بالأعمال تتحقق الآمال

> عبده أحمد نعمان

> الله سبحانه وتعالى نهانا على ان نقول ولا نعمل (يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون مالاتفعلون كبر مقتاُ عند الله ان تقولوا مالاتفعلون ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص).

لقد مر كفاحنا نحن ابناء اليمن السعيدة مدة من الزمن ليست بالقصيرة ورغم ذلك فنحن لم نحقق شيئا من اهدافنا ولن نحقق شيئا مادمنا كذلك لالشيء الا لاننا اكتفينا بالقول دون العمل ولا يسعنا في هذا الموقف الا ان نضع المسئولية الكبرى على عاتق شبابنا فماهو موقف الشباب الواعي من قضيتنا؟

فهل يستجيب لنداء الوطن، والقضية والتاريخ ويضع النقط على الاحرف.

ايها الشباب ان الصمت والتقاعس والجبن، إنما هو إجرام في حق امتكم وضعف منكم وتهرب من مواجهة الامروالمصير المحتم الذي يواجهنا.

ومما يزيد في اسفنا هو ان رجال هيئاتنا الوطنية الذين يحاولون الاصلاح في بلادنا هؤلاء يكتفون بالقول دون العمل اذ ان مجرد تركيز الهجوم والانتقادات على الحكام والطبقة الحاكمة لايؤدي إلى نتيجة ولقد برهنت التجارب ان الكلام لايجدي مع هؤلاء الناس وان احسن وسيلة يجب على كل وطني مخلص ان يسلكها هي ارشاد الامة وتوعية الشعب ونبذ الخلاف والفتن والاحقاد والحزازات والخصومات، كما يجب ان نعرف ان السبب الاول من اسباب التفرقة هي التجزئة والقبلية التي بقيت من اثار الجاهلية ورجاؤنا من عرائف ومشايخ وقضاة وعقال البلاد رجاؤنا من هؤلاء دعاة الهزيمة ان يغيروا مبادئهم وان يطهروا انفوسهم ويقلعوا عن اعمالهم وعن التفرقة والدسائس وإثارة الفتن بين افراد الشعب، ولاتكونوا من الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)، بل نحن نريد منكم ان تكونوا مع الشعب وإلى جانب الشعب دائما تشاركونه افراحه و اتراحه وترشدونه بقدر معرفتكم في نواحي الامورالتي تتعرض له وتصلحوا ذات بينكم عاملين بقول الله تعالى:(إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).

ولاتتنكروا له كما تتنكروا لهؤلاء الحاكمين وتقدموه لقمة سائغة لهؤلاء الآكلين (ولاتأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون) و (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ومعصية الرسول) واعملوا بقول نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم المسلمون كالبنان او كالبنيان يشد بعضه بعضا ولاتجعلوا من انفسكم اسواطا بايدي هؤلاء الحكام يخلدون بكم الشعب حسب ماتهوى نفوسهم لاحسب مايزعمون ان دستورهم القرآن وهم بأعمالهم هذه بعيدون كبعد السماء عن الارض وعن احكام القرآن والله ورسوله يشهد على ذلك ونحن نعلم بكل مايعاملون به(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام واذا تولى سعي في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد، واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم وبئس المصير)، اعملوا ايها اليمنيون بارك الله فيكم اعملوا عملا يخلد في وجه التاريخ اسمكم، فالحرية لاتنال بدون ثمن تنال باقدام على عظائم الامور وبالعمل اناء الليل واطراف النهار .

لقد طال ظلام الليل فهل آن للفجر ان ينجلي، ايها اليمنيون كل واحد منا يحب ان يعلم ويعرف بأنه مطلوب بعمل يعمله من اجل وطنه وليس المسؤولية تقع على اناس دون الاخرين فانه ما يكاد يوم يمر الا وصرخات المظلومين تغزو آذان السامعين وهذه الصرخات تزداد كل يوم ومعظم هذه الصرخات موجهة إلى حكام اليمن انفسهم ولكن هؤلاء الحكام ماضون في غيهم لايسمعون نصح ناصح، (يا ايها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة، كما يئس الكفار من اصحاب القبور) ولذلك فنحن نرحب باصرار هؤلاء الحكام على التشبت بموقفهم تجاه مطالب الشعب عسى ينجلي للشعب اليمني اكثر واكثر نواياهم والله اكبر والنصرللشعوب.

(ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم).

العدد 203 في 2 ابريل 1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى