في يوم في شهر في سنة

> أحمد شريف الرفاعي:

> إننا في حاجة ماسة إلى استيعاب مفهوم الثقافة . . والتعليم.. ذلك أسوأ ما نعانيه هو اننا نفهم التعليم على انه مجرد معارف.

ولن نستطيع ان ننجح في مضمار التعليم اذا كان الهدف منه هو اعطاء الاجيال قليلا من المعرفة وتخريج اجيال من الموظفين لا اجيال من المثقفين.

ولدينا الكثيرين من الذين ليس لهم حظ من ملكة الخلق والابتكار والذين يسيرون وفق انظمة روتينية عتيقة املتها ظروف رجعية بليت وتمزقت ولم تستطيع ان تساير العصر الذي نعيش فيه.

لقد تولى زمام التعليم فترة من الزمن. . مجموعة من الموظفين تجمدوا وجفت دماء الابتكار في عقولهم واصبحوا كالقوالب.

وجاء جيل جديد .

جيل يحس ان الثقافة ليست جغرافية عدن ولا التاريخ هو تاريخ الامبراطورية البريطانية فقط ولا العلوم الطبيعية هي كمية من الهيدروجين ليصبح الحاصل ماء.

هذه اعمال حواء وليست علوما .

ومن الضروري ان يحدث صدام بين عقليتين. . وبين جيلين. . ومن الضروري ان لايحدث تفاهم.

وهكذا اتخذت من اعمال التفتيش تفتيشا على نقائص الجيل الجديد من المعلمين لا تفتيشا على الخلق والابتكار والعقليات المضيئة البناءة التي تهم في رفع تعليم هذه البلاد وترفع من ثقافتها.

اراد هذا الجيل من المعلمين ان يجعلوا الوطنية قاعدة للثقافة. . واراد هذا الجيل من الموظفين القابعين خلف الجدران الاربعة ان يجعلوا الثقافة تنفصل عن الوطنية تمام الانفصال.

وظل هذا الصراع على اشده. . انه جزء من صراع شعبنا الباسل جزء من المعركة الكبيرة التي نخوضها من اجل حقنا في تقرير المصير وحقنا في ان يكون لنا كيان.. ويكون لنا غد.

وسينتهي هذا الصراع إلى نصر.. نصر الشعب.

العدد 170 في 22 فبراير 1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى