قرحش: توجد قضايا فساد بعشرات المليارات والإعلان عنها محظور قانونا

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

>
أفاد الأخ أحمد قرحش، رئيس قطاع التفتيش بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بوجود عدد من القضايا لدى الهيئة بعشرات المليارات، وأنه لا يمكن الإدلاء بمعلومات عنها بسبب قيود قانونية يضعها قانون مكافحة الفساد الذي وجد قبل إنشاء الهيئة بما يمنع الإعلان عنها دون حكم قضائي بات.

واستنكر في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي الذي نظمه مركز التأهيل وحماية الحركات الصحفية للإعلان عن نتائج دراسية مسحية شملت خمسة عشر صحيفة حكومية وحزبية ومستقلة تناولت مدى تأثير الانتماء السياسي للصحف اليمنية على حجم تغطيتها لقضايا الفساد والتي قام بها المركز بالتعاون مع الهيئة العليا لمكافحة الفساد والمعهد الديمقراطي الوطني والوكالة الأمريكية للتنمية وذلك لقياس ومعرفة حجم التغطية الصحفية للفساد من قبل الصحف اليمنية- تجاهل الإعلام للأعمال الإيجابية وتناولها السلبي لنشاط هيئة مكافحة الفساد دون استيضاح من أي من أعضائها.

وأوضح قرحش أن «قضايا الفساد قضايا تهم الرأي العام وليست قضايا سياسية أو حزبية»، مشيرا إلى «وجود نشرة داخلية للهيئة ترصد كل ما كتبته الصحف، وتطالبها بكل ما استندت إليه من وثائق، وتتابع الهيئة الجهة التي تطرقت لها الصحف وإشاراتها بوجود قضايا فساد، واتخاذ عدد من الإجراءات القانونية التي منحها القانون»، معلنا عن تمكن الهيئة من كشف 15 قضية فساد تنظرها المحاكم اليوم، وأن الهيئة طرحت قضية محاسبة أصحاب الدرجات العليا ورفع الحصانات عنهم أمام مجلس النواب للبت فيها.

ودعا قرحش في ختام حديثه الصحفيين إلى إيجاد خط مفتوح بينهم وبين الهيئة لما فيه خدمة المصلحة العامة والحد من الفساد.

فيما دعا عبدالمعين عزان، من المعهد الديمقراطي الأمريكي، مجلس النواب إلى «الدخول في تحالف ناشئ بين هيئة مكافحة الفساد ومنظمات المجتمع المدني»، مطالبا إياه بأن لا يقتصر دوره على إصدار التشريعات ذات الصلة، مؤكدا على أن «محاربة الفساد أصبحت محل إجماع وطني».

واستعرض الدكتور وديع العزعزي نتائج الدراسة التي اعتمدت على أسلوب الحصر الشامل للعينة في اختيار أعداد الصحف التي تم تحليلها، حيث بلغ عدد الصحف الخاضعة للتحليل خلال فترة الدراسة التي بدأت من 1/10 إلى 2009/3/10 (379) صحيفة، منها (300) من الصحف اليومية و(79) من الصحف الأسبوعية.

وتطرق إلى تأثير الانتماء السياسي للصحف على حجم تغطياتها لقضايا الفساد بنسبة تصل إلى 58 % بينما وصل مستوى تأثير الانتماء السياسي في الصحف المستقلة 81.4 % وبدرجة أقوى من مستوى التأثير في الصحف الحكومية والأسبوعية التي بلغت 1و55 % ووصلت الصحف الحزبية في المرتبة الثالثة التي بنسبة 2و31 %.

وقال: «حظيت مشكلة الفساد بتغطية إعلامية من قبل الصحف اليمنية بحجم (3338) كلمة فساد ومشتقاتها وبمتوسط كلمات للعدد الواحد بمجموع (608) مادة صحفية لعدد (8) أشكال صحفية مختلفة».

وبيّن العزعزي أن «الصحف الحزبية قد احتلت المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد بنسبة 7و49 % والصحف الحكومية 7و30 % بينما جاءت الصحف المستقلة في المرتبة الأخيرة بنسبة 5و19 %، فيما بلغ حجم التغطية لقضايا الفساد في الصحف اليومية 0و18 % والصحف الأسبوعية 82 %».

واضاف: «وجدنا أن صحيفة «الوحدة» حلت في المرتبة الأولى من بين الصحف اليمنية في تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغت نسبة تغطيتها 6و15 % و«الصحوة» 1و13 % لتحتل صحيفة «الأيام» المرتبة الأخيرة من بين الصحف اليمنية في تغطيتها لقضايا الفساد بنسبة 5و1 %».

وحل الخبر كشكل من أشكال العمل الصحفي في المرتبة الأولى من حيث استخدامه من قبل الصحف اليمنية بنسبة 39 % مقارنة مع بقية الأشكال الصحفية، بينما كان مقال الرأي هو الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف الحزبية بنسبة 26و40 % واحتل المرتبة الثانية في الصحف الحكومية والمستقلة، وظهر في الدراسة الخبر الأهم في الصحف اليومية بنسبة 95و47 % محتلا المرتبة الثانية من قبل الصحف الحكومية والمستقلة، واحتل مقال الرأي المرتبة الأولى في أهمية استخدامه من قبل الصحف الأسبوعية بنسبة 10و39 % والمرتبة الثانية في الصحف الحكومية والمستقلة».

ودعت الدراسة الصحف اليمنية إلى ضرورة الاهتمام بالعمل الصحفي الاستقصائي وإفراد مساحات أوسع للتحقيقات والتقارير والتحليلات المتعلقة بقضايا الفساد ورفع سقف الحرية المهنية في تناول هذه القضايا والكشف عنها، كما دعتها إلى ضرورة تناول قضايا الفساد بما تمليه المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن المؤثرات الزمنية والانتماءات السياسية الضيقة. وطالبت الدراسة الهيئة العليا لمكافحة الفساد بضرورة إنشاء وحدة معلومات تمد الصحفيين بكل جديد عن قضايا الفساد وتكليف فريق لمتابعة كل ما تنشره الصحف حولها وتقصي الحقائق بشأنها والكشف عن الفاسدين ومحاسبتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى