أغنية البدرية

> محمد مرشد ناجي:

> كثير من الأصدقاء ممن شجعوني على تلحين هذه الأغنية. . . هؤلاء الأصدقاء ترتسم اليوم على وجوههم علامة استفهام كبيرة كلما سمعوها، وقد يتطوع احدهم فينظر إلي نظرة عتاب كأنه يريد ان يقول انها لم تعد تتفق والشعور

القومي المتزايد. . كل هذا بسبب شطر اوردها الأمير أحمد فضل القمندان في منتصف القصيدة عندما قال :

عن ياهادي نشيد اهل الوطن

عن صوت الدان

ماعلينا من غناء صنعاء اليمن

غصن من عقيان

والواقع انني شعرت بهذا من قبل ان يبادلني اصدقائي نظرات العتاب. .

وبالتحديد وإقرار للحقيقة شعرت بذلك بعد ان عرفت جمال عبدالناصر. .

وعرفت مبادئه فوقفت لأسأل نفسي من انا؟ وما اصل هذه الأرض التي نحن عليها.

ظهور هذا الرجل العربي الصدوق جعلني افكر بمصيري، ومصير قومي وبلدي بل ومصير البلاد العربية جمعاء وبالتالي اصبحت لا اقرأ شيئا الا واتفحص معانيه، ولا اسمع بحدث في أي بلد عربي، الا واهتززت له هنا. . واصبح تفكيري السياسي لا بأس به بحيث استطيع ان افرق بين الحق والباطل والخبيث والطيب كل هذا بفضل هذا الرجل العربي العظيم الذي قال للعالم انا هنا. .

انا قوة في هذه الأرض. . انا القومية العربية واما قبل هذا فقد كنت لا أعي شيئا وهذه هي الحقيقة.

وعندما استمعت بعد هذا إلى الشطر المعني من الأغنية شعرت بالخطأ وهذا الخطأ له ما يبرره بدليل انه لم يكن مقصودا، وانما حدث بصورة غير واعية، حتى اصدقائي الذي تتقزز نفوسهم من سماعها الآن هو هؤلاء كانوا بالأمس لم يدركوا أي معنى لها سوى ظاهر معناها البريء الذي لا يمت إلى الانفصالية باي صلة، وفي اسبوع مضى ذهبت عنوة إلى لحج لألتقي بالشاعر صالح فقيه الذي عاصر الأمير أحمد فضل لاستفسره عن معنى هذا البيت والمناسبة التي قيلت فيها هذه القصيدة وبدأ أديب لحج يقلب كفيه كأنه يريد ان يقول لا اعلم باي معنى فبادرته موضحا المقصد: اريد ان اعرف هل كان الأمير أحمد فضل انفصاليا عندما قال:

ما علينا من غناء صنعاء اليمن

غصن من عقيان

او بعبارة اوضح هل هو ممن يقر الأوضاع الحاضرة؟

فانتصب في مجلسه وقال: كلا. . . وصدقني ان هذا المعنى لم يتبادر إلى ذهني إلا منك الآن؟ فمابالك بالقمندان الذي نظم هذه القصيدة بعد عدة سنوات من عودة الأمراء إلى لحج اثر الاحتلال التركي على لحج في الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وانا لازلت اذكر المناسبة التي قيلت فيها هذه القصيدة:

كنا في حفل وكان القمندان موجود وكان يغني في الحفل المطرب «هادي» وليس «هادي» والد الشاعر عبدالله هادي سبيت وكان هادي يغني صنعانيا فقط طوال الحفل فضاق القمندان وهادي يغني اغنية صنعانية معروفة مطلعها «غصن من عيقان اثمر» فإذا بالقمندان ينفجر من ساعته فيقول:

غن ياهادي نشيد اهل الوطن الخ . . . هذا كل مافي الأمر- ويجب ان تعرف ان القمندان كان لا يطرب الا للغناء اللحجي فقط ولايحب ان يسمع غيره.

هذا،وكثيرون جدا ايضا يسألونني أينما حللت عن معاني بعض كلمات هذه الأغنية مثال:

مرحبا بالهاشمي . . وحيط الجبيلي ومن هو عبدالكريم هل هو ولد السلطان علي عبدالكريم. .

وانا في الحقيقة مع كل هؤلاء في تساؤلاتهم، فالشعر اللحجي كثيرا ما يكون غامضا في معانيه، ودواما ما يطلب من السامع اوالقارئ ان يكون متعمقا فيما يسمعه او يقرأه وان يفتش بنفسه وراء معانيه.. مرحبا بالهاشمي اغنية لحجية قديمة وحبيط الجبيلي مزرعة يملكها شخص يدعى«الجبيلي» وعبدالكريم هو الأمير عبدالكريم الخطابي المغربي.

وبعد كنت اتمنى ان احدا يشرح هذه القصيدة شرحا كاملا، ولكن للاسف فقد دفنت اسرارها مع صاحبها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى