في بيان مهرجان الذكرى العاشرة لمقتل الشهيد عبدالسلام المرشدي:قضية المرشدي لاتختلف عن قضية المرقشي فكلاهما دافع عن النفس والعرض والمال والشيخ عبدالرب النقيب يعلن انضمامه إلى الحراك السلمي الجنوبي

> يافع «الأيام» صلاح القعشمي:

>
المشاركون في المسيرة يحملون اللافتات وصور الشهيد المرشدي
المشاركون في المسيرة يحملون اللافتات وصور الشهيد المرشدي
أعلن الشيخ عبدالرب أحمد النقيب شيخ مشايخ الموسطة (نقيب يافع) انضمامه إلى الحراك السلمي الجنوبي، موكدا أنه سيقف بثبات إلى جانب كل المظلومين وأصحاب الحقوق الضائعة والمسلوبة.

وجاء إعلانه هذا في سياق الكلمة التي ألقاها في المهرجان الاحتجاجي السلمي الذي أقيم صباح أمس في ملعب السلام بمدينة لبعوس يافع بمحافظة لحج تخليدا الذكرى العاشرة لاستشهاد عبدالسلام أحمد سالم المرشدي الناخبي على يد قوات الأمن والنجدة بمحافظة عدن في منطقة حجيف بالتواهي ظهر يوم 7 أبريل من العام 1999.

وأضاف الشيخ النقيب: «إن دماء أبنائنا أمانة في أعناق جميع الشرفاء والغيورين، ويجب ألا نسمح أو نرضى بضياع الحقوق المشروعة وألا تذهب الدماء هدرا حتى لانساءل عنها يوم القيامة أمام المولى عز وجل، وأذكر الجميع بعدد من الشهداء الذين سقطوا، ومنهم الشيخ علي عبداللاه بن عاطف جابر».

وتابع: «نؤكد على ضرورة توحيد الرؤى ورص الصفوف وعدم الخروج عن المألوف إذا أردنا تحقيق أهدافنا المشروعة».

وكان المهرجان قد استهل بآي من الذكر الحكيم ثم تمت قراءة الفاتحة على روح الشهيد المرشدي وشهداء الجنوب كافة، بعد ذلك ألقى الشيخ سالم أحمد المرشدي شقيق الشهيد كلمة أسرة الشهيد، أوضح فيها صنوف التسويف والمماطلة التي قوبلوا بها خلال العشر السنوات الماضية من الجهات ذات الاختصاص وعدم تجاوب أجهزة الأمن مع كل التوجيهات الخاصة بسرعة القبض على الجناة ومن يقف خلفهم رغم وجود وعود رئاسية بتقديم الجناة خلال عشرين يوما.

وأضاف المرشدي: «إننا نواجه قضية وعلى الجميع الوقوف صفا واحدا ورفع الصوت عاليا أمام هذا الجبروت والطغيان الذي يسعى إلى إراقة المزيد من دماء أبناء الجنوب، وانتم تعلمون أيها الإخوة اتجاه هذه السلطة، ففي كل مرة يسقط شهيد من أبنائنا تجعل من القاتل بطلا والضحية متهما، وما قضية أخي الشهيد عبدالسلام المرشدي إلا نموذج من عشرات النماذج لشهداء سقطوا على يد قوات الأمن وأجهزة السلطة دون خوف أو وازع من دين أو ضمير».

الشيخ عبدالرب أحمد النقيب
الشيخ عبدالرب أحمد النقيب
وتابع: «أطالب مجددا بتنفيذ الإجراءات القانونية بحق الجناة وسرعة القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل إن كان للعدل وجود».

و ألقى الشيخ علي محمد الخضر الشقي رئيس لجنة المتابعة لقضية الشهيد عبدالسلام المرشدي نيابة عن مشايخ ووجهاء قبائل مكتب الناخبي الذي ينتمي إليه الشهيد كلمة أشار فيها إلى عدد من الصعوبات والعراقيل والمماطلة التي واجهتها ا لجنة المتابعة المكلفة من قبل مشايخ ووجهاء وأبناء يافع في أول اجتماع لهم بعد الحادث عام 1999، وتأسف في كلمته لضياع القانون والتلاعب بدماء الأبرياء الذين سقطوا ظلما وعدوانا.

وألقى الشيخ فضل محسن بن شيخ الصلاحي عضو المجلس المحلي بلبعوس كلمة السلطة المحلية، طالب فيها بعدم التهاون والسكوت عن ما يحدث لأبناء الجنوب، موكدا أن المسئولية تقع على الجميع وأن قضية الشهيد المرشدي قضية رأي عام لأبناء يافع خاصة وأبناء الجنوب عامة، مثلها مثل قضايا الشهداء الذين سقطوا في محافظات الجنوب في منصة ردفان والضالع والمكلا وعدن والصبيحة وغيرها من المناطق، بما فيها قضية الشهيد علي عبداللاه عاطف جابر.

وشارك في المهرجان الشيخ محمد سالم الكهالي عضو محلي لبعوس والعميد صالح أحمد العيسائي وعبدالعزيز المنصوري الذين تحدثوا بكلمات معبرة تطرقت إلى صمود أبناء الجنوب وسيرهم في طريق النضال السلمي حتى تحقيق الحلم المنشود للحراك الجنوبي، مجددين العهد والوفاء للشهداء الذين سقطوا في ساحات النضال السلمي وغيرهم من شهداء الجنوب، وفي مقدمتهم الشهيد عبدالسلام المرشدي.

وتسلم المهرجان برقية تضامنية من الناشط السياسي والكاتب الحر الأستاذ فاروق ناصر علي، جاء فيها: «السلام على الحاضرين جميعا والسكينة على روح أول شهيد جنوبي منذ عشر سنوات في محافظة عدن، الشهيد عبدالسلام المرشدي، ومن استباح أرضنا صامتون لأنهم قد استباحوا الأرض والثروات والإنسان، فمن يتوقع العدل منهم هو من الواهمين، كم شهيدا سقط بعد شهيدنا المرشدي؟ فهل رأينا محاكمات للقتلة؟ إنني أرى المأساة لاتفيها الكلمات لأن الفترة طويلة، هي عشر سنوات، ولكن يا أبناء يافع والجنوب عموما رصوا الصفوف وتوحدوا وتأكدوا أن الشعوب المقهورة هي المنتصرة دائما، وارفعوا أصواتكم عاليا لا للخضوع والمساومة نعم ومليون نعم للصمود والمقاومة».

وكان المشاركون في المهرجان قد نفذوا مسيرة سلمية جابت جميع شوارع سوق السلام وهم يرددون الهتافات ويحملون صور الشهيد عبدالسلام المرشدي ولافتات كتب عليها (18 عاما وأبناء الجنوب تسفك دماؤهم وتستباح ثرواتهم وحقوقهم) (قتل الأبرياء جريمة والتستر على القتلة الجرم الأكبر) (عشر سنوات على مقتل الشهيد المرشدي اليافعي والقتلة طلقاء).

و شارك الشعراء طاهر سالم طماح ونبيل الخالدي وناصر صالح المرفدي وعلي عبدالقوي بن جهيد بقصائد شعرية معبرة نالت استحسان جميع الحاضرين.

وصدر عن المهرجان السلمي بيان (تسلمت «الأيام» نسخة منه)، جاء فيه: «الشهيد عبدالسلام المرشدي والبطل أحمد عمر المرقشي وجهان لعملة واحدة، فكلاهما سقط دفاعا عن العرض والمال والنفس، فاستشهد الأول وسجن الآخر.

إننا اليوم ونحن نقف وقفة إجلال وإكبار وترحم على أرواح شهداء الجنوب الأبطال، فإننا نستشعر الألم والحسرة على وطأة المعاناة القاسية التي يواجهها كل ذي حق جراء التسويف والإهمال والتستر الذي تعتمده السلطة تجاه قضايا قتل وسفك دماء أبناء الجنوب والتي تزداد شهيتها كلما سقط شهيد هنا أو هناك في كل المحافظات الجنوبية.

وأضاف البيان: «إن وقوفنا هنا وفي اعتصامنا هذا وبعد مرور عشر سنوات عجاف منذ سقوط أول شهيد جنوبي ظهر يوم 7 أبريل من عام 1999 هو الشهيد عبدالسلام أحمد سالم المرشدي الذي تعرض لأبشع هجوم عسكري من قبل قوات الأمن والنجدة في محافظة عدن الذين صوبوا رصاصاتهم إلى نفس بريئة دون أي ذنب سوى أنه كان يقف أمام منزله الصغير في منطقة حجيف بالتواهي، منطلقين من مبدأ القوة ونهب الثروات ومقدرات الشعب، وغير مبالين بما شرعته القوانين وسنه الدستور، ولكنها ذروة النهب وشهوة اغتصاب الحقوق الشرعية لأبناء الجنوب».

وتابع البيان: «أيها الإخوة إننا وإذا كنا اليوم نعتصم في هذه الساحة سلميا تعبيرا عن استنكارنا الشديد وأسفنا البالغ للتعامل السلبي الذي تتبعه السلطة وأجهزتها القمعية تجاه قضية الشهيد عبدالسلام المرشدي طوال عشر سنوات مضت دون أي عمل ملموس، حيث مازال الجناة طلقاء بل إنهم مازلوا يعيثون في الأرض فسادا، فإننا في الوقت نفسه نعيش حدثا آخر في منطقة الصبيحة حيث من المقرر أن يشيع جثمان الشهيد عمر عبدالعزيز الصبيحي شهيد التصالح والتسامح الثاني الذي سقط برصاصات أجهزة الأمن صبيحة يوم 13 يناير 2009، وهو أمر ينبغي عدم السكوت عنه، فدماء أبناء الجنوب دين علينا جميعا.

يا أبناء الجنوب الأبطال إن قضية الشهيد عبدالسلام المرشدي اليافعي التي نحن بصددها اليوم (أمس) وفي اعتصامنا السلمي هذا لاتختلف عن قضية البطل الشجاع والمدافع عن العرض والمال والنفس السجين أحمد عمر العبادي المرقشي، فالقضيتان بينهما ارتباط وثيق، فالأول دافع عن النفس والعرض والمال واستشهد، والثاني دافع عن النفس والعرض والمال فسجن، وأصبحا معا متهمين بنظر السلطة التي لاتعطي الحقوق ذرة اهتمام، بل يحلو لها فبركة وصناعة التهم بهدف إذلالهم وإخضاعهم للاستسلام والرضوخ لسياسة الأمر الواقع، انطلاقا من مبدأ القوة واستغلال صلاحياتها السلطوية وطمس الهوية الجنوبية وسلب ممتلكاته وحقوقه المشروعة وفقا لمخطط توجههم الاستراتيجي لكسر جماح ابن الجنوب وجعل ثروات أبناء الجنوب غنيمة.

أيها الشرفاء إننا وانطلاقا من قناعاتنا وإيماننا المطلق بمصداقية قضيتنا هذه وهي قضية الشهيد عبدالسلام المرشدي فإننا ومن هذا الاعتصام الاحتجاجي السلمي نجدد الوفاء والعهد لشهدائنا الأبطال شهداء الجنوب عامة وشهيدنا البطل المرشدي خاصة على المضي قدما صوب الأهداف النبيلة التي استشهدوا من أجلها.

ونؤكد مجددا وقوفنا وتضامننا مع أسر الشهداء جميعا، وفي مقدمتهم أسرة الشهيد المرشدي ومع السجين البطل أحمد عمر المرقشي، وفي نفس الوقت فإننا نعبر عن استنكارنا وإدانتنا للمماطلة والتسويف المتعمد الذي قوبلت به قضية الشهيد عبدالسلام المرشدي، وعليه فإننا من هنا نجدد مطالبتنا بسرعة القبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة، إن وجدت، ما لم فإن الصبر إذا جاوز حدوده قتل، ونحمل السلطة وأجهزتها المسئولية كاملة عن أية تداعيات أو ردود أفعال قد تحدث في حال استمرار سكوتها وعدم القبض على الجناة ومن يقف خلفهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى