِثالْ

يارب وَسْكُنْ عبْدكمْ أحْسَنْ مَقَرْ

وغْفِرْ ذنوبُه كلّها أنتَ المنال

وعْطِيهْ من الجنّة عناقيد الثمر

وجْمَعْ مَعهْ أرْواحَنا بَحْسَنْ نِزال

وخْتمْ لمنْ سلّم عليهْ كل الشّجَرْ

صلوا عليه بَعْدَادْ تهاليل الرجال


29/3/2009م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى